تحطّم الكثير من الرؤوس العاتية والمتكالبة على النيل من قضية المقاومة الأولى في فلسطين ومن دمشق حاضنة هذه المقاومة إبان الهجمة الأرهابية الكونية الأخيرة علينا، الهادفة إلى قطع وريد الأمة ونزع قلبها واستبداله بقلب من صناعة «إسرائيلية» ـ أميركية، بتمويل خليجي.

وفي خضم تخبّط هذه الرؤوس وتناثر أجزائها على صخور سورية الأمة، سقطت أقنعة «تجميلية» كثيرة كانت تخفي لعقود وجوها متآمرة ونفسيات معقدة بمختلف أنواع الأمراض القومية، كالطائفية والنزعة المادية الفردية على حساب مصلحة المجتمع والاستزلام للرجل الأبيض والفساد الأخلاقي وما يرافقه من إصدارات لأفلام إباحية على الإنترنت، يقوم ببطولتها قادة «ثورة معتوهي العالم على أرضنا».

وفي هذا السياق لا تفوتوا فرصة مشاهدة الفيلم الإباحي الجديد بطولة فراس طلاس وانتاج شركة «ثورَفون برودكشن» الذي صدر على «يوتيوب» هذا الأسبوع، فثوّارنا «من غير شرّ» سريعو التعلّم واقتبسوا من سيرة قدوتهم تسيفي ليفني الصهيونية، التي صرحت حديثاً بأنها مارست الجنس مع مسؤولين عربا لأجل تحسين موقع «إسرائيل» في المفاوضات السياسية، بعد أن حصلت على إذن من الحاخام الكبير للقيام بذلك، ولم يتردد «الثوار» إذّاك في الحصول على إذن من القرضاوي مفتي الجنس لإطلاق كتيبة المومسات التي أودت بمستقبل فراس طلاس السياسي.

 

الكثير من أرباب الصحافة والثقافة والعسكر والسياسة والكياسة انتحروا عراة على أبواب دمشق، ومن منا لم يتابع مهزلة الصحافي «الثوري» الذي أمضي شهورا يأكل ويشرب مع مجرم وزمرته خطفوا حجاجاً أبرياء في أعزاز، وروّج هذا الصحافي لأجندة الخاطفين محاولاً إبرازهم كمظلومين وكثوّار وهم في الحقيقة مرتزقة مراوغين فاسدين يديرون وكراً للصوص الخطف مقابل الفدية سموه «سجناً للثورة» وأخذوا يتقاضون تعريفة يومية عن كل مخطوف بالدولار الأميركي من دول القرار الإرهابي المعروفة ومحطاتها الإعلامية. عمل الصحافيّ جاهداً لأشهر محاولاً تبييض صورة أولئك اللصوص، مستعملا رصيده المهني الشخصي، إذ لا رصيد مهنياً للمحطة التلفزيونية التي يعمل فيها ليصرفه، وعندما نضبت جعبته من الأكاذيب والتلفيقات والخدع السينمائية وانخفض رصيده المهني إلى ما دون الصفر، ابتدع صاحبنا قصة خطفه من قبل العصابة التي عمل على تبييض صفحتها وتعاون معها بتفان كأنه واحد من أفرادها لأسابيع، وابتدع أيضاً قصة تحريره من قبل العصابة نفسها وإعادته إلى بيروت شرط عدم العودة إلى سورية قبل مضي شهر على الحادث، بحسب ما أفاد «البيان الثوري» الذي ساهم الصحافي في وضع لمساته الأخيرة على الأرجح، وعاد الصحافي وقتذاك إلى تصدر صفحات الجرائد وشبكات التواصل الإجتماعي «مخطوفاً» بعدما سقطت مقالاته من طيات الصحف بسبب عدم الصدقية.

وما كان من عدوى الخطف الطوعي إلاّ أن انتقلت إلى صحافية «السبع محطات» التي لم تترك صحيفة أو محطة تلفزيون إلاّ عملت فيها ثم تركتها «على زعل»، فابتدعت هي الأخرى قصة خطفها مستنسخة رسائل نصية آتية من «أمن الثورة»، والصحافية تلك هي أيضا تم تحريرها بأعجوبة من قبل الثوار بعد ساعات على خطفها وسلّمت إلى ذويها في بيروت، فعادت صاحبتنا إلى الواجهة لوهلة قصيرة نتيجة هذه المهزلة.

أما أهل السياسة فأسقطت دمشق عن الكثيرين منهم ما تبقى من قناع وورقة تين، فمنهم من توجّس من «الهرب الكبير» لقادة حماس إلى حضن ما بعد أوسلو، فـ»طرنب» على منافسيه من الحركة المذكورة في التنازل والفرار، واهباً مدينة صفد في فلسطين المحتلة هدية على طبق من فضة إلى الصهيوني الغاصب متنازلاً عن حقه في العودة إليها، وعن حق عودة مئات ألوف من الفلسطينيين الذين ما زالوا جيلاً بعد جيل يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي طردهم منها المحتل الصهيوني في أربعينات القرن الماضي، على أمل العودة إلى مدن أحبوها وسمعوا عنها حكايات وأساطير شعبية نقلها الآباء إلى الأجداد. أزال «أبو مازن» إذن القناع بصورة نهائية عن وجهه وظنّ أنه «بشحطة قلم» يستطيع أن يبيع المغتصب تاريخاً عمره من عمر تاريخ الإنسان على هذه الأرض لأجل البقاء على كرسي الرئاسة ولو صنما أو «روبوتا».

 

من أهل الثقافة أطل علينا هذا الأسبوع بلا قناع المثقف الشيوعي جورج صبرا رئيساً جديداً «لمجلس اسطنبول» من قطر، جورج صبرا الشيوعي المثقّف والمدرّس، إبن قطنة في ريف دمشق، آثر أن يترك مهنة العلم والثقافة ويعمل «مساعد جزار» في «مجلس اسطنبول للإخوان» والعملاء الصهاينة وأن يترأس المجلس الذي ذبح ثواره خوري قطنة، قرية جورج صبرا، الخوري الشهيد فادي حداد قبل أن يجف دمه. أما «المفكر العربي» عزمي بشارة فلم يسقط عنه أي قناع وبقي وفياً لقسم المجلس النيابي «الإسرائيلي» الذي أقسم فيه على الولاء لدولة «إسرائيل»، ويتبلور وفاؤه لدولة «إسرائيل» في عمالته للحكومة القطرية وتآمره على سورية وشعبها على المحطات المشتراة العميلة.

ومن أخبار العسكر «يتألق» غيابياً هذا الأسبوع الضابط الفار من الخدمة في سورية رياض الاسعد إذ غادر «منزل مخدومه» في تركيا منذ بضعة اسابيع ولم يعد فالرجاء ممن يعرف عنه شيئاً الاتصال بمخدومه التركي أو بأحد عملائه الحصريين في عكار لبنان. أما جماعة «الكياسة» من المواطنين الذين أضحوا فجأة غير آبهين بالسياسة وأمورها «حفاظاً على سلامة عائلاتهم» وتخلّوا عن مساندة قضايا البلاد ولو بالتعبير والكلام، خاصة أقلية صغيرة من عرب «إسرائيل» من الذين يجاهرون بأنهم «إسرائيليون» وليسوا فلسطينيين و»يخردقون» مجتمعنا السوري في دول الغرب كسفراء غير معلَنين للنوايا الحسنة لكيان همجي، محاولين تبييض صورته بصورة غير مباشرة تحت ذريعة أنهم يريدون الحياة والسلام وأنهم غير مهتمين في أمور السياسة، فإليهم ما قاله المسرحي الإلماني برتولد بريشت في الأمر: «إن الأمية السياسية هي أسوأ أنواع الأمية، والأمّي سياسياً لا يسمع ولا يرى ولا يشارك في الحياة السياسية ويبدو أنه على غير علم أن كلفة المعيشة وأسعار الحبوب والطحين وبدل الإيجار وثمن الأدوية كلها تتأثر بالقرار السياسي. كما أن الأمي السياسي يفتخر بجهله لأمور السياسة، «يعرّم» صدره ويقول «أنا أكره السياسة» من دون أن يدري هذا الأبله أن المومس والطفل اللقيط والسارق وأسوأهم قاطبة السياسي الفاسد وعميل المصالح الأجنبية في بلاده كلهم يأتون نتيجة عدم اكتراثه للسياسة».

إن لم تستح أيها الصحافي فاخطف نفسك،

وإن لم تستح أيها السياسي فبع مسقط رأسك لليهود،

وإن لم تستح أيها المثقّف فاعمل مساعد جزار لدى السلفيين،

وأن لم تستح أيها العربي فقل أنك «إسرائيلي» الهوية،

 

لكن تذكروا جميعاً أن كل طرق الحرب والسلام لا بد من أن تمر في دمشق، حرّة أبية.

 

  • فريق ماسة
  • 2012-11-17
  • 8916
  • من الأرشيف

إنْ لم تستح فاخطف نفسك

تحطّم الكثير من الرؤوس العاتية والمتكالبة على النيل من قضية المقاومة الأولى في فلسطين ومن دمشق حاضنة هذه المقاومة إبان الهجمة الأرهابية الكونية الأخيرة علينا، الهادفة إلى قطع وريد الأمة ونزع قلبها واستبداله بقلب من صناعة «إسرائيلية» ـ أميركية، بتمويل خليجي. وفي خضم تخبّط هذه الرؤوس وتناثر أجزائها على صخور سورية الأمة، سقطت أقنعة «تجميلية» كثيرة كانت تخفي لعقود وجوها متآمرة ونفسيات معقدة بمختلف أنواع الأمراض القومية، كالطائفية والنزعة المادية الفردية على حساب مصلحة المجتمع والاستزلام للرجل الأبيض والفساد الأخلاقي وما يرافقه من إصدارات لأفلام إباحية على الإنترنت، يقوم ببطولتها قادة «ثورة معتوهي العالم على أرضنا». وفي هذا السياق لا تفوتوا فرصة مشاهدة الفيلم الإباحي الجديد بطولة فراس طلاس وانتاج شركة «ثورَفون برودكشن» الذي صدر على «يوتيوب» هذا الأسبوع، فثوّارنا «من غير شرّ» سريعو التعلّم واقتبسوا من سيرة قدوتهم تسيفي ليفني الصهيونية، التي صرحت حديثاً بأنها مارست الجنس مع مسؤولين عربا لأجل تحسين موقع «إسرائيل» في المفاوضات السياسية، بعد أن حصلت على إذن من الحاخام الكبير للقيام بذلك، ولم يتردد «الثوار» إذّاك في الحصول على إذن من القرضاوي مفتي الجنس لإطلاق كتيبة المومسات التي أودت بمستقبل فراس طلاس السياسي.   الكثير من أرباب الصحافة والثقافة والعسكر والسياسة والكياسة انتحروا عراة على أبواب دمشق، ومن منا لم يتابع مهزلة الصحافي «الثوري» الذي أمضي شهورا يأكل ويشرب مع مجرم وزمرته خطفوا حجاجاً أبرياء في أعزاز، وروّج هذا الصحافي لأجندة الخاطفين محاولاً إبرازهم كمظلومين وكثوّار وهم في الحقيقة مرتزقة مراوغين فاسدين يديرون وكراً للصوص الخطف مقابل الفدية سموه «سجناً للثورة» وأخذوا يتقاضون تعريفة يومية عن كل مخطوف بالدولار الأميركي من دول القرار الإرهابي المعروفة ومحطاتها الإعلامية. عمل الصحافيّ جاهداً لأشهر محاولاً تبييض صورة أولئك اللصوص، مستعملا رصيده المهني الشخصي، إذ لا رصيد مهنياً للمحطة التلفزيونية التي يعمل فيها ليصرفه، وعندما نضبت جعبته من الأكاذيب والتلفيقات والخدع السينمائية وانخفض رصيده المهني إلى ما دون الصفر، ابتدع صاحبنا قصة خطفه من قبل العصابة التي عمل على تبييض صفحتها وتعاون معها بتفان كأنه واحد من أفرادها لأسابيع، وابتدع أيضاً قصة تحريره من قبل العصابة نفسها وإعادته إلى بيروت شرط عدم العودة إلى سورية قبل مضي شهر على الحادث، بحسب ما أفاد «البيان الثوري» الذي ساهم الصحافي في وضع لمساته الأخيرة على الأرجح، وعاد الصحافي وقتذاك إلى تصدر صفحات الجرائد وشبكات التواصل الإجتماعي «مخطوفاً» بعدما سقطت مقالاته من طيات الصحف بسبب عدم الصدقية. وما كان من عدوى الخطف الطوعي إلاّ أن انتقلت إلى صحافية «السبع محطات» التي لم تترك صحيفة أو محطة تلفزيون إلاّ عملت فيها ثم تركتها «على زعل»، فابتدعت هي الأخرى قصة خطفها مستنسخة رسائل نصية آتية من «أمن الثورة»، والصحافية تلك هي أيضا تم تحريرها بأعجوبة من قبل الثوار بعد ساعات على خطفها وسلّمت إلى ذويها في بيروت، فعادت صاحبتنا إلى الواجهة لوهلة قصيرة نتيجة هذه المهزلة. أما أهل السياسة فأسقطت دمشق عن الكثيرين منهم ما تبقى من قناع وورقة تين، فمنهم من توجّس من «الهرب الكبير» لقادة حماس إلى حضن ما بعد أوسلو، فـ»طرنب» على منافسيه من الحركة المذكورة في التنازل والفرار، واهباً مدينة صفد في فلسطين المحتلة هدية على طبق من فضة إلى الصهيوني الغاصب متنازلاً عن حقه في العودة إليها، وعن حق عودة مئات ألوف من الفلسطينيين الذين ما زالوا جيلاً بعد جيل يحتفظون بمفاتيح بيوتهم التي طردهم منها المحتل الصهيوني في أربعينات القرن الماضي، على أمل العودة إلى مدن أحبوها وسمعوا عنها حكايات وأساطير شعبية نقلها الآباء إلى الأجداد. أزال «أبو مازن» إذن القناع بصورة نهائية عن وجهه وظنّ أنه «بشحطة قلم» يستطيع أن يبيع المغتصب تاريخاً عمره من عمر تاريخ الإنسان على هذه الأرض لأجل البقاء على كرسي الرئاسة ولو صنما أو «روبوتا».   من أهل الثقافة أطل علينا هذا الأسبوع بلا قناع المثقف الشيوعي جورج صبرا رئيساً جديداً «لمجلس اسطنبول» من قطر، جورج صبرا الشيوعي المثقّف والمدرّس، إبن قطنة في ريف دمشق، آثر أن يترك مهنة العلم والثقافة ويعمل «مساعد جزار» في «مجلس اسطنبول للإخوان» والعملاء الصهاينة وأن يترأس المجلس الذي ذبح ثواره خوري قطنة، قرية جورج صبرا، الخوري الشهيد فادي حداد قبل أن يجف دمه. أما «المفكر العربي» عزمي بشارة فلم يسقط عنه أي قناع وبقي وفياً لقسم المجلس النيابي «الإسرائيلي» الذي أقسم فيه على الولاء لدولة «إسرائيل»، ويتبلور وفاؤه لدولة «إسرائيل» في عمالته للحكومة القطرية وتآمره على سورية وشعبها على المحطات المشتراة العميلة. ومن أخبار العسكر «يتألق» غيابياً هذا الأسبوع الضابط الفار من الخدمة في سورية رياض الاسعد إذ غادر «منزل مخدومه» في تركيا منذ بضعة اسابيع ولم يعد فالرجاء ممن يعرف عنه شيئاً الاتصال بمخدومه التركي أو بأحد عملائه الحصريين في عكار لبنان. أما جماعة «الكياسة» من المواطنين الذين أضحوا فجأة غير آبهين بالسياسة وأمورها «حفاظاً على سلامة عائلاتهم» وتخلّوا عن مساندة قضايا البلاد ولو بالتعبير والكلام، خاصة أقلية صغيرة من عرب «إسرائيل» من الذين يجاهرون بأنهم «إسرائيليون» وليسوا فلسطينيين و»يخردقون» مجتمعنا السوري في دول الغرب كسفراء غير معلَنين للنوايا الحسنة لكيان همجي، محاولين تبييض صورته بصورة غير مباشرة تحت ذريعة أنهم يريدون الحياة والسلام وأنهم غير مهتمين في أمور السياسة، فإليهم ما قاله المسرحي الإلماني برتولد بريشت في الأمر: «إن الأمية السياسية هي أسوأ أنواع الأمية، والأمّي سياسياً لا يسمع ولا يرى ولا يشارك في الحياة السياسية ويبدو أنه على غير علم أن كلفة المعيشة وأسعار الحبوب والطحين وبدل الإيجار وثمن الأدوية كلها تتأثر بالقرار السياسي. كما أن الأمي السياسي يفتخر بجهله لأمور السياسة، «يعرّم» صدره ويقول «أنا أكره السياسة» من دون أن يدري هذا الأبله أن المومس والطفل اللقيط والسارق وأسوأهم قاطبة السياسي الفاسد وعميل المصالح الأجنبية في بلاده كلهم يأتون نتيجة عدم اكتراثه للسياسة». إن لم تستح أيها الصحافي فاخطف نفسك، وإن لم تستح أيها السياسي فبع مسقط رأسك لليهود، وإن لم تستح أيها المثقّف فاعمل مساعد جزار لدى السلفيين، وأن لم تستح أيها العربي فقل أنك «إسرائيلي» الهوية،   لكن تذكروا جميعاً أن كل طرق الحرب والسلام لا بد من أن تمر في دمشق، حرّة أبية.  

المصدر : جورج كرم\ البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة