لاقت فكرة استبدال كتب التربية الدينية بالمدارس بمادة عن الأخلاق، الكثير من التفاعل تم مناقشة الأمر مع بعض المرجعيات الفكرية والدينية التي عبرت من حيث المبدأ عن تأييدها للفكرة وان بطرق مختلفة، وبالمقابل كان لوزارة التربية رأيها الرافض لدمج المادتين

وزارة التربية: لا ضرورة لدمج المادتين

أشارت السيدة لينا خوري الموجه الأول لمادة التربية الدينية المسيحية أن "المناهج الحالية للتربية المسيحية لا تذكر الإسلام ولا تقدم حوله معلومات، وأنا مع وضع معلومات عن الدين الآخر في كل من المادتين، من شأنه أن يعرف الطلاب ببعضهم ويعطيهم فكرة صحيحة، لكن أظن أنه لا ضرورة لدمج المادتين بمادة واحدة تتناول المبادئ العامة لهما لأنه بالأساس في المناهج الحالية نحن لا نتعمق في تفاصيل الدين بل نربي الطالب كي يكون إنسانا مؤمنا في المجتمع، ونحن على تنسيق دائم مع زملائنا المسؤولين عن التربية الدينية الإسلامية ونتعاون في الكثير من التفاصيل، لكن بسبب خصوصية كل مادة من غير الممكن عمل دمج بينهما"، وكشفت السيدة خوري عن تغييرات ستحدث في منهاج التربية الدينية للعام الدراسي القادم، رافضة ذكر تفاصيل أخرى حول ذلك

حبش: ابشع المظاهر فصل الطلبة

كان للنائب في البرلمان الشيخ الدكتور محمد حبش رأيا مختلفا حيث قال "إن من أبشع المظاهر فصل الطلبة عن بعضهم في حصة الديانة، إنه موقف غير حضاري وغير مقبول ويتناقض مع العملية التربوية، أنا مع مادة ثقافة دينية تدرس لكل الطلاب وتتناول معلومات عن كل الأديان، فلنترك التربية الدينية للمساجد والكنائس ولنتوجه في المدارس إلى (الثقافة الدينية)، أنا أريد لأولادي تعلم فكرة صحيحة عن الدين ومن مصدر موثوق هو وزارة التربية

تابع حبش موضحا "المناهج الحالية غير كافية فالإسلامية لا تشر للمسيحية إلا ببعض النصوص عن الإنجيل والمسيحية لا تتناول الإسلام أبدا، ومن غير المنطقي ألا يعرف الطالب المسيحي شيئا عن الإسلام أو المسلم شيئا عن المسيحية، هذا نقص تعليمي فاضح يتم تداركه حاليا عن طريق وسائل الإنترنت والتلفزيون وغيرها من المصادر غير الموثوقة، وهنا دور وزارة التربية في توفير المناهج الكافية، وليتركوا تعليم الدين لدور العبادة، لا نريد للأساتذة أن يتحولوا لشيوخ والطلاب إلى مقتدين

 وحول التخوف من النقص الذي سينتج في تعلم العبادات قال د.حبش "أنا لا أؤيد هذا الرأي، فدور المدرسة ليس تعليم العبادة إنما الثقافة، يجب أن أفهم أن جاري المسيحي ليس مشركا أو كافرا إنما أيضا يؤمن بالله، يؤلمني أن هناك جهلاً فاضحاً بالمسيحية والإسلام من أتباع كل دين، الموضوع موضوع تحدٍّ، وتقع على وزارة التربية مسؤولية كبيرة في القيام بهذا الواجب

 وحول التخوف من توجه الطلاب إلى أماكن أخرى لتعلم الدين تنمي فيهم التطرف والتعصب تابع د.حبش "إن هذا قائم وموجود أصلا، فالبرامج الكثيرة التي تدرس الدين في المساجد والكنائس قائمة وليست في الظلام إنما تحت الرقابة، ولا شيء يخيف في هذا، أصلا نحن لا نريد بهذه الخطوة ردع الطلاب عن الذهاب للمعابد الدينية، بل يجب أن يذهبوا إليها لاكتساب الفائدة الروحية التي لا تقدمها المدرسة، أنا لا أنتظر من المسجد أن يعلمني عن الإنجيل أو الكنيسة أن تعلمني عن القرآن، إنما المدرسة هي من يجب أن يقدم المعلومات الدينية التي تشمل كل أبناء الوطن، عندما يكون درس الديانة مغلقا فهو لا يخلو من همز ولمز وهذا سيء جدا، إنهاء هذه الحالة يتطلب شجاعةً وجرأة ولا يوجد أي سبب للتخوف من الخطوة، لا نستطيع أن نهرب من استحقاق تعريف الطلبة على الأديان كافة، ويمكن تخصيص دبلومات لخريجي اللاهوت للتعرف على الشريعة والعكس بالنسبة لخريجي الشريعة، وفي حال عدم توفر الكوادر حاليا يمكن تدريس المادة من قبل أستاذَي شريعة ولاهوت

وحول المادة الجديدة المقترحة أشار حبش أن تكون برأيه "مادة (ثقافة دينية) وليس (أخلاق عامة) وأن تتناول تاريخ وأركان وأعلام الديانتين المسيحية والإسلامية إضافة للأخلاق طبعا

البطريرك هزيم: تعليم العبادات شغل الكنائس والمعابد

أكد سيادة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم أن "الفكرة تستحق التفكير والتعمق، مع ضرورة وجود رضا من الطرفين للقيام بهذه الخطوة، ومن المهم تعليم الطلاب حول الأديان، ولا يجب أن يكون هناك فصلا بين الطلاب

وسأل البطريرك"لماذا الفصل؟ بسبب الاختلاف؟ إذا عملنا فصلاً على أساس الاختلاف فهذا يعني فصل الإنسان عن أخوته وأمه وأبيه، لأن الاختلاف قائم حتى بين أفراد العائلة الواحدة، تعليم العبادات شغل الكنائس والمساجد، والدين حرية شخصية، إذا تم تطبيق هذه الفكرة سيستفيد كلا من المسلمين والمسيحيين، الموضوع ليس أقلية وأكثرية، فالأقليات الحالية لها تاريخ وتراث طويل وعريض في سورية وكذلك الإسلام له ذلك في تاريخ سورية، أنا أعتقد أن كل المعلومات تنوّر عن الحقيقة وكل إنسان مطلوب منه التفتيش عن الحقيقة

اليازجي: تطبيق الفكرة يحتاج لشعب متميز بعقل منفتح

من جهته قلل الباحث ندرة اليازجي من شأن هكذا خطوة بسبب أنه "لا فائدة طالما أن الطالب نفسه سيعود للبيت ليتربى بطريقة انفعالية، عند الإقدام على هكذا خطوة يجب أن يكون الشعب متميزاً بعقلٍ منفتح، يوجد نوعان للتربية إنسانية وانفعالية، ومن أصعب الأشياء التربية على القبول الحقيقي للآخر والاعتراف به، وهذا الموضوع يحتاج تربيةً إنسانية منذ الصغر

 وأضاف "هناك فرق بين المبدأ والعقيدة، والعقائد عموما تتميز بتعصبها وتصلبها، وهي لا تعترف بما جاء قبلها ولا تقبل بما سيأتي بعدها، أما المبدأ فهو منفتح، لذا فعندما يلتقي عالِمان مثلاً كل واحد منهما من طرف من العالم فيمكن أن يتفقا، أما رجال الدين يختلفوا إذا كانوا من دينين أو حتى من مذهبين مختلفين، وكل فئة تعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وما سواها خطأ، إن العقيدة تؤدي إلى ما يسمى مركزية الأنا التي تبدأ البحث عن وجودها ضمن المركزية التجمعية العقائدية مما يؤدي بدوره إلى التصلب والإدانة والإدانة المضادة، ويتحول الإنسان إلى كائن عُصابي لا يرى إلا من خلال عصابه، أما في العلم فلا يوجد عقائد إنما مبادئ، يجب أن نربي عقولنا على الانفتاح وتقبل الآخر والاعتراف به، فأنا أعرف نفسي من خلال هذا الآخر، والله موجود في كل مكان وأكثر مكان هو في دواخلنا

  • فريق ماسة
  • 2010-05-15
  • 10042
  • من الأرشيف

مادة الأخلاق العامة في المناهج الدراسية بدل مادة التربية الدينية

لاقت فكرة استبدال كتب التربية الدينية بالمدارس بمادة عن الأخلاق، الكثير من التفاعل تم مناقشة الأمر مع بعض المرجعيات الفكرية والدينية التي عبرت من حيث المبدأ عن تأييدها للفكرة وان بطرق مختلفة، وبالمقابل كان لوزارة التربية رأيها الرافض لدمج المادتين وزارة التربية: لا ضرورة لدمج المادتين أشارت السيدة لينا خوري الموجه الأول لمادة التربية الدينية المسيحية أن "المناهج الحالية للتربية المسيحية لا تذكر الإسلام ولا تقدم حوله معلومات، وأنا مع وضع معلومات عن الدين الآخر في كل من المادتين، من شأنه أن يعرف الطلاب ببعضهم ويعطيهم فكرة صحيحة، لكن أظن أنه لا ضرورة لدمج المادتين بمادة واحدة تتناول المبادئ العامة لهما لأنه بالأساس في المناهج الحالية نحن لا نتعمق في تفاصيل الدين بل نربي الطالب كي يكون إنسانا مؤمنا في المجتمع، ونحن على تنسيق دائم مع زملائنا المسؤولين عن التربية الدينية الإسلامية ونتعاون في الكثير من التفاصيل، لكن بسبب خصوصية كل مادة من غير الممكن عمل دمج بينهما"، وكشفت السيدة خوري عن تغييرات ستحدث في منهاج التربية الدينية للعام الدراسي القادم، رافضة ذكر تفاصيل أخرى حول ذلك حبش: ابشع المظاهر فصل الطلبة كان للنائب في البرلمان الشيخ الدكتور محمد حبش رأيا مختلفا حيث قال "إن من أبشع المظاهر فصل الطلبة عن بعضهم في حصة الديانة، إنه موقف غير حضاري وغير مقبول ويتناقض مع العملية التربوية، أنا مع مادة ثقافة دينية تدرس لكل الطلاب وتتناول معلومات عن كل الأديان، فلنترك التربية الدينية للمساجد والكنائس ولنتوجه في المدارس إلى (الثقافة الدينية)، أنا أريد لأولادي تعلم فكرة صحيحة عن الدين ومن مصدر موثوق هو وزارة التربية تابع حبش موضحا "المناهج الحالية غير كافية فالإسلامية لا تشر للمسيحية إلا ببعض النصوص عن الإنجيل والمسيحية لا تتناول الإسلام أبدا، ومن غير المنطقي ألا يعرف الطالب المسيحي شيئا عن الإسلام أو المسلم شيئا عن المسيحية، هذا نقص تعليمي فاضح يتم تداركه حاليا عن طريق وسائل الإنترنت والتلفزيون وغيرها من المصادر غير الموثوقة، وهنا دور وزارة التربية في توفير المناهج الكافية، وليتركوا تعليم الدين لدور العبادة، لا نريد للأساتذة أن يتحولوا لشيوخ والطلاب إلى مقتدين  وحول التخوف من النقص الذي سينتج في تعلم العبادات قال د.حبش "أنا لا أؤيد هذا الرأي، فدور المدرسة ليس تعليم العبادة إنما الثقافة، يجب أن أفهم أن جاري المسيحي ليس مشركا أو كافرا إنما أيضا يؤمن بالله، يؤلمني أن هناك جهلاً فاضحاً بالمسيحية والإسلام من أتباع كل دين، الموضوع موضوع تحدٍّ، وتقع على وزارة التربية مسؤولية كبيرة في القيام بهذا الواجب  وحول التخوف من توجه الطلاب إلى أماكن أخرى لتعلم الدين تنمي فيهم التطرف والتعصب تابع د.حبش "إن هذا قائم وموجود أصلا، فالبرامج الكثيرة التي تدرس الدين في المساجد والكنائس قائمة وليست في الظلام إنما تحت الرقابة، ولا شيء يخيف في هذا، أصلا نحن لا نريد بهذه الخطوة ردع الطلاب عن الذهاب للمعابد الدينية، بل يجب أن يذهبوا إليها لاكتساب الفائدة الروحية التي لا تقدمها المدرسة، أنا لا أنتظر من المسجد أن يعلمني عن الإنجيل أو الكنيسة أن تعلمني عن القرآن، إنما المدرسة هي من يجب أن يقدم المعلومات الدينية التي تشمل كل أبناء الوطن، عندما يكون درس الديانة مغلقا فهو لا يخلو من همز ولمز وهذا سيء جدا، إنهاء هذه الحالة يتطلب شجاعةً وجرأة ولا يوجد أي سبب للتخوف من الخطوة، لا نستطيع أن نهرب من استحقاق تعريف الطلبة على الأديان كافة، ويمكن تخصيص دبلومات لخريجي اللاهوت للتعرف على الشريعة والعكس بالنسبة لخريجي الشريعة، وفي حال عدم توفر الكوادر حاليا يمكن تدريس المادة من قبل أستاذَي شريعة ولاهوت وحول المادة الجديدة المقترحة أشار حبش أن تكون برأيه "مادة (ثقافة دينية) وليس (أخلاق عامة) وأن تتناول تاريخ وأركان وأعلام الديانتين المسيحية والإسلامية إضافة للأخلاق طبعا البطريرك هزيم: تعليم العبادات شغل الكنائس والمعابد أكد سيادة البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم أن "الفكرة تستحق التفكير والتعمق، مع ضرورة وجود رضا من الطرفين للقيام بهذه الخطوة، ومن المهم تعليم الطلاب حول الأديان، ولا يجب أن يكون هناك فصلا بين الطلاب وسأل البطريرك"لماذا الفصل؟ بسبب الاختلاف؟ إذا عملنا فصلاً على أساس الاختلاف فهذا يعني فصل الإنسان عن أخوته وأمه وأبيه، لأن الاختلاف قائم حتى بين أفراد العائلة الواحدة، تعليم العبادات شغل الكنائس والمساجد، والدين حرية شخصية، إذا تم تطبيق هذه الفكرة سيستفيد كلا من المسلمين والمسيحيين، الموضوع ليس أقلية وأكثرية، فالأقليات الحالية لها تاريخ وتراث طويل وعريض في سورية وكذلك الإسلام له ذلك في تاريخ سورية، أنا أعتقد أن كل المعلومات تنوّر عن الحقيقة وكل إنسان مطلوب منه التفتيش عن الحقيقة اليازجي: تطبيق الفكرة يحتاج لشعب متميز بعقل منفتح من جهته قلل الباحث ندرة اليازجي من شأن هكذا خطوة بسبب أنه "لا فائدة طالما أن الطالب نفسه سيعود للبيت ليتربى بطريقة انفعالية، عند الإقدام على هكذا خطوة يجب أن يكون الشعب متميزاً بعقلٍ منفتح، يوجد نوعان للتربية إنسانية وانفعالية، ومن أصعب الأشياء التربية على القبول الحقيقي للآخر والاعتراف به، وهذا الموضوع يحتاج تربيةً إنسانية منذ الصغر  وأضاف "هناك فرق بين المبدأ والعقيدة، والعقائد عموما تتميز بتعصبها وتصلبها، وهي لا تعترف بما جاء قبلها ولا تقبل بما سيأتي بعدها، أما المبدأ فهو منفتح، لذا فعندما يلتقي عالِمان مثلاً كل واحد منهما من طرف من العالم فيمكن أن يتفقا، أما رجال الدين يختلفوا إذا كانوا من دينين أو حتى من مذهبين مختلفين، وكل فئة تعتقد أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وما سواها خطأ، إن العقيدة تؤدي إلى ما يسمى مركزية الأنا التي تبدأ البحث عن وجودها ضمن المركزية التجمعية العقائدية مما يؤدي بدوره إلى التصلب والإدانة والإدانة المضادة، ويتحول الإنسان إلى كائن عُصابي لا يرى إلا من خلال عصابه، أما في العلم فلا يوجد عقائد إنما مبادئ، يجب أن نربي عقولنا على الانفتاح وتقبل الآخر والاعتراف به، فأنا أعرف نفسي من خلال هذا الآخر، والله موجود في كل مكان وأكثر مكان هو في دواخلنا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة