اتهم رئيس الدائرة الصحية في المجلس الأوروبي شركات الأدوية العالمية بارتكاب عملية احتيال لا مثيل لها في الماضي حينما أعلنت عن مخاطر محتملة بانتشار مرض أنفلونزا الخنازير في العالم.

 "فولفكانغ وودارغ"، قال :"إن انتشار هذا الخبر في العام الماضي كان من فعل شركات الأدوية العالمية المعروفة، وهو خبر مزيف، لأن الجميع أصبح يعرف الآن أن شركات الأدوية، التي روجت لهذا الخبر، قد كسبت مبالغ خيالية للغاية جراء بيع الأدوية واللقاحات المضادة للمرض".

 "وودارغ" أضاف ، إن هذه العملية تعتبر من اكبر عمليات الاحتيال في القرن الحالي. والآن معظم الدول التي اشترت كميات هائلة من مضادات مرض أنفلونزا الخنازير، تعاني مشكلة بالغة الأهمية، إذ لا تعرف هذه الدول كيفية التصرف بهذه المضادات الغالية الثمن.

صحيفة "إندبندنت" البريطانية قالت ، إن العالم بدد مليارات الدولارات على مرض أنفلونزا الخنازير الذي لم يرق إلى حد الجائحة.

الصحيفة أشارت إلى أن التكهنات بأن عدد الوفيات حول العالم من المرض قد يبلغ 7.5 ملايين حالة جانبها الصواب، إذ إن الفيروس أسفر في الغالب عن وفاة 14 ألف شخص بعضهم كان يعاني أصلاً حالات مرضية أو أصيب بعدوى من فيروسات خطيرة أخرى.

وذكر البروفيسور "أولريتش كيل" مستشار منظمة الصحة العالمية في أمراض القلب"، أن قرار الإعلان عن بلوغ المرض مرحلة الجائحة أو الوباء، أدى إلى سوء توزيع هائل لمخصصات الصحة في ميزانيات دول العالم.

"كيل" قال في اجتماع للمجلس الأوروبي، لم تشر الصحيفة البريطانية إلى مكان وموعد انعقاده قائلاً، إن الأسباب الرئيسية القاتلة - كما يعرف الجميع- هي ضغط الدم المرتفع والتدخين وارتفاع معدلات الكوليسترول والزيادة في وزن الجسم والخمول البدني وقلة تناول الخضر والفاكهة.

 وبدلاً من الاهتمام بتلك الأسباب، بددت الحكومات أموالاً طائلة في تصورات رسمتها عن تطور المرض، التي استندت على شواهد ضعيفة، على حد تعبير المسؤول الدولي.

وقد راجت شكوك منذ تراجع أخبار الوباء من الصفحات الأولى للصحف بأن ردود أفعال الدول على تفشي أنفلونزا الخنازير اتسمت بذعر لم يكن له داعٍ.

بل إن الشكوك طالت حتى منظمة الصحة العالمية، التي شكَّلت لجنة خارجية لمراجعة رد فعلها، وسترفع تقريراً مبدئياً بذلك هذا الأسبوع، حيث من غير المتوقع أن يفجر التقرير المرتقب مفاجآت مذهلة، على حد تعبير الصحيفة.

 وأضافت صحيفة "إندبندنت" قولها، إن من بين التهم التي سيقت ضد المنظمة العالمية تلك التي وجهها الدكتور "وودراغ" أنها خاضعة لنفوذ صناعة الأدوية التي تحرص على جني ثروة طائلة من بيع الأدوية والأمصال المضادة للفيروسات.

وضربت الصحيفة مثلاً على ذلك بشركة "نوفارتيس"، عملاق صناعة الدواء السويسرية، التي شهدت قفزة في أرباحها تناهز الثلث في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي لتصل إلى 2.95 مليار دولار، جنت معظمها من بيع أمصال أنفلونزا الخنازير.

ويدور جدل حول مزاعم بأن بعض الخبراء الذين أوصوا بضرورة الإعلان عن الجائحة، لهم علاقات بشركات الأدوية، وهي مزاعم جرى نفيها، كما تقول الصحيفة.

 غير أن المنتقدين يرون أنه من الصعب على المرء أن يصبح خبيراً في هذا المجال، ما لم يحصل على تمويل ما من شركات الدواء الكبرى.

  • فريق ماسة
  • 2010-06-06
  • 11389
  • من الأرشيف

و أخيراً...انفلونزا الخنازير لعبة ماكرة من شركات الأدوية

اتهم رئيس الدائرة الصحية في المجلس الأوروبي شركات الأدوية العالمية بارتكاب عملية احتيال لا مثيل لها في الماضي حينما أعلنت عن مخاطر محتملة بانتشار مرض أنفلونزا الخنازير في العالم.  "فولفكانغ وودارغ"، قال :"إن انتشار هذا الخبر في العام الماضي كان من فعل شركات الأدوية العالمية المعروفة، وهو خبر مزيف، لأن الجميع أصبح يعرف الآن أن شركات الأدوية، التي روجت لهذا الخبر، قد كسبت مبالغ خيالية للغاية جراء بيع الأدوية واللقاحات المضادة للمرض".  "وودارغ" أضاف ، إن هذه العملية تعتبر من اكبر عمليات الاحتيال في القرن الحالي. والآن معظم الدول التي اشترت كميات هائلة من مضادات مرض أنفلونزا الخنازير، تعاني مشكلة بالغة الأهمية، إذ لا تعرف هذه الدول كيفية التصرف بهذه المضادات الغالية الثمن. صحيفة "إندبندنت" البريطانية قالت ، إن العالم بدد مليارات الدولارات على مرض أنفلونزا الخنازير الذي لم يرق إلى حد الجائحة. الصحيفة أشارت إلى أن التكهنات بأن عدد الوفيات حول العالم من المرض قد يبلغ 7.5 ملايين حالة جانبها الصواب، إذ إن الفيروس أسفر في الغالب عن وفاة 14 ألف شخص بعضهم كان يعاني أصلاً حالات مرضية أو أصيب بعدوى من فيروسات خطيرة أخرى. وذكر البروفيسور "أولريتش كيل" مستشار منظمة الصحة العالمية في أمراض القلب"، أن قرار الإعلان عن بلوغ المرض مرحلة الجائحة أو الوباء، أدى إلى سوء توزيع هائل لمخصصات الصحة في ميزانيات دول العالم. "كيل" قال في اجتماع للمجلس الأوروبي، لم تشر الصحيفة البريطانية إلى مكان وموعد انعقاده قائلاً، إن الأسباب الرئيسية القاتلة - كما يعرف الجميع- هي ضغط الدم المرتفع والتدخين وارتفاع معدلات الكوليسترول والزيادة في وزن الجسم والخمول البدني وقلة تناول الخضر والفاكهة.  وبدلاً من الاهتمام بتلك الأسباب، بددت الحكومات أموالاً طائلة في تصورات رسمتها عن تطور المرض، التي استندت على شواهد ضعيفة، على حد تعبير المسؤول الدولي. وقد راجت شكوك منذ تراجع أخبار الوباء من الصفحات الأولى للصحف بأن ردود أفعال الدول على تفشي أنفلونزا الخنازير اتسمت بذعر لم يكن له داعٍ. بل إن الشكوك طالت حتى منظمة الصحة العالمية، التي شكَّلت لجنة خارجية لمراجعة رد فعلها، وسترفع تقريراً مبدئياً بذلك هذا الأسبوع، حيث من غير المتوقع أن يفجر التقرير المرتقب مفاجآت مذهلة، على حد تعبير الصحيفة.  وأضافت صحيفة "إندبندنت" قولها، إن من بين التهم التي سيقت ضد المنظمة العالمية تلك التي وجهها الدكتور "وودراغ" أنها خاضعة لنفوذ صناعة الأدوية التي تحرص على جني ثروة طائلة من بيع الأدوية والأمصال المضادة للفيروسات. وضربت الصحيفة مثلاً على ذلك بشركة "نوفارتيس"، عملاق صناعة الدواء السويسرية، التي شهدت قفزة في أرباحها تناهز الثلث في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي لتصل إلى 2.95 مليار دولار، جنت معظمها من بيع أمصال أنفلونزا الخنازير. ويدور جدل حول مزاعم بأن بعض الخبراء الذين أوصوا بضرورة الإعلان عن الجائحة، لهم علاقات بشركات الأدوية، وهي مزاعم جرى نفيها، كما تقول الصحيفة.  غير أن المنتقدين يرون أنه من الصعب على المرء أن يصبح خبيراً في هذا المجال، ما لم يحصل على تمويل ما من شركات الدواء الكبرى.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة