دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
ترى هل نحن أمام عملية تعليمية منطقية في أبعادها العلمية والمنهجية في واقعها؟ وهل من المنطق أن يخرج الطالب من منهاج ثانوية عامة كان يظنه مرهقاً ليجد نفسه في الجامعة أمام كتلة كبيرة من المقررات كل واحد منها يعادل منهاج الثانوية بأكمله..؟!
بهذا الاستغراب ومن منظار أن الطالب الذي أصبح سنة أولى جامعة لم يتحول خلال ثلاثة أشهر إلى عالم في كل شيء... إذ يسأل طلاب الهندسة المدنية «سنة أولى» لماذا هذا المنهاج الكبير والضخم 15 مادة درسية مكثفة بمعلوماتها النظرية والعملية، يرافقها دوام طويل يبدأ من الثامنة صباحاً إلى الثامنة مساءً وحصص للمواد العلمية تستمر أحياناً ثلاث ساعات.. فمتى سيجد الطالب وقتاً لمراجعة كل ذلك ودراسته؟
إلغاء الاختصاصات
وأشار هؤلاء إلى قرار إلغاء الاختصاصات وتحويل الهندسة المدنية إلى هندسة عامة، حيث وزعت مواد الاختصاصات على جميع السنوات.
الأمر ذاته تحدث عنه طلاب السنة الرابعة، فقد أصبحت تدعى كلية الهندسة المدنية العامة، بدلاً من اختصاص هندسة مدني إنشائي، مدني بيئة، مدني ري.. إلخ وعلى الطالب أن يدرس مواد جميع هذه الاختصاصات معاً من السنة الأولى حتى السنة الأخيرة، فزادت الأعباء على الطالب من حيث المقررات وتوزيع الدوام وفتراته.. إضافة لكون كل مادة تبدو كمادتين فهي تقسم إلى جزء نظري وجزء آخر عملي مختلف عنه تماماً وليس مكملاً أو موضحاً له.
توسع بالمقررات المائية
وقالوا: لدينا 64 مقرراً بالكلية، وفي هذا العام ضمت مادة الانكليزية مع مادة أخرى لتصبح مادة اختصاص، بينما إلغاء الاختصاص في الكلية أضاف على الطالب العديد من المواد التي كانت تابعة للاختصاصات الأخرى.
ويوضح طلاب السنة الخامسة أنه أصبح لديهم 4 مواد مائية نظرية يأخذونها من السنة الثالثة حتى سنة التخرج وهي مواد صعبة جداً تعتمد على الأسلوب التلقيني ليصبح رصيدهم 13 مادة، مضافاً إليها مشروع التخرج بعد أن كانت 11 مادة، أي بفارق ثلاث مواد.
وهم بذلك دمجوا المواد الإنشائية مع بعضها البعض، ووسعوا المواد المائية والبيئية بشكل كبير، كما أصبحت غالبية الأسئلة الامتحانية تأتي على شكل سؤال واحد عليه العلامة كاملة، وهذا يقلص نسب النجاح بشكل كبير.
لا حاجة لها
وحول رأي الطلاب في بعض المواد العلمية قالوا: إن هناك مواد تتعلق بالهندسة المعلوماتية يأخذونها في السنة الأولى ليسوا بحاجة لها ولا تفيد إلا في مجال اختصاصها لطلاب المعلوماتية، كمادة الخوارزميات والبرمجة، أما هم فلا يحتاجونها في تطبيقاتهم العملية ولاسيما بعد التخرج.
برنامج أوتوكاد
ومن جهة أخرى يطالبون بأن يعتمد برنامج أوتوكاد في تقديم التصميمات التي يقومون بها عبر الحاسوب في مواد الرسم. كتصميم رسم استراحة مثلاً (الواجهات، الأمام، يمين، يسار) وهذا يسهل عليهم التصميم ويساعدهم في السرعة بالإنجاز.
لماذا لا تطبق الأتمتة؟
ونظراً لنجاح طريقة الأتمتة على بعض المواد يتساءلون لماذا لم تطبق فيها الأتمتة؟ علماً أن هناك عدة مواد يدرسونها ولا تنجح فيها الطريقة التقليدية وإذا اعتمدت تلك الطريقة ستكون علاماتهم أفضل وأكثر إنصافاً لهم.
نمطية الأسئلة
وبرأيهم لابد من تغيير نمط الأسئلة المتبعة، لبعض المواد ويقولون إن هناك نموذج أسئلة يطبق منذ سنوات كثيرة وبحاجة للتغيير، هذا إضافة إلى ضرورة وضع عدة أسئلة في ورقة الامتحان ليكون توزيع العلامات أكثر إنصافاً، ففي إحدى المواد تعطى نصف العلامة على مسألة واحدة والنصف الآخر على مسألة أخرى، وبهذا تكون النتيجة الرسوب في المادة في حال عدم معرفة إحدى المسألتين ولن تعبر النتيجة على مستوى الطالب.
د.زينو:80٪ نســــبة النجـــــاح للمقــــررات الهندســـــــية
توجهنا للاستفسار حول هذه المشكلات والتقينا الدكتور مجد زينو عميد كلية الهندسة المدنية الذي أجابنا أولاً حول عملية دمج الاختصاصات أو إلغائها قائلاً: إن هذا القرار بني على مطالب طلابية بما يتوافق مع سوق العمل المحلية، لأن الطالب سابقاً «عند تخرجه» باختصاص مياه أو إنشاء أو بيئة كان يلاقي معاناة كبيرة في الحصول على عمل لذلك وبناء على جهود كبيرة حلينا المشكلة بأن ألغينا الاختصاصات وأصبح الطالب يتخرج بصفة مهندس مدني عام يعمل في أي مجال للهندسة المدنية.
وهناك قضية مهمة يحتاج الطالب لاستيضاحها وهي أن مجموع الساعات الدرسية أيام الاختصاص هي نفسها حالياً بعد إلغاء الاختصاصات ومازاد هو مقرران أو ثلاثة.. وهي مقررات ضرورية حتى يكون مهندساً مدنياً عاماً.
أما ما يتعلق بزيادة المقررات المائية والبيئية على حساب المواد الإنشائية أشار أنه لدى الطالب خمسة مقررات بوتون مسلح وهو الاختصاص الذي يعمل عليه أو به بالحياة العادية، ولديه أربعة مقررات، حساب أشعة وبالتالي مقررات البيئة والمياه تأتي عادية ومناسبة للخطة الدرسية الموجهة للسوق المحلية.
وحول مادة الجيولوجيا الهندسية قال: هي مادة علمية أساسية يأخذها الطالب في السنة الأولى وأكثرها يتعلق بطبيعة التربة والضمور، فالطالب يدخل المختبر ويتعرف على جزء مما يأخذه في المادة.
وهنا يوضح أن المقررات التطبيقية تبدأ بالسنتين الثالثة والرابعة، وحالياً تشكلت لجان وطنية من أجل تقويم المناهج وتطويرها وقد نتوصل إلى قناعة ما يمكن تعديلها مستقبلاً.
وفيما يتعلق حول طلب الطلاب لأتمتة بعض المواد أجاب: تطبيق طريقة الأتمتة عادة يكون حسب طلب رؤساء الأقسام وأي أستاذ يقترح لنا هذه الطريقة نوافق عليها.
يؤخذ بعين الاعتبار
وعن موضوع توزيع العلامات وبأن نصف العلامة تذهب لمسألة واحدة قال: التعميم لا يجوز ويوجد حالة أو حالتان لبعض المواد ونحن بشكل دائم توجيهاتنا للأساتذة أن يؤخذ هذا الموضوع بعين الاعتبار وأن تكون المسائل عامة والأسئلة شاملة للمناهج ونأخذ منهم سلم العلامات بالكامل ونعمل على تدقيق كامل للامتحان.
وعن شكوى طلاب السنة الخامسة على اعطائهم سؤالاً واحداً في الامتحان فكان رده: بسبب أن هناك مواد لها طابع عملي وهو تصميم مشروع وهناك خطوات ويحتوي على معلومات خلال سنة كاملة، لهذا تعطى العلامة منفصلة لكل طلب على حدى.
نسبة النجاح 40 - 60٪
ويضيف د. زينو: معيارنا في هذه الكلية نسبة النجاح في نهاية العام، أكثر من 12 مقرراً نسبة النجاح فيهم كانت 80٪ هذا للمقررات الهندسية الأساسية والمواد (كالثقافة وعربي، جيولوجيا) معظم الطلاب الجيدين يأخذون علامات شبه تامة فيها.
حد أدنى للعملي
وعن استغراب الطلاب على وضع علامة متدينة لبعض مواد العملي أوضح: عندما توضع علامات متدنية يكون السبب من الطالب لعدم حضوره الدروس العملية (مرة أو مرتين) وهناك من قبلنا تعليمات مشددة بهذا الخصوص بأن تكون العلامات متجانسة بين جميع الأساتذة وأن يكون وسطي العلامات عند جميع المقررات ضمن الحدود المنطقية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة