يزخر الريف السوري بالعديد من الأشجار التي يعود عمرها إلى مئات السنين وقد شهدت مراحل تطور الحياة المعيشية لدى سكان الأرياف، لذا يصعب عليهم التخلي عنها أو الاقتناع بفكرة إن الشجر كالبشر كل له نهاية في يوم من الأيام لذلك ابتدع هؤلاء افكارا جديدة للمحافظة على أشجارهم التي تمثل ذاكرتهم وذكرياتهم بحولها ومرها.

ومن أجمل الطرق الذي ابتدعها البعض من أصحاب الخبرة تجويف الأشجار التي تعرضت للشرنقة من الديدان ولم تعد قادرة على التماسك من داخلها بحيث يتم استئصال الأجزاء المريضة، بينما يبقى هيكل الجذع الأساسي محافظا على شكله على حد تعبير نورس جديد، اختصاصي في علم الأشجار ويضيف: في بعض الأحيان نضع تراب بداخل الجوف ونزرعها بشجرة من نفس النوع وعندما تنمو يبدو شكلها مميز وطبيعي بحيث أنها تكون في مرحلة صغيرة من العمر لذا تحظى باخضرار رائع بينما جذوعها عملاقة تشير إلى مئات السنين.

وعن سبب ابتداع هذه الطريقة وغيرها للحفاظ على الأشجار القديمة يقول المعمر رمضان القصير.. هناك أشجار توت قديمة تؤرخ لتاريخ قريتي ووجودها أمام منازلنا تذكرنا بتاريخنا الذي مرت عليه الكثير من المصائب، غير أننا ما زلنا صامدين كشجرة التوت هذه أو شجرة السنديان تلك لنثبت أن هذه الأرض أرضنا وملكنا ولن نستغني عنها عدا عن أن لتلك الأشجار القديمة أثرا كبيرا في حياتنا ففي ظلها جلس آباؤنا وأجدانا وتحت أغصانها تقاسمنا طعامنا وهربنا من أشعة الشمس لنختبئ بين ثناياها لذا لا يمكن تركها تمرض ونحن ننظر إليها دون القيام بشيء، فهي قطعة من وجودنا الذي لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة.

وللبعض أسباب أخرى دفعته للمحافظة على هياكل جذوع الأشجار القديمة كما يرى أسبر حمودة الذي سارع إلى تجويف شجرة التوت المريضة من أجل ابتداع ديكور جديد للباحة الخارجية لمنزله، إذ انها نظراً لاتساع عرضها يمكن استغلالها بالعديد من الأشياء الجمالية كنصب إنارة بداخلها تعكس بأضوائها على الخارج لتبدو من بعيد وكأنها مغارة أو كهف يعود إلى العصور القديمة.

  • فريق ماسة
  • 2012-12-07
  • 9676
  • من الأرشيف

طرق جديدة للمحافظة على الأشجار القديمة

يزخر الريف السوري بالعديد من الأشجار التي يعود عمرها إلى مئات السنين وقد شهدت مراحل تطور الحياة المعيشية لدى سكان الأرياف، لذا يصعب عليهم التخلي عنها أو الاقتناع بفكرة إن الشجر كالبشر كل له نهاية في يوم من الأيام لذلك ابتدع هؤلاء افكارا جديدة للمحافظة على أشجارهم التي تمثل ذاكرتهم وذكرياتهم بحولها ومرها. ومن أجمل الطرق الذي ابتدعها البعض من أصحاب الخبرة تجويف الأشجار التي تعرضت للشرنقة من الديدان ولم تعد قادرة على التماسك من داخلها بحيث يتم استئصال الأجزاء المريضة، بينما يبقى هيكل الجذع الأساسي محافظا على شكله على حد تعبير نورس جديد، اختصاصي في علم الأشجار ويضيف: في بعض الأحيان نضع تراب بداخل الجوف ونزرعها بشجرة من نفس النوع وعندما تنمو يبدو شكلها مميز وطبيعي بحيث أنها تكون في مرحلة صغيرة من العمر لذا تحظى باخضرار رائع بينما جذوعها عملاقة تشير إلى مئات السنين. وعن سبب ابتداع هذه الطريقة وغيرها للحفاظ على الأشجار القديمة يقول المعمر رمضان القصير.. هناك أشجار توت قديمة تؤرخ لتاريخ قريتي ووجودها أمام منازلنا تذكرنا بتاريخنا الذي مرت عليه الكثير من المصائب، غير أننا ما زلنا صامدين كشجرة التوت هذه أو شجرة السنديان تلك لنثبت أن هذه الأرض أرضنا وملكنا ولن نستغني عنها عدا عن أن لتلك الأشجار القديمة أثرا كبيرا في حياتنا ففي ظلها جلس آباؤنا وأجدانا وتحت أغصانها تقاسمنا طعامنا وهربنا من أشعة الشمس لنختبئ بين ثناياها لذا لا يمكن تركها تمرض ونحن ننظر إليها دون القيام بشيء، فهي قطعة من وجودنا الذي لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة. وللبعض أسباب أخرى دفعته للمحافظة على هياكل جذوع الأشجار القديمة كما يرى أسبر حمودة الذي سارع إلى تجويف شجرة التوت المريضة من أجل ابتداع ديكور جديد للباحة الخارجية لمنزله، إذ انها نظراً لاتساع عرضها يمكن استغلالها بالعديد من الأشياء الجمالية كنصب إنارة بداخلها تعكس بأضوائها على الخارج لتبدو من بعيد وكأنها مغارة أو كهف يعود إلى العصور القديمة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة