دمشق جنة الله في أرضه ،حباها الخالق بالموقع والمياه ،وتوجها بالأزاهير وكحلها بالرياحين ،وما كان ذلك لولا وجود نهر بردى الذي أعطى الحياة لدمشق ،وجعل منها ومن غوطتها درة في جبين التاريخ ،فدمشق ونهر بردى صنوان يكمل كل منهما الآخر ،فلولا بردى ما كانت دمشق وما كان لبردى هذه الأهمية ،فقد عاشت دمشق على ايقاع نبضه قرونا طويلة ،لكنه اليوم تحول لرمز مفقود للمدينة....جفت مياهه وتلوث ما بقي منه ،فأمسى بردى الحاضر في حكايات عشق الأدباء والشعراء والمستشرقين شاهداً يحتضر من وحشية المدنية الحديثة .‏

وانطلاقا من أهمية نهر بردى وحفاظا على ما بقي منه ،أقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة اجتماعها الثاني، للجنة الوطنية لحماية نهر بردى ،برئاسة الدكتورة كوكب الداية وزيرة الدولة لشؤون البيئة ،لعرض رؤية الوزارة حول تحديد دور كل الجهات في حماية بيئة النهر .حيث كانت قد عقدت الوزارة في وقت سابق اجتماعها الأول ،لوضع خطة عمل لمعالجة المشكلات التي تعاني منها بيئة النهر،ووضع الحلول لها .‏

 

أهمية انعقاد هذا الاجتماع‏

 

فقد أكدت وزيرة الدولة لشؤون البيئة ،الدكتورة كوكب الداية ،أن الاجتماع يهدف إلى وضع مصفوفة وخطة تنفيذية لحماية بيئة نهر بردى ،وقد طالبنا جميع الجهات التي شاركت في اجتماعنا الأول ،بتقديم ما قامت به من دراسات واجراءات حتى الآن ،وقد تلقينا ردود أغلبية الجهات ،ووضعنا هذه الردود ضمن محاضرة صغيرة ،لتتذكر كل جهة ما قدمت من دراسة أو اقتراح ،وخلال الاجتماع سنستمع إلى آراء الجهات المشاركة ،حتى نصل لمصفوفة زمنية ومكانية لنتمكن من تنفيذ هذا المشروع ،وتأتي أهمية هذا البرنامج من كونه موضوعاً ضمن خطة زمانية ومكانية،وقد اقترحنا تقسيم حوض النهر إلى قطاعات تبين مصادر التلوث في كل قطاع وبناء على ذلك يحدد دور كل جهة من الجهات في حماية بيئة النهر ،موضحا أن الاجتماع يتزامن مع اليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22آذار الجاري الأمر الذي يحث الجميع ليضع ضمن أولوياته الحفاظ على ثرواتنا المائية ومسطحاتنا المائية ووقايتها من التلوث وترشيد استهلاكها ،وبينت وزيرة البيئة أن الوزارة قد راسلت جميع الجهات المعنية من أجل معرفة الخطط والدراسات السابقة التي اجريت على النهر ،من أجل رفع التلوث بكافة أشكاله عن بيئة النهر، ووضع خطوات لرفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين وتنمية شعورهم بالمسؤولية اتجاه بيئتهم والمبادرة لحمايتها ، وتشجيع المنشآت السياحية على المساهمة لحماية بيئة النهر بغية الحصول على الميزات والمحفزات التي يمكنها الحصول عليها في حال تحقيقها للشروط البيئية ، وأشارت السيدة الوزيرة إلى خطة تتضمن وضع مصدات أو شباك حديدية لمنع تراكم النفايات في مجرى النهر ،حيث يتم العمل من خلال هذه المصدات على تجميع النفايات التي تلقى في النهر وإزالتها ، منوهة إلى المشاركة مع جهات وطنية لتمول هذه الخطة .‏

 

رأي المشاركين :‏

 

يرى السيد بهاء الدين حسن عضو مجلس الشعب ونائب رئيس غرفة تجارة دمشق ، أن هذا الاجتماع مهم جدا» كونه حول نهر بردى الذي يعبر عن تاريخ وحضارة سورية ،فهذا النهر كان مضرب المثل ،ولكن الظروف الطبيعية ،أدت إلى جفافه ،ونأمل من الله تعالى بعد أن عادت الأمطار ،أن يعود النهر لسابق عهده ولأوجه القديم الذي كنا نعتز به ،فنهر بردى يمثل دمشق بكل معانيها ،فلهذا النهر أهمية كبيرة ،ونأمل من هذا الاجتماع ومن خلال تعاون كل الجهات والوزارات وبقية الجهات المسؤولة في سورية ،أن نعيد لهذا النهر مجده التليد ونضارته التي نعتز بها ،من خلال وضع كل المعطيات التي تؤمن لهذا النهر مصادر المياه وتمنع التلوث ورمي النفايات بشكل أو بآخر ،فمن الضروري أن يكون هناك تعاون حقيقي مع كل الجهات ، وتطبيق عملي على أرض الواقع ،ونتمنى أن يتم العمل ولو بخطوة بسيطة لنحقق الغاية المطلوبة من اعادة المصدر المائي الذي نعتز به إلى سابق عهده .‏

 

خطة العمل‏

 

استعرض المجتمعون أوراق العمل المقدمة من كل جهة ،وعرضت وزارة البيئة رؤيتها التي تتضمن دور كل جهة من الجهات من خلال معالجة مشكلات الصرف الصحي ،وتشجير جوانب النهر على طول المجرى وبشكل مدروس ونقل المنشآت الصناعية والورشات الحرفية ،والالتزام بالحرم المائي للنهر والرقابة على المنشآت السياحية المجاورة للنهر ،والقيام بحملات إعلامية تدعم عمل اللجنة وتساهم في توعية شرائح متعددة من المجتمع .‏

 

المشاركون‏

 

ويشارك في اللجنة الوطنية لحماية بيئة نهر بردى التي ترأسها وزارة الدولة لشؤون البيئة ممثلون عن الجهات والوزارات والهيئات والجمعيات والاتحادات والنقابات والمنظمات الشعبية المعنية بالإضافة إلى عدد من قادة الرأي من ادباء وفنانين و فنانين تشكيليين ونحاتين وإعلامين ورجال دين واساتذة جامعيين ، كما تم تشكيل فريق عمل للمتابعة برئاسة وزارة الدولة لشؤون البيئة لمتابعة تنفيذ الخطة المعتمدة من قبل اللجنة الوطنية ميدانا» إضافة إلى فريق عمل للتنسيق يعتبر نقطة الالتقاء بين هذه اللجان من جهة وبين اللجان ورئيس اللجنة الوطنية لحماية بيئة نهر بردى من جهة أخرى .‏

  • فريق ماسة
  • 2012-03-25
  • 10802
  • من الأرشيف

خطــــة عمـــل زمنيـــة.. لمعالجــة مشـــكلات بيئـــة نهـــر بــردى

دمشق جنة الله في أرضه ،حباها الخالق بالموقع والمياه ،وتوجها بالأزاهير وكحلها بالرياحين ،وما كان ذلك لولا وجود نهر بردى الذي أعطى الحياة لدمشق ،وجعل منها ومن غوطتها درة في جبين التاريخ ،فدمشق ونهر بردى صنوان يكمل كل منهما الآخر ،فلولا بردى ما كانت دمشق وما كان لبردى هذه الأهمية ،فقد عاشت دمشق على ايقاع نبضه قرونا طويلة ،لكنه اليوم تحول لرمز مفقود للمدينة....جفت مياهه وتلوث ما بقي منه ،فأمسى بردى الحاضر في حكايات عشق الأدباء والشعراء والمستشرقين شاهداً يحتضر من وحشية المدنية الحديثة .‏ وانطلاقا من أهمية نهر بردى وحفاظا على ما بقي منه ،أقامت وزارة الدولة لشؤون البيئة اجتماعها الثاني، للجنة الوطنية لحماية نهر بردى ،برئاسة الدكتورة كوكب الداية وزيرة الدولة لشؤون البيئة ،لعرض رؤية الوزارة حول تحديد دور كل الجهات في حماية بيئة النهر .حيث كانت قد عقدت الوزارة في وقت سابق اجتماعها الأول ،لوضع خطة عمل لمعالجة المشكلات التي تعاني منها بيئة النهر،ووضع الحلول لها .‏   أهمية انعقاد هذا الاجتماع‏   فقد أكدت وزيرة الدولة لشؤون البيئة ،الدكتورة كوكب الداية ،أن الاجتماع يهدف إلى وضع مصفوفة وخطة تنفيذية لحماية بيئة نهر بردى ،وقد طالبنا جميع الجهات التي شاركت في اجتماعنا الأول ،بتقديم ما قامت به من دراسات واجراءات حتى الآن ،وقد تلقينا ردود أغلبية الجهات ،ووضعنا هذه الردود ضمن محاضرة صغيرة ،لتتذكر كل جهة ما قدمت من دراسة أو اقتراح ،وخلال الاجتماع سنستمع إلى آراء الجهات المشاركة ،حتى نصل لمصفوفة زمنية ومكانية لنتمكن من تنفيذ هذا المشروع ،وتأتي أهمية هذا البرنامج من كونه موضوعاً ضمن خطة زمانية ومكانية،وقد اقترحنا تقسيم حوض النهر إلى قطاعات تبين مصادر التلوث في كل قطاع وبناء على ذلك يحدد دور كل جهة من الجهات في حماية بيئة النهر ،موضحا أن الاجتماع يتزامن مع اليوم العالمي للمياه الذي يصادف 22آذار الجاري الأمر الذي يحث الجميع ليضع ضمن أولوياته الحفاظ على ثرواتنا المائية ومسطحاتنا المائية ووقايتها من التلوث وترشيد استهلاكها ،وبينت وزيرة البيئة أن الوزارة قد راسلت جميع الجهات المعنية من أجل معرفة الخطط والدراسات السابقة التي اجريت على النهر ،من أجل رفع التلوث بكافة أشكاله عن بيئة النهر، ووضع خطوات لرفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطنين وتنمية شعورهم بالمسؤولية اتجاه بيئتهم والمبادرة لحمايتها ، وتشجيع المنشآت السياحية على المساهمة لحماية بيئة النهر بغية الحصول على الميزات والمحفزات التي يمكنها الحصول عليها في حال تحقيقها للشروط البيئية ، وأشارت السيدة الوزيرة إلى خطة تتضمن وضع مصدات أو شباك حديدية لمنع تراكم النفايات في مجرى النهر ،حيث يتم العمل من خلال هذه المصدات على تجميع النفايات التي تلقى في النهر وإزالتها ، منوهة إلى المشاركة مع جهات وطنية لتمول هذه الخطة .‏   رأي المشاركين :‏   يرى السيد بهاء الدين حسن عضو مجلس الشعب ونائب رئيس غرفة تجارة دمشق ، أن هذا الاجتماع مهم جدا» كونه حول نهر بردى الذي يعبر عن تاريخ وحضارة سورية ،فهذا النهر كان مضرب المثل ،ولكن الظروف الطبيعية ،أدت إلى جفافه ،ونأمل من الله تعالى بعد أن عادت الأمطار ،أن يعود النهر لسابق عهده ولأوجه القديم الذي كنا نعتز به ،فنهر بردى يمثل دمشق بكل معانيها ،فلهذا النهر أهمية كبيرة ،ونأمل من هذا الاجتماع ومن خلال تعاون كل الجهات والوزارات وبقية الجهات المسؤولة في سورية ،أن نعيد لهذا النهر مجده التليد ونضارته التي نعتز بها ،من خلال وضع كل المعطيات التي تؤمن لهذا النهر مصادر المياه وتمنع التلوث ورمي النفايات بشكل أو بآخر ،فمن الضروري أن يكون هناك تعاون حقيقي مع كل الجهات ، وتطبيق عملي على أرض الواقع ،ونتمنى أن يتم العمل ولو بخطوة بسيطة لنحقق الغاية المطلوبة من اعادة المصدر المائي الذي نعتز به إلى سابق عهده .‏   خطة العمل‏   استعرض المجتمعون أوراق العمل المقدمة من كل جهة ،وعرضت وزارة البيئة رؤيتها التي تتضمن دور كل جهة من الجهات من خلال معالجة مشكلات الصرف الصحي ،وتشجير جوانب النهر على طول المجرى وبشكل مدروس ونقل المنشآت الصناعية والورشات الحرفية ،والالتزام بالحرم المائي للنهر والرقابة على المنشآت السياحية المجاورة للنهر ،والقيام بحملات إعلامية تدعم عمل اللجنة وتساهم في توعية شرائح متعددة من المجتمع .‏   المشاركون‏   ويشارك في اللجنة الوطنية لحماية بيئة نهر بردى التي ترأسها وزارة الدولة لشؤون البيئة ممثلون عن الجهات والوزارات والهيئات والجمعيات والاتحادات والنقابات والمنظمات الشعبية المعنية بالإضافة إلى عدد من قادة الرأي من ادباء وفنانين و فنانين تشكيليين ونحاتين وإعلامين ورجال دين واساتذة جامعيين ، كما تم تشكيل فريق عمل للمتابعة برئاسة وزارة الدولة لشؤون البيئة لمتابعة تنفيذ الخطة المعتمدة من قبل اللجنة الوطنية ميدانا» إضافة إلى فريق عمل للتنسيق يعتبر نقطة الالتقاء بين هذه اللجان من جهة وبين اللجان ورئيس اللجنة الوطنية لحماية بيئة نهر بردى من جهة أخرى .‏

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة