دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انتقد عدد من العلماء مسار بعض الاختبارات الطبية الحديثة التي تسارع إلى إعلان نتائج مبهرة، مثل اكتشاف علاجات للسرطان والشيخوخة والسكري وسواها، قبل أن يتضح أنها لم تقم بتطبيق العقاقير على البشر، وإنما على مجموعة من الفئران في المختبر
واعتبر العلماء أن المهم في الطب إيجاد وسائل لعلاج البشر، وليس التسابق إلى إعلان حالات شفاء الفئران من أمراض مستعصية، وهو ما أيدته كبيرة أطباء مستشفى ماساتشوستس، لويس باركر، التي قالت: "هذه الأبحاث التي تتم على مستويات صغيرة تقدم أخباراً سارة.. ولكن للفئران
وأضافت باركر: "هناك اختبارات لا تتم إلا على القوارض، بل وعلى أعداد محدودة منها، لذلك لا ضرورة للشعور بالحماسة الزائدة مع كل إعلان لأن هناك فجوة كبيرة بين النتائج المخبرية والنتائج الطبية السريريّة
وقالت باركر إن العملاء غالباً ما يجرون اختباراتهم على الفئران لأنهم يدركون خصائصها الجسدية والوظيفية، إلى جانب سرعة تكاثرها، ما يتيح الفهم الأفضل لتأثيرات الدواء، غير أن التكاثر الذي يتم داخل مجموعة محدودة من الفئران يؤدي لخفض التنوع في جيناتها، مقارنة بجينات البشر
من جانبه، قال رايموند دنغلدين، مدير قسم الأبحاث في جامعة إيموري، إن هناك نقاط التقاء بين الفئران والبشر، ولكن نقاط الاختلاف كبيرة جداً، خاصة في جهاز المناعة وردات فعله ضد البكتيريا والفيروسات والإلتهابات، وقد تزايدت الأدلة على وجود هذه الاختلافات خلال الفترة الأخيرة بحيث لجأت المختبرات بشكل متزايد إلى أنواع الثديات العليا، مثل القردة، لإجراء الاختبارات
أما بالنسبة للسرطان، فإن الأورام البشرية تختلف عن تلك التي قد تظهر لدى الفئران لأنها بحاجة لسنوات كي تتطور، ولذلك يعمد العلماء إلى حقن الفئران بخلايا سرطانية بشرية لمراقبة كيفية تعاملها مع الأدوية
ويشير البروفسور غابريال لوبيرز، الأخصائي في مركز "أندرسون" لعلاج السرطان بولاية تكساس الأمريكية إلى أن خلايا السرطان قد تمر بتحولات وطفرات جينية لدى حقنها في الحيوانات، وبالتالي فإن نجاح دواء معين في القضاء عليها داخل أجسام الفئران لا يعني بالضرورة أنه سيقوم بالعمل نفسه في أجسام البشر
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة