جدد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو نظرته الكونية في اعتبار أن «التاريخ يمر بأنقرة»، فيما حذرت صحيفة «اقشام» من ان تركيا تتحول الى ثكنة لحلف شمال الاطلسي.

وجاء كلام داود اوغلو في إطار المؤتمر العام الخامس للسفراء الأتراك في الخارج منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في العام 2002. وانعقد المؤتمر في فندق «الماريوت» في أنقرة، وشارك فيه أكثر من 150 سفيراً تركياً في العالم وانعقد تحت شعار»الديبلوماسية الإنسانية».

وقال داود اوغلو، أمام السفراء، انه بقدر ما هو مهم امتلاك تركيا جيشاً قوياً فإنه من المهم بالدرجة نفسها اتباع سياسة خارجية قائمة على إيلاء الأهداف الإنسانية أولوية.

واعتبر أن «السياسة الخارجية التركية بدلا من الانغلاق على نفسها أمام الدفق السريع للتاريخ قررت أن تدير هذا الدفق». وقال إن «سياسة الانتظار والمحافظة على ما هو موجود يعني عدم وجود إرادة»، مضيفا «إننا نبادر إلى كل مخاطرة، ولكن لا نقبل عدم وجود إرادة. القوى العالمية تعرف أن التاريخ يمر بأنقرة. وكل من يدخل في مجازفة في العلاقة مع أنقرة يدرك انه يدخل في مصاعب في سياساته الإقليمية».

ودعا داود اوغلو السفراء الأتراك كي لا يكونوا سلبيين بل فاعلين في حركتهم، مضيفا «يمكن أن ترتكبوا أخطاء ولكنني أنا أتحمل مسؤوليتها».

من جهتها، حذرت صحيفة «أقشام» التركية من المنحى الذي تتخذه عملية التسلح التركية جراء تعاونها مع حلف شمال الأطلسي، متسائلة عما تعد لها أنقرة من خطط. وذكرت ان «البداية كانت مع نصب رادارات الدرع الصاروخي في ملاطية عبر الولايات المتحدة قبل أن تنتقل إدارته إلى حلف شمال الأطلسي. ومع ارتفاع نسبة المخاطر من الوضع في سوريا توجهت أنقرة إلى الحلف من أجل نشر صواريخ باتريوت، حيث نشرت منه ست بطاريات كما جاءت طائرات اواكس للإنذار المبكر».

 

وتابعت الصحيفة ان «تركيا لم تكتف بالتحشيدات البرية بل انتقلت إلى التحشيد البحري. إذ قررت الولايات المتحدة تزويد أنقرة على شكل هبة فرقاطتين جديدتين، وقد علقت رئاسة الأركان التركية أهمية على هاتين الفرقاطتين اللتين جاءتا نتيجة مفاوضات استمرت سنتين».

وتقول مصادر في وزارة الخارجية التركية للصحيفة انه يجب أن «يقابل على انه أمر طبيعي أن تتزود تركيا بعناصر القوة، كونها الحليف الأهم والأكثر فاعلية للولايات المتحدة في المنطقة كما أنها شريكة استراتيجية لها في حلف شمال الأطلسي».

والى الفرقاطتين ينتظر أن تزوّد الولايات المتحدة تركيا بصواريخ «سيدوندير2» حيث وافقت واشنطن على بيع أنقرة 117 رأسا منها، بقيمة 140 مليون دولار، وهي صواريخ جو ـ جو ذات فاعلية كبيرة وستحملها طائرات «أف ـ 16». ولفتت المصادر في الخارجية التركية إلى أن قرار تزويد الفرقاطتين وبيع الصواريخ قد مرا في الكونغرس من دون أية معارضة.

وذكرت الصحيفة أن تركيا تتحضر في العام 2013 للتزود بنظام درع صاروخي جديد، كذلك تخطو خطوات على طريق تعزيز صناعتها العسكرية الوطنية إلى مستويات عالمية عبر إطلاق مشروع إنتاج حاملة طائرات وطنية.

  • فريق ماسة
  • 2013-01-03
  • 10473
  • من الأرشيف

داود أوغلـو: التـاريـخ يمـر بأنقـرة

جدد وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو نظرته الكونية في اعتبار أن «التاريخ يمر بأنقرة»، فيما حذرت صحيفة «اقشام» من ان تركيا تتحول الى ثكنة لحلف شمال الاطلسي. وجاء كلام داود اوغلو في إطار المؤتمر العام الخامس للسفراء الأتراك في الخارج منذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في العام 2002. وانعقد المؤتمر في فندق «الماريوت» في أنقرة، وشارك فيه أكثر من 150 سفيراً تركياً في العالم وانعقد تحت شعار»الديبلوماسية الإنسانية». وقال داود اوغلو، أمام السفراء، انه بقدر ما هو مهم امتلاك تركيا جيشاً قوياً فإنه من المهم بالدرجة نفسها اتباع سياسة خارجية قائمة على إيلاء الأهداف الإنسانية أولوية. واعتبر أن «السياسة الخارجية التركية بدلا من الانغلاق على نفسها أمام الدفق السريع للتاريخ قررت أن تدير هذا الدفق». وقال إن «سياسة الانتظار والمحافظة على ما هو موجود يعني عدم وجود إرادة»، مضيفا «إننا نبادر إلى كل مخاطرة، ولكن لا نقبل عدم وجود إرادة. القوى العالمية تعرف أن التاريخ يمر بأنقرة. وكل من يدخل في مجازفة في العلاقة مع أنقرة يدرك انه يدخل في مصاعب في سياساته الإقليمية». ودعا داود اوغلو السفراء الأتراك كي لا يكونوا سلبيين بل فاعلين في حركتهم، مضيفا «يمكن أن ترتكبوا أخطاء ولكنني أنا أتحمل مسؤوليتها». من جهتها، حذرت صحيفة «أقشام» التركية من المنحى الذي تتخذه عملية التسلح التركية جراء تعاونها مع حلف شمال الأطلسي، متسائلة عما تعد لها أنقرة من خطط. وذكرت ان «البداية كانت مع نصب رادارات الدرع الصاروخي في ملاطية عبر الولايات المتحدة قبل أن تنتقل إدارته إلى حلف شمال الأطلسي. ومع ارتفاع نسبة المخاطر من الوضع في سوريا توجهت أنقرة إلى الحلف من أجل نشر صواريخ باتريوت، حيث نشرت منه ست بطاريات كما جاءت طائرات اواكس للإنذار المبكر».   وتابعت الصحيفة ان «تركيا لم تكتف بالتحشيدات البرية بل انتقلت إلى التحشيد البحري. إذ قررت الولايات المتحدة تزويد أنقرة على شكل هبة فرقاطتين جديدتين، وقد علقت رئاسة الأركان التركية أهمية على هاتين الفرقاطتين اللتين جاءتا نتيجة مفاوضات استمرت سنتين». وتقول مصادر في وزارة الخارجية التركية للصحيفة انه يجب أن «يقابل على انه أمر طبيعي أن تتزود تركيا بعناصر القوة، كونها الحليف الأهم والأكثر فاعلية للولايات المتحدة في المنطقة كما أنها شريكة استراتيجية لها في حلف شمال الأطلسي». والى الفرقاطتين ينتظر أن تزوّد الولايات المتحدة تركيا بصواريخ «سيدوندير2» حيث وافقت واشنطن على بيع أنقرة 117 رأسا منها، بقيمة 140 مليون دولار، وهي صواريخ جو ـ جو ذات فاعلية كبيرة وستحملها طائرات «أف ـ 16». ولفتت المصادر في الخارجية التركية إلى أن قرار تزويد الفرقاطتين وبيع الصواريخ قد مرا في الكونغرس من دون أية معارضة. وذكرت الصحيفة أن تركيا تتحضر في العام 2013 للتزود بنظام درع صاروخي جديد، كذلك تخطو خطوات على طريق تعزيز صناعتها العسكرية الوطنية إلى مستويات عالمية عبر إطلاق مشروع إنتاج حاملة طائرات وطنية.

المصدر : محمد نور الدين \ السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة