يبدو أن والد الطفلتين التوأم اللتين غرقتا في بركة مياه بولاية "الرستاق" السبت، سيتعرض للمساءلة القانونية، بناءً على القرار الذي أعلنته شرطة عمان بـ"محاسبة كل من عرض حياته، أو حياة الآخرين للخطر"، أثناء عبور الإعصار "فيت"، الذي اجتاح السواحل العمانية خلال الأيام الماضية

وفيما ذكرت السلطات أن الطفلتين كانتا بصحبة العائلة، حينما دخلتا إلى بركة المياه، في غفلة من أهلهما، وأخرجتا من البركة جثتين هامدتين، فيما كان الأهل يستمتعون بخرير الماء، فقد وصف مراقبون قرار ملاحقة "المستهترين" بتعريض أرواحهم أو غيرهم للخطر أثناء الإعصار، بأنه  قرار "صارم وغير مسبوق

وكشف انزياح الإعصار عن الكثير من القصص الإنسانية، التي حدثت خلال الأيام الماضيةز

ناصر الحسني، من سكان ولاية "قريات" بمحافظة مسقط، مازال غير مستوعب للصدمة، فقد أتى الإعصار "فيت" على منزله، الذي انتهى من بنائه قبل أقل من عام، وبعد نحو عامين من تهدم منزل عائلته نتيجة الإعصار "غونو" الذي ضرب نفس المنطقة منتصف عام 2007

محمد العيسائي، طالب بجامعة "السلطان قابوس" ندد بما وصفها بـ"المجازفات" التي يقول بها بعض العُمانيين للدخول في الأودية، وعدم الالتزام بتعليمات الجهات المعنية

وتابع قائلاً في هذا الصدد: "رأيت أحدهم يغامر بإنقاذ أخيه، الذي بدأ أنه يغرق، لكنه لم يكن يملك أدوات الإنقاذ، حاولنا أن نثنيه عن عزمه لكن دون جدوى.. بعد عشر دقائق من المحاولات جرفته مياه الوادي، وبعد ساعات انتشلت جثته بينما تم إنقاذ أخيه

وعبر الهاتف من ولاية "جعلان"، التي مازالت معزولة بسبب انقطاع الطرق، قال سعيد الحرسوسي: "فقدت أخي سيف، الذي جرفته السيول.. كان المنظر فظيعاً، ونحن نرى السيول تجرفه بسيارته ونحن لا نستطيع أن نساعده

وأضاف: "لم يكن بالقرب منا أي من رجال الدفاع المدني، كانت الأجواء صعبة جداً، والحركة معدومة، والإعصار يعصف بنا، ويقتلع المنازل من أساسها

وبالإضافة إلى شقيقه، فقد الحرسوسي أيضاً منزله وخمسة من أفضل جماله، التي تحقق مراكز في سباقات الهجن المحلي والخليجية، لكن ذلك لا يحزنه بقدر ما يحزنه أنه أصبح بدون منزل، وسيضطر للبقاء في مراكز الإيواء هو وأسرته المكونة من خمسة أفراد

ولم ينس الحرسوسي أن يشير إلى أنه يمتلك المال لشراء منزل، لكن كل المنازل في الولاية تعرضت للخراب، وبناء منزل جديد سيحتاج إلى وقت طويل، ليس أقل من عام

وتتكفل الحكومة العُمانية بتعويض جميع من تتضررت ممتلكاتهم أثناء الأعاصير والكوارث الطبيعية، إلا أن ذلك يحتاج إلى وقت حتى يتم حصر الأضرار

وانتهت السلطات قبل أشهر من بناء أكبر سد حماية في المنطقة، إلا أن السد فاض وغمر ولاية "قريات" بالكامل، بعدما التقى أكثر من 120 وادياً في الولاية، قبل أن تجري في مجرى واحد يلتقي بالبحر

وكان الإعصار "فيت" قد اجتاح السواحل العُمانية الخميس الماضي، وخلف أكثر من 16 قتيلاً وعشرات المفقودين، كما تسبب بهدم مئات المنازل، في ولايات "قريات"، و"صور"، و"جعلان"، و"نيابة الأشخرة

ومازالت مئات الأسر في ولاية قريات تعيش في منازل مؤقتة منذ إعصار "غونو"، في يونيو/ حزيران 2007، في وقت لم تنته فيه الحكومة من بناء منازل بديلة لهم في منطقة أكثر أمناً، من تلك التي صارت عرضة لمرور الأودية والفيضانات
  • فريق ماسة
  • 2010-06-06
  • 12582
  • من الأرشيف

المياه أغرقت معظم المدن الساحلية في جنوب عُمان

يبدو أن والد الطفلتين التوأم اللتين غرقتا في بركة مياه بولاية "الرستاق" السبت، سيتعرض للمساءلة القانونية، بناءً على القرار الذي أعلنته شرطة عمان بـ"محاسبة كل من عرض حياته، أو حياة الآخرين للخطر"، أثناء عبور الإعصار "فيت"، الذي اجتاح السواحل العمانية خلال الأيام الماضية وفيما ذكرت السلطات أن الطفلتين كانتا بصحبة العائلة، حينما دخلتا إلى بركة المياه، في غفلة من أهلهما، وأخرجتا من البركة جثتين هامدتين، فيما كان الأهل يستمتعون بخرير الماء، فقد وصف مراقبون قرار ملاحقة "المستهترين" بتعريض أرواحهم أو غيرهم للخطر أثناء الإعصار، بأنه  قرار "صارم وغير مسبوق وكشف انزياح الإعصار عن الكثير من القصص الإنسانية، التي حدثت خلال الأيام الماضيةز ناصر الحسني، من سكان ولاية "قريات" بمحافظة مسقط، مازال غير مستوعب للصدمة، فقد أتى الإعصار "فيت" على منزله، الذي انتهى من بنائه قبل أقل من عام، وبعد نحو عامين من تهدم منزل عائلته نتيجة الإعصار "غونو" الذي ضرب نفس المنطقة منتصف عام 2007 محمد العيسائي، طالب بجامعة "السلطان قابوس" ندد بما وصفها بـ"المجازفات" التي يقول بها بعض العُمانيين للدخول في الأودية، وعدم الالتزام بتعليمات الجهات المعنية وتابع قائلاً في هذا الصدد: "رأيت أحدهم يغامر بإنقاذ أخيه، الذي بدأ أنه يغرق، لكنه لم يكن يملك أدوات الإنقاذ، حاولنا أن نثنيه عن عزمه لكن دون جدوى.. بعد عشر دقائق من المحاولات جرفته مياه الوادي، وبعد ساعات انتشلت جثته بينما تم إنقاذ أخيه وعبر الهاتف من ولاية "جعلان"، التي مازالت معزولة بسبب انقطاع الطرق، قال سعيد الحرسوسي: "فقدت أخي سيف، الذي جرفته السيول.. كان المنظر فظيعاً، ونحن نرى السيول تجرفه بسيارته ونحن لا نستطيع أن نساعده وأضاف: "لم يكن بالقرب منا أي من رجال الدفاع المدني، كانت الأجواء صعبة جداً، والحركة معدومة، والإعصار يعصف بنا، ويقتلع المنازل من أساسها وبالإضافة إلى شقيقه، فقد الحرسوسي أيضاً منزله وخمسة من أفضل جماله، التي تحقق مراكز في سباقات الهجن المحلي والخليجية، لكن ذلك لا يحزنه بقدر ما يحزنه أنه أصبح بدون منزل، وسيضطر للبقاء في مراكز الإيواء هو وأسرته المكونة من خمسة أفراد ولم ينس الحرسوسي أن يشير إلى أنه يمتلك المال لشراء منزل، لكن كل المنازل في الولاية تعرضت للخراب، وبناء منزل جديد سيحتاج إلى وقت طويل، ليس أقل من عام وتتكفل الحكومة العُمانية بتعويض جميع من تتضررت ممتلكاتهم أثناء الأعاصير والكوارث الطبيعية، إلا أن ذلك يحتاج إلى وقت حتى يتم حصر الأضرار وانتهت السلطات قبل أشهر من بناء أكبر سد حماية في المنطقة، إلا أن السد فاض وغمر ولاية "قريات" بالكامل، بعدما التقى أكثر من 120 وادياً في الولاية، قبل أن تجري في مجرى واحد يلتقي بالبحر وكان الإعصار "فيت" قد اجتاح السواحل العُمانية الخميس الماضي، وخلف أكثر من 16 قتيلاً وعشرات المفقودين، كما تسبب بهدم مئات المنازل، في ولايات "قريات"، و"صور"، و"جعلان"، و"نيابة الأشخرة ومازالت مئات الأسر في ولاية قريات تعيش في منازل مؤقتة منذ إعصار "غونو"، في يونيو/ حزيران 2007، في وقت لم تنته فيه الحكومة من بناء منازل بديلة لهم في منطقة أكثر أمناً، من تلك التي صارت عرضة لمرور الأودية والفيضانات


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة