عاد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى أنقرة بعد زيارة استغرقت يومين إلى القاهرة، وأريد منها توثيق العلاقات بين البلدين ورفعها إلى درجة التحالف الاستراتيجي.

وبالرغم من أن البلدين وقّعا أكثر من 26 اتفاقية للتعاون المتبادل فقد مرت الزيارة تحت الوطأة الثقيلة لظلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم يكن ممكناً تأجيل الزيارة لتمر في ظروف أفضل لأنها كانت مقررة منذ مدة.

وبدا واضحاً للمسؤولين الأتراك أنهم يفتقدون الأدوات المناسبة التي تتيح لهم القيام بدور فاعل في غزة التي تحتاج إلى تواصل مع جميع أطراف الأزمة.

وبدا واضحاً أن انتهاء سياسة «صفر مشاكل» مع عدد كبير من دول المنطقة أعدم أسس استمرارية الدور الوسيط الذي كان من أهم عوامل نفوذ تركيا في المنطقة ومضاعفة دورها. وهذا ينطبق مباشرة على العلاقات مع إسرائيل، كما مع سورية والعراق وإيران إلى حد كبير.

لذلك كان الدور التركي في محاولة القيام بعمل ما في غزة لوقف النار دوراً بالواسطة. وناشد أردوغان الرئيس الأميركي باراك اوباما الضغط على إسرائيل، في مقابل أن يضغط هو والرئيس المصري محمد مرسي على حركة حماس. وطالب أردوغان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك، وخاطب من القاهرة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من خلف المذياع محذراً إياه من الحماقات، لكن الدور التركي وقف عند هذه الحدود.

وفي هذا الإطار، تبرز جزئية أشارت إليها صحيفة «حرييت» التركية أمس الأول، وهي أن أردوغان بعد مغادرته القاهرة أبقى فيها نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» عمر تشيليك وضابطاً من الاستخبارات التركية لمتابعة الوضع في غزة.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة لها دلالات كثيرة ومهمة وهي أن أنقرة تريد أن يكون لها، من اجل وقف النار في غزة، مباشرة أو بشكل غير مباشر تواصل مع إسرائيل. وتشيليك هو اسم له خبرة في هذا المجال. وكان قد ذهب إلى" إسرائيل" وسورية والأردن عدة مرات أثناء مفاوضات السلام بين سورية والدولة العبرية. من هنا تكمن أهمية هذا القرار الذي اتخذه أردوغان على الأقل لجهة النية. وتضيف الصحيفة أن هذه المبادرة من أردوغان قد تكون ماء الحياة التي ستسكب على العلاقات التركية ـ الإسرائيلية المنقطع التواصل فيها لكنها ليست مقطوعة ديبلوماسياً.

وبالرغم من الدعم الذي يقدمه الشعب التركي إلى القضية الفلسطينية فإن العديد من الباحثين الأتراك المعروفين حمّلوا حماس مسؤولية ما يجري في غزة، ومن بينهم سادات لاتشينير في صحيفة «ستار» القريبة من «حزب العدالة والتنمية»، الذي انتقد حركة حماس لإطلاقها صواريخ على إسرائيل. ومع انه يقول انه قد لا يكون أمام حماس خيار آخر، غير أن إطلاق الصواريخ لن يحقق هدفه في كسب تأييد الرأي العام العالمي وإحداث أزمة داخل إسرائيل.

ويقول لاتشينير انه مع ذلك فإن غالبية هذه الصواريخ قد أسقطتها دفاعات القبة الحديدية (وهذا غير صحيح). ويجزم بأن الأمر قاطع هو أنه بإطلاق الصواريخ لن تتحرر فلسطين!
  • فريق ماسة
  • 2012-11-20
  • 11994
  • من الأرشيف

أردوغـان علـى خـط التهدئـة فـي غـزة: إحيـاء للعلاقـات التركيـة ـ الإسرائيليـة؟

عاد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان إلى أنقرة بعد زيارة استغرقت يومين إلى القاهرة، وأريد منها توثيق العلاقات بين البلدين ورفعها إلى درجة التحالف الاستراتيجي. وبالرغم من أن البلدين وقّعا أكثر من 26 اتفاقية للتعاون المتبادل فقد مرت الزيارة تحت الوطأة الثقيلة لظلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة. ولم يكن ممكناً تأجيل الزيارة لتمر في ظروف أفضل لأنها كانت مقررة منذ مدة. وبدا واضحاً للمسؤولين الأتراك أنهم يفتقدون الأدوات المناسبة التي تتيح لهم القيام بدور فاعل في غزة التي تحتاج إلى تواصل مع جميع أطراف الأزمة. وبدا واضحاً أن انتهاء سياسة «صفر مشاكل» مع عدد كبير من دول المنطقة أعدم أسس استمرارية الدور الوسيط الذي كان من أهم عوامل نفوذ تركيا في المنطقة ومضاعفة دورها. وهذا ينطبق مباشرة على العلاقات مع إسرائيل، كما مع سورية والعراق وإيران إلى حد كبير. لذلك كان الدور التركي في محاولة القيام بعمل ما في غزة لوقف النار دوراً بالواسطة. وناشد أردوغان الرئيس الأميركي باراك اوباما الضغط على إسرائيل، في مقابل أن يضغط هو والرئيس المصري محمد مرسي على حركة حماس. وطالب أردوغان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بالتحرك، وخاطب من القاهرة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو من خلف المذياع محذراً إياه من الحماقات، لكن الدور التركي وقف عند هذه الحدود. وفي هذا الإطار، تبرز جزئية أشارت إليها صحيفة «حرييت» التركية أمس الأول، وهي أن أردوغان بعد مغادرته القاهرة أبقى فيها نائب رئيس «حزب العدالة والتنمية» عمر تشيليك وضابطاً من الاستخبارات التركية لمتابعة الوضع في غزة. وبحسب الصحيفة، فإن هذه الخطوة لها دلالات كثيرة ومهمة وهي أن أنقرة تريد أن يكون لها، من اجل وقف النار في غزة، مباشرة أو بشكل غير مباشر تواصل مع إسرائيل. وتشيليك هو اسم له خبرة في هذا المجال. وكان قد ذهب إلى" إسرائيل" وسورية والأردن عدة مرات أثناء مفاوضات السلام بين سورية والدولة العبرية. من هنا تكمن أهمية هذا القرار الذي اتخذه أردوغان على الأقل لجهة النية. وتضيف الصحيفة أن هذه المبادرة من أردوغان قد تكون ماء الحياة التي ستسكب على العلاقات التركية ـ الإسرائيلية المنقطع التواصل فيها لكنها ليست مقطوعة ديبلوماسياً. وبالرغم من الدعم الذي يقدمه الشعب التركي إلى القضية الفلسطينية فإن العديد من الباحثين الأتراك المعروفين حمّلوا حماس مسؤولية ما يجري في غزة، ومن بينهم سادات لاتشينير في صحيفة «ستار» القريبة من «حزب العدالة والتنمية»، الذي انتقد حركة حماس لإطلاقها صواريخ على إسرائيل. ومع انه يقول انه قد لا يكون أمام حماس خيار آخر، غير أن إطلاق الصواريخ لن يحقق هدفه في كسب تأييد الرأي العام العالمي وإحداث أزمة داخل إسرائيل. ويقول لاتشينير انه مع ذلك فإن غالبية هذه الصواريخ قد أسقطتها دفاعات القبة الحديدية (وهذا غير صحيح). ويجزم بأن الأمر قاطع هو أنه بإطلاق الصواريخ لن تتحرر فلسطين!

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة