ازدحمت العاصمة السورية دمشق خلال الايام الماضية بوفود غربية من واشنطن وباريس وفيينا، وافضى الاسبوع الماضي عن جملة تطورات سياسية واقتصادية صبت الى حد كبير في خانة المصلحة السورية، وبرزت خلال ذلك مواقف مستجدة سواء من قبل المسؤولين السوريين او من نظرائهم الغربيين اذ اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سورية لا تملك برنامجا نوويا عسكريا بل'تستخدم الطاقة النووية للامور السلمية وخاصة في مجال الطب النووي وفق قول المعلم، مشيرا الى ان انشطة سورية النووية تتم تحت اشراف الوكالة الدولية وانها ملتزمة باتفاق مع الوكالة يسمح للمفتشين بمقتضاه بزيارة سورية، مضيفا'خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره النمساوي مايكل سبيندليغر ان اي طلبات للوكالة الذرية خارج اطار اتفاق الضمانات المبرم مع سورية لن تنفذ لان ليس لدى سورية برنامج نووي عسكري على عكس اسرائيل، وان الاتفاق مع الوكالة يقضي بجولة تفتيشية على المفاعل النووي السوري الصغير في دمشق مرة في العام وان سورية غير ملتزمة بفتح مواقعها الاخرى للمفتشين.

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير جديد اصدرته مؤخرا، ان جزيئات اليورانيوم التي عثرت عليها في سورية تعد مؤشرا على ان موقع الكبر الذي قصفته اسرائيل عام 2007 يمكن ان يكون في الحقيقة مفاعلا نوويا .

وكان المعلم قد اشار الى ان 'العلاقات الامريكية السورية لا تتطور بسرعة وانما وضع الطرفين انفسهما على سكة تطوير العلاقات'، وقال ان الحوار مع الادارة الامريكية كان جاريا طوال العام الماضي الا ان زيارة نائب وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز حملت تصورا امريكيا لبناء وتطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق، مشيرا الى ان سورية وافقت على التصور الامريكي وان البلدين سيبدآن الخطوات العملية لتطبيع هذه العلاقات، وفي شأن آخر لفت المعلم الى ان الحل السلمي للملف النووي الايراني يقوم على مبدأن الاول هو حق ايران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، والمبدأ الثاني يتركز 'بحق الاخرين ودول المنطقة بأن يثقوا بانه ليس لدى ايران برنامج نووي عسكري'، موضحا ان سورية لا ترى في فرض عقوبات على ايران حلا للخلاف بين طهران والغرب وانما ستقلل من فرص الحوار بين الطرفين، حسب قول الوزير السوري.

دمشق التي لم تكد تودع وليام بيرنز ناقلا رغبة ادارة اوباما تطبيع العلاقات مع سورية استقبلت رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون يرافقه وفد وزاري وبرلماني في زيارة حملت بشقيها هموم السياسة والاقتصاد معا وافضت عن اتفاقيات تحتاجها دمشق لسد الثغرات التي خلفتها العقوبات الامريكية في اقتصادها، فيما كان كل من منسق وزارة الخارجية الامريكية لمكافحة الارهاب دانيال ببنجامين ومعاون وزير الامن المحلي لشؤون السياسة ديفيد هيمان ونائبة معاون وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مورا كونيلي ومدير مجلس الامن القومي ميغان ماكديرموت والقائم بأعمال السفارة الامريكية في دمشق تشارلز هنتر يجرون لقاءات 'نوعية' بدمشق مع مسؤولين سوريين عنوانها الحدود مع العراق وتبادل المعلومات الاستخبارية في موضوع مكافحة الارهاب وتخفيف بواعث القلق المشتركة ازاء ذلك.

رئيس الوزراء الفرنسي التقى في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد معلنا ان زيارته لسورية تهدف الى ترسيخ العلاقات بين البلدين على المدى الطويل، ليشهد بعد ذلك مع نظيره السوري ناجي العطري توقيع 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم بينها اتفاقية تقضي بشراء سورية طائرتي نقل ركاب صغيرة طراز 'ATR 72'، لكن فيون اعلن من دمشق ان احد الشروط لاستمرار التنمية الاقتصادية في سورية هو السلام والامن في المنطقة، مبينا انه 'اذا كانت فرنسا قد اختارت استئناف وتعزيز الحوار مع سورية، فلاننا نعتقد ان لسورية دورا اساسيا في ارساء السلام'، مضيفا ان فرنسا تحرص على تحقيق تعاون مشترك ناجح ومثمر مع سورية والارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادية الى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين، مؤكدا استعداد فرنسا للعمل من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بالتعاون والتنسيق مع تركيا التي لعبت دورا اساسيا في هذه المفاوضات، كاشفا عن وجود تحرك فرنسي ستشهده الاسابيع المقبلة يتمثل بسلسلة اتصالات فرنسية مع كل من سورية وتركيا واسرائيل لتنشيط المفاوضات غير المباشرة المتوقفة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية. الدعم الفرنسي للجهود التركية التي تتمسك بها دمشق بقوة قابَله دعم نمساوي عبر عنه وزير الخارجية النمساوي الذي اكد ان النمسا جاهزة لبناء دور داعم لتركيا للدفع باتجاه السلام بين سورية واسرائيل.

  • فريق ماسة
  • 2010-02-21
  • 12379
  • من الأرشيف

سورية بدأت التطبيع مع واشنطن وأحيت تعاونها الاقتصادي مع باريس

ازدحمت العاصمة السورية دمشق خلال الايام الماضية بوفود غربية من واشنطن وباريس وفيينا، وافضى الاسبوع الماضي عن جملة تطورات سياسية واقتصادية صبت الى حد كبير في خانة المصلحة السورية، وبرزت خلال ذلك مواقف مستجدة سواء من قبل المسؤولين السوريين او من نظرائهم الغربيين اذ اعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان سورية لا تملك برنامجا نوويا عسكريا بل'تستخدم الطاقة النووية للامور السلمية وخاصة في مجال الطب النووي وفق قول المعلم، مشيرا الى ان انشطة سورية النووية تتم تحت اشراف الوكالة الدولية وانها ملتزمة باتفاق مع الوكالة يسمح للمفتشين بمقتضاه بزيارة سورية، مضيفا'خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده مع نظيره النمساوي مايكل سبيندليغر ان اي طلبات للوكالة الذرية خارج اطار اتفاق الضمانات المبرم مع سورية لن تنفذ لان ليس لدى سورية برنامج نووي عسكري على عكس اسرائيل، وان الاتفاق مع الوكالة يقضي بجولة تفتيشية على المفاعل النووي السوري الصغير في دمشق مرة في العام وان سورية غير ملتزمة بفتح مواقعها الاخرى للمفتشين. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير جديد اصدرته مؤخرا، ان جزيئات اليورانيوم التي عثرت عليها في سورية تعد مؤشرا على ان موقع الكبر الذي قصفته اسرائيل عام 2007 يمكن ان يكون في الحقيقة مفاعلا نوويا . وكان المعلم قد اشار الى ان 'العلاقات الامريكية السورية لا تتطور بسرعة وانما وضع الطرفين انفسهما على سكة تطوير العلاقات'، وقال ان الحوار مع الادارة الامريكية كان جاريا طوال العام الماضي الا ان زيارة نائب وزيرة الخارجية الامريكية للشؤون السياسية وليام بيرنز حملت تصورا امريكيا لبناء وتطبيع العلاقات بين واشنطن ودمشق، مشيرا الى ان سورية وافقت على التصور الامريكي وان البلدين سيبدآن الخطوات العملية لتطبيع هذه العلاقات، وفي شأن آخر لفت المعلم الى ان الحل السلمي للملف النووي الايراني يقوم على مبدأن الاول هو حق ايران بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، والمبدأ الثاني يتركز 'بحق الاخرين ودول المنطقة بأن يثقوا بانه ليس لدى ايران برنامج نووي عسكري'، موضحا ان سورية لا ترى في فرض عقوبات على ايران حلا للخلاف بين طهران والغرب وانما ستقلل من فرص الحوار بين الطرفين، حسب قول الوزير السوري. دمشق التي لم تكد تودع وليام بيرنز ناقلا رغبة ادارة اوباما تطبيع العلاقات مع سورية استقبلت رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون يرافقه وفد وزاري وبرلماني في زيارة حملت بشقيها هموم السياسة والاقتصاد معا وافضت عن اتفاقيات تحتاجها دمشق لسد الثغرات التي خلفتها العقوبات الامريكية في اقتصادها، فيما كان كل من منسق وزارة الخارجية الامريكية لمكافحة الارهاب دانيال ببنجامين ومعاون وزير الامن المحلي لشؤون السياسة ديفيد هيمان ونائبة معاون وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط مورا كونيلي ومدير مجلس الامن القومي ميغان ماكديرموت والقائم بأعمال السفارة الامريكية في دمشق تشارلز هنتر يجرون لقاءات 'نوعية' بدمشق مع مسؤولين سوريين عنوانها الحدود مع العراق وتبادل المعلومات الاستخبارية في موضوع مكافحة الارهاب وتخفيف بواعث القلق المشتركة ازاء ذلك. رئيس الوزراء الفرنسي التقى في دمشق الرئيس السوري بشار الاسد معلنا ان زيارته لسورية تهدف الى ترسيخ العلاقات بين البلدين على المدى الطويل، ليشهد بعد ذلك مع نظيره السوري ناجي العطري توقيع 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم بينها اتفاقية تقضي بشراء سورية طائرتي نقل ركاب صغيرة طراز 'ATR 72'، لكن فيون اعلن من دمشق ان احد الشروط لاستمرار التنمية الاقتصادية في سورية هو السلام والامن في المنطقة، مبينا انه 'اذا كانت فرنسا قد اختارت استئناف وتعزيز الحوار مع سورية، فلاننا نعتقد ان لسورية دورا اساسيا في ارساء السلام'، مضيفا ان فرنسا تحرص على تحقيق تعاون مشترك ناجح ومثمر مع سورية والارتقاء بعلاقات التعاون الاقتصادية الى مستوى العلاقات السياسية القائمة بين البلدين، مؤكدا استعداد فرنسا للعمل من اجل استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل بالتعاون والتنسيق مع تركيا التي لعبت دورا اساسيا في هذه المفاوضات، كاشفا عن وجود تحرك فرنسي ستشهده الاسابيع المقبلة يتمثل بسلسلة اتصالات فرنسية مع كل من سورية وتركيا واسرائيل لتنشيط المفاوضات غير المباشرة المتوقفة بين سورية واسرائيل بوساطة تركية. الدعم الفرنسي للجهود التركية التي تتمسك بها دمشق بقوة قابَله دعم نمساوي عبر عنه وزير الخارجية النمساوي الذي اكد ان النمسا جاهزة لبناء دور داعم لتركيا للدفع باتجاه السلام بين سورية واسرائيل.

المصدر : القدس العربي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة