يبدو أن حرارة النقاشات حول اعتماد النظام الرئاسي في تركيا في طريقها إلى الارتفاع، مع تصريحات مختلفة من الرئيس التركي عبد الله غول وغيره بضرورة مناقشة النظام الرئاسي في تركيا.

لكن تصريح النائب عن «حزب العدالة والتنمية» بكر بوزداغ، والذي كان أول من أطلق فتيل السجال حول النظام الرئاسي، أمس الأول، قد شكل محطة في السجال، حين قال إن النقاش حول هذا النظام سيشهد أخذا وردا، وفي النهاية سيمر.

وفي خضم هذا الحراك الكلامي خرج رئيس حزب السلام والديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرطاش بأول موقف علني ورسمي للأكراد حول النظام الرئاسي. ففي احتفال جماهيري في بلدة جزره التابعة لمحافظة شيرناك، قال ديميرطاش إن الشعب الكردي يريد مناقشة الحكم الذاتي قبل أن يناقش النظام الرئاسي. واعتبر ان نظاما يجعل من رجب طيب اردوغان رئيسا لن يحمل الترياق لمشكلات الشعب الكردي.

وأضاف إن «الشعب الكردي يريد ان يدير نفسه في المجال السياسي عبر الحكم الذاتي الديموقراطي. وبقدر ما يتعرض لضغوط وقمع وظلم بقدر ما ستكون مقاومته أعظم وانتصاره أعظم».

واتهم ديميرطاش «حكماء» حزب العدالة والتنمية باتباع سياسة قمع خاصة، ومشروع اضطهاد. وقال «إنني أخاطب الشعب الكردي في كل مكان انه ليس وحده. وفي أنقرة يريدون في مرحلة كتابة دستور جديد أن يسكتوا الشعب الكردي. إنهم يريدون أن يكتبوا دستورا على مقاس حزب العدالة والتنمية... إنها المرة الأولى التي يكتب فيها المدنيون دستورا جديدا في تاريخ الجمهورية التركية، وهم يريدون انتهاز الفرصة، ونحن نقول لهم، انه إذا لم يعترف الدستور الجديد بالشعب الكردي، ولم يقبل بلغة الأكراد وثقافتهم وحقهم في إدارة أنفسهم وبواقعهم السياسي، فلن نقول عن هذا الدستور انه جديد. ولن يكون هذا الدستور مختلفا عن دساتير الانقلابات العسكرية، لأنه حتى اليوم لم يكن من هدف للدساتير سوى سحق الهويات والثقافات في هذا البلد. إذا أعد دستور جديد فيجب أن يرتبط بتلبية تطلعات الشعب».

ودعا ديميرطاش إلى وضع ضمانات لاعتماد اللغة الكردية في المدارس والبلديات والأماكن الرسمية. ورفض النقاش في النظام الرئاسي، قائلا انه لا يوجد في اهتمامات الشعب الكردي إقامة نظام رئاسي في تركيا.

واعتبر أن الاقتراح الأهم لتركيا هو أن توافق على الحكم الذاتي الذي يوجب المناقشة قبل النظام الرئاسي، و«النظام المقبول من قبلنا هو النظام الذي يعترف بالشعب الكردي والفوارق كلها». وخاطب اردوغان قائلا «أي خير منك رأيناه كرئيس للحكومة لنرى منك خيرا في نظام يجعل منك رئيسا؟». وقال ان قوة «حزب العدالة والتنمية» لم تكفه في السابق، ولن تكفيه في المستقبل، لعرقلة المطالب المشروعة للشعب الكردي في ان يعيش بحرية.

  • فريق ماسة
  • 2012-05-14
  • 12005
  • من الأرشيف

أكراد تركيا: الحكم الذاتي قبل النظام الرئاسي

يبدو أن حرارة النقاشات حول اعتماد النظام الرئاسي في تركيا في طريقها إلى الارتفاع، مع تصريحات مختلفة من الرئيس التركي عبد الله غول وغيره بضرورة مناقشة النظام الرئاسي في تركيا. لكن تصريح النائب عن «حزب العدالة والتنمية» بكر بوزداغ، والذي كان أول من أطلق فتيل السجال حول النظام الرئاسي، أمس الأول، قد شكل محطة في السجال، حين قال إن النقاش حول هذا النظام سيشهد أخذا وردا، وفي النهاية سيمر. وفي خضم هذا الحراك الكلامي خرج رئيس حزب السلام والديموقراطية الكردي صلاح الدين ديميرطاش بأول موقف علني ورسمي للأكراد حول النظام الرئاسي. ففي احتفال جماهيري في بلدة جزره التابعة لمحافظة شيرناك، قال ديميرطاش إن الشعب الكردي يريد مناقشة الحكم الذاتي قبل أن يناقش النظام الرئاسي. واعتبر ان نظاما يجعل من رجب طيب اردوغان رئيسا لن يحمل الترياق لمشكلات الشعب الكردي. وأضاف إن «الشعب الكردي يريد ان يدير نفسه في المجال السياسي عبر الحكم الذاتي الديموقراطي. وبقدر ما يتعرض لضغوط وقمع وظلم بقدر ما ستكون مقاومته أعظم وانتصاره أعظم». واتهم ديميرطاش «حكماء» حزب العدالة والتنمية باتباع سياسة قمع خاصة، ومشروع اضطهاد. وقال «إنني أخاطب الشعب الكردي في كل مكان انه ليس وحده. وفي أنقرة يريدون في مرحلة كتابة دستور جديد أن يسكتوا الشعب الكردي. إنهم يريدون أن يكتبوا دستورا على مقاس حزب العدالة والتنمية... إنها المرة الأولى التي يكتب فيها المدنيون دستورا جديدا في تاريخ الجمهورية التركية، وهم يريدون انتهاز الفرصة، ونحن نقول لهم، انه إذا لم يعترف الدستور الجديد بالشعب الكردي، ولم يقبل بلغة الأكراد وثقافتهم وحقهم في إدارة أنفسهم وبواقعهم السياسي، فلن نقول عن هذا الدستور انه جديد. ولن يكون هذا الدستور مختلفا عن دساتير الانقلابات العسكرية، لأنه حتى اليوم لم يكن من هدف للدساتير سوى سحق الهويات والثقافات في هذا البلد. إذا أعد دستور جديد فيجب أن يرتبط بتلبية تطلعات الشعب». ودعا ديميرطاش إلى وضع ضمانات لاعتماد اللغة الكردية في المدارس والبلديات والأماكن الرسمية. ورفض النقاش في النظام الرئاسي، قائلا انه لا يوجد في اهتمامات الشعب الكردي إقامة نظام رئاسي في تركيا. واعتبر أن الاقتراح الأهم لتركيا هو أن توافق على الحكم الذاتي الذي يوجب المناقشة قبل النظام الرئاسي، و«النظام المقبول من قبلنا هو النظام الذي يعترف بالشعب الكردي والفوارق كلها». وخاطب اردوغان قائلا «أي خير منك رأيناه كرئيس للحكومة لنرى منك خيرا في نظام يجعل منك رئيسا؟». وقال ان قوة «حزب العدالة والتنمية» لم تكفه في السابق، ولن تكفيه في المستقبل، لعرقلة المطالب المشروعة للشعب الكردي في ان يعيش بحرية.

المصدر : السفير /محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة