يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة من المعاقين وكبار السن والمتخلفين عقلياً في النرويج بدعم حكومي يستغرق ميزانية ضخمة

فضمن برامجها الهادفة لتفعيل وتنمية قدرات طبقة المتخلفين عقلياً وذوي الاحتياجات الخاصة، أنشأت النرويج أول قناة تلفزيونية تدار في الغالب من فئة المعاقين بالمرض المعروف بـ"متلازمة داون" أو ما يعرفه البعض بـ"التثلث الصبغي 21"، الذي يصيب مولوداً واحداً من بين 600–700 مولود في العالم

ولذلك فإنه ليس من العجيب أن تعتبر النرويج للسنة الخامسة على التوالي أفضل مكان للعيش، حسب تقرير التنمية البشرية السنوي الصادر عن الأمم المتحدة الذي يصنف قائمة الدول حسب نوعية الحياة باستخدام مؤشرات مثل متوسط العمر ودخل الفرد، والحياة الصحية والنفسية والاجتماعية، وضمان الحياة الكريمة للمعاقين والمتخلفين عقلياً

وتعد القناة -التي تبث برامج متنوعة كالأخبار والأغاني والمسلسلات والبرامج الترفيهية- فرصة كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة للتعبير عن أنفسهم، ولإثبات وجودهم في المجتمع

القوة البشرية

ولعل اختيار اسم القناة "إمبو" -وهي عبارة عن الحروف الأربعة الأولى من الكلمة الإنكليزية "إمبورمنت"- التي تعني التمكين أو التفعيل، إشارة واضحة إلى الهدف الحقيقي لهذه القناة التي افتتحت بميزانية تزيد عن 26 مليون كرونة (3.9 ملايين دولار) قدمتها الدولة كدعم لمدة خمس سنوات، بحسب كاترين مايو المذيعة ومقدمة البرامج في تلك القناة

وأضافت مايو للجزيرة نت أن القناة لا تقتصر على تقديم البرامج المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، بل تهتم ببرامج كثيرة ومتنوعة تفيد جميع شرائح المجتمع النرويجي

وأكدت أن كادر العمل المكون من 11 شخصاً كلهم من ذوى الاحتياجات الخاصة يتناوبون فيما بينهم لتأدية المهام المنوطة بهم، كما أنهم يتدربون على تهيئة أنفسهم مهنياً للقيام بأي عمل بما يتناسب مع العمل التلفزيوني

ووصفت مايو القناة بالمتنوعة، مشيرة إلى أنها تهتم بتغطية الأحداث الإخبارية، والفن والفنانين والأمور الدينية وشؤون الكنيسة، والشعر والشعراء، ومتابعة القضايا القانونية وتغطية الاحتفالات والمناسبات العامة، كما تولي اهتماماً خاصاً بالمناسبات والقضايا التي تعنى بأصحاب الاحتياجات الخاصة ولو كانت خارج نطاق النرويج

سر النجاح

ووجدت فكرة القناة ومن ثم تتويجها بالانطلاق نجاحاً كبيراً لدى شرائح المجتمع النرويجي وفي أوساط المهتمين الاجتماعيين في أوروبا

ويكمن سر نجاحها بحسب رأي رئيس تحرير قسم الأخبار في القناة ستاينار واغن، في القناعة الكاملة الموجودة داخل كادر العمل فيها، وبما يقدمه هذا الكادر

وأضاف أن الجميع يساعد بعضه البعض في قسم الأخبار، حيث تتم متابعة الأخبار والتخطيط من أجل إنجاز التقارير الجيدة في الاجتماع اليومي، إضافة إلى التعامل مع جميع القضايا المطروحة على الساحة بشفافية ومصداقية كبيرتين، وبطريقة سهلة وبسيطة تليق بكفاءة القائمين عليها

وأوضح واغن للجزيرة نت أنه لم تكن لديه أي خبرة في مجال العمل التلفزيوني، وأنه خضع لعدة دورات تأهيلية حتى ترسخت لديه قناعة بضرورة المضي قدماً نحو التفوق والإبداع

وأكد أن البساطة وتقديم البرامج بطريقة سهلة وخفيفة وعفوية في بعض الأحيان يدفع المشاهدين لمتابعة الأخبار التي يذيعونها لحملها نكهة وبصمة خاصة بهم، خاصة أن تغطيتهم لانتخابات البرلمان النرويجي نهاية عام 2009 كانت أول باكورة لأعمالهم، ولقيت إقبالا واسعاً من قبل النرويجيين، نظراً لأسلوب تغطيتهم الذي ابتعد عن النمط الروتيني

وقال واغن "لدي قناعة راسخة بأننا -ذوي الاحتياجات الخاصة- لدينا طاقة كامنة داخلنا، ولو أننا استثمرناها بشكل جيد فسنكون عناصر فاعلة في المجتمعات، لا أن نكون على هامش الحياة، وهذه هي رسالتنا التي نريد إيصالها للعالم من خلال القناة
  • فريق ماسة
  • 2010-05-25
  • 13796
  • من الأرشيف

قناة تلفزيونية بالنرويج يديرها معاقون

يحظى ذوو الاحتياجات الخاصة من المعاقين وكبار السن والمتخلفين عقلياً في النرويج بدعم حكومي يستغرق ميزانية ضخمة فضمن برامجها الهادفة لتفعيل وتنمية قدرات طبقة المتخلفين عقلياً وذوي الاحتياجات الخاصة، أنشأت النرويج أول قناة تلفزيونية تدار في الغالب من فئة المعاقين بالمرض المعروف بـ"متلازمة داون" أو ما يعرفه البعض بـ"التثلث الصبغي 21"، الذي يصيب مولوداً واحداً من بين 600–700 مولود في العالم ولذلك فإنه ليس من العجيب أن تعتبر النرويج للسنة الخامسة على التوالي أفضل مكان للعيش، حسب تقرير التنمية البشرية السنوي الصادر عن الأمم المتحدة الذي يصنف قائمة الدول حسب نوعية الحياة باستخدام مؤشرات مثل متوسط العمر ودخل الفرد، والحياة الصحية والنفسية والاجتماعية، وضمان الحياة الكريمة للمعاقين والمتخلفين عقلياً وتعد القناة -التي تبث برامج متنوعة كالأخبار والأغاني والمسلسلات والبرامج الترفيهية- فرصة كبيرة لذوي الاحتياجات الخاصة للتعبير عن أنفسهم، ولإثبات وجودهم في المجتمع القوة البشرية ولعل اختيار اسم القناة "إمبو" -وهي عبارة عن الحروف الأربعة الأولى من الكلمة الإنكليزية "إمبورمنت"- التي تعني التمكين أو التفعيل، إشارة واضحة إلى الهدف الحقيقي لهذه القناة التي افتتحت بميزانية تزيد عن 26 مليون كرونة (3.9 ملايين دولار) قدمتها الدولة كدعم لمدة خمس سنوات، بحسب كاترين مايو المذيعة ومقدمة البرامج في تلك القناة وأضافت مايو للجزيرة نت أن القناة لا تقتصر على تقديم البرامج المتعلقة بذوي الاحتياجات الخاصة، بل تهتم ببرامج كثيرة ومتنوعة تفيد جميع شرائح المجتمع النرويجي وأكدت أن كادر العمل المكون من 11 شخصاً كلهم من ذوى الاحتياجات الخاصة يتناوبون فيما بينهم لتأدية المهام المنوطة بهم، كما أنهم يتدربون على تهيئة أنفسهم مهنياً للقيام بأي عمل بما يتناسب مع العمل التلفزيوني ووصفت مايو القناة بالمتنوعة، مشيرة إلى أنها تهتم بتغطية الأحداث الإخبارية، والفن والفنانين والأمور الدينية وشؤون الكنيسة، والشعر والشعراء، ومتابعة القضايا القانونية وتغطية الاحتفالات والمناسبات العامة، كما تولي اهتماماً خاصاً بالمناسبات والقضايا التي تعنى بأصحاب الاحتياجات الخاصة ولو كانت خارج نطاق النرويج سر النجاح ووجدت فكرة القناة ومن ثم تتويجها بالانطلاق نجاحاً كبيراً لدى شرائح المجتمع النرويجي وفي أوساط المهتمين الاجتماعيين في أوروبا ويكمن سر نجاحها بحسب رأي رئيس تحرير قسم الأخبار في القناة ستاينار واغن، في القناعة الكاملة الموجودة داخل كادر العمل فيها، وبما يقدمه هذا الكادر وأضاف أن الجميع يساعد بعضه البعض في قسم الأخبار، حيث تتم متابعة الأخبار والتخطيط من أجل إنجاز التقارير الجيدة في الاجتماع اليومي، إضافة إلى التعامل مع جميع القضايا المطروحة على الساحة بشفافية ومصداقية كبيرتين، وبطريقة سهلة وبسيطة تليق بكفاءة القائمين عليها وأوضح واغن للجزيرة نت أنه لم تكن لديه أي خبرة في مجال العمل التلفزيوني، وأنه خضع لعدة دورات تأهيلية حتى ترسخت لديه قناعة بضرورة المضي قدماً نحو التفوق والإبداع وأكد أن البساطة وتقديم البرامج بطريقة سهلة وخفيفة وعفوية في بعض الأحيان يدفع المشاهدين لمتابعة الأخبار التي يذيعونها لحملها نكهة وبصمة خاصة بهم، خاصة أن تغطيتهم لانتخابات البرلمان النرويجي نهاية عام 2009 كانت أول باكورة لأعمالهم، ولقيت إقبالا واسعاً من قبل النرويجيين، نظراً لأسلوب تغطيتهم الذي ابتعد عن النمط الروتيني وقال واغن "لدي قناعة راسخة بأننا -ذوي الاحتياجات الخاصة- لدينا طاقة كامنة داخلنا، ولو أننا استثمرناها بشكل جيد فسنكون عناصر فاعلة في المجتمعات، لا أن نكون على هامش الحياة، وهذه هي رسالتنا التي نريد إيصالها للعالم من خلال القناة


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة