دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نجح العلماء البريطانيون والبلجيكيون في التواصل مع رجل في التاسعة والعشرين من عمره في حالة غيبوبة منذ سبعة اعوام، وذلك بسبب تعرضه لاصابة في الرأس، رغم ان العديد من الاطباء وصفوا وجوده الطويل على «الضفة الأخرى» تقريبا بأن لا عود منها.
عملية التواصل لم تتم عبر الكلمات وانما عن طريق جهاز يستطيع تسجيل الافكار وقراءتها، اما الطريقة التي جرى التواصل بها فكانت اعطاء المريض الفرصة للرد على الاسئلة الموجهة اليه من خلال التصور، اما انه يلعب لعبة التنس في حال اجابته مثلا عن سؤال يقول هل والدك اسمه الكسندر؟ او التصور انه يسير في المنزل في حال رغبته بالاجابة بالنفي.
وقد تم اثناء رده بهذا الشكل تصوير الدماغ بجهاز للرنين المغناطيسي كان يسجل ايضا تدفق الدم وتحرك المواد في الجسم ونشاط مختلف انحاء الدماغ التي يمر عبرها مختلف الفعاليات الحركية، فعندما كان المريض يريد الاجابة بنعم عن السؤال الموجه له «يضاء» الجزء المسؤول عن الفكر الحركي، اما عند التصور بأنه يتحرك في المنزل فكانت عملية الاضاءة تحدث للقسم الخاص بالتفكير المجالي اي المكان.
وقد تم توجيه الاسئلة نفسها التي وجهت للغائب عن الوعي لمجموعة تتواجد بوعيها الكامل فتبين ان الشخص الذي يتواجد في الغيبوبة اجاب بشكل صحيح على خمسة اسئلة من اصل ستة.
ويقول رئيس الفريق الذي قام بالبحث ادريان اوين من جامعة كمبريدج البريطانية انه لم يعرف سبب عدم اجابته عن السؤال السادس، وفيما اذا كان الامر قد نجم عن دخوله في غفوة، ام انه لم يسمع السؤال، او انه لم يرد الاجابة، او فقد الوعي في تلك اللحظة من جديد، اما قبل ذلك فقد تأكد العلماء ان الرجل كان بوعيه وبالتالي كان يتواصل معهم رغم وضعه الصعب.
ويؤكد اوين للمجلة الطبية الانكليزية ان هذه الحالة ليست الاولى التي يتم التواصل فيها مع شخص يتواجد في غيبوبة عميقة، مشيرا الى ان فريقه نجح في عام 2006 في الوصول الى ما اسماه بجزيرة الحياة واستعادة الارادة لدى فتاة في الثالثة والعشرين من عمرها كان دماغها قد اصيب بالضرر قبل خمسة اشهر من جراء حادث سيارة.
واضاف لقد كانت في حالة يقظة غير انها لم تكن ترد على اي نشاط من حولها وقد عاد دماغها للنشاط عندما طلب منها العلماء ان تتصور انها تلعب تنس اوانها تتحرك داخل منزلها.
وقد تابع العلماء وهم بحالة من الذهول، كيف يستطيع الانسان الذي قيمت لجنة من الاطباء وضعه بأنه في حالة غيبوبة، فهم الكلام والقيام ببعض العمليات البسيطة، ويؤكد اوين ان فريقه نجح في ايجاد الطريقة التي تثبت ان المريض يكون في حالة وعي رغم اخفاق الطرق الطبية الحديثة في تقديم مثل هذه المعلومات.
وقد قام العلماء بمتابعة اوضاع 54 مريضا تضررت ادمغتهم لاسباب مختلفة عبر هذه الطريقة، اي الرنين المغناطيسي فتبين لهم ان البعض منهم نجح في تحويل ارادته الى نشاط دماغي، في حين لاحظ العلماء ان بعض الوعي كان موجودا لدى مريضين اثناء الفحوص الطبية.
وعلى الرغم من التقدم الذي تم احرازه في هذاا المجال فان هذا البحث اثار العديد من الاسئلة، من اهمها هل التشخيص الطبي للمرضى كان خطأ منذ البداية وكم عدد المرضى من هذا النوع؟
ويقدر الدكتور ادريان اوين معدل التشخيص غير الصحيح للمرضى الذين يفقدون الوعي بنسبة 40 في المائة.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة