دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشف رئيس جهاز «الشاباك» يورام كوهين في محاضرة مغلقة ألقاها يوم الخميس الماضي في تل أبيب، ونشرتها صحيفة «هآرتس»، أن أحد أسباب تليين حركة حماس لموقفها من صفقة الجندي جلعاد شاليت كان الخشية من تدهور حالته الصحية. وقال إن «حماس ليّنت موقفها لأسباب مختلفة داخلية وذات صلة بمكانتها في سورية، وأيضاً بسبب تدهور الحالة الصحية للجندي». وأوضح أن «حماس خشيت أن تخسر الكنز»، مضيفاً أنه تم في العام الأخير إحباط العديد من عمليات الأسر التي وقفت حماس خلفها.
وأشار المراسل السياسي لـ«هآرتس» باراك رابيد إلى أنه ليس واضحاً من كلام كوهين في المحاضرة المغلقة ما إذا كانت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تعلم شيئاً عن حالة شاليت الصحية قبل إقرار الصفقة، أم أنها علمت بذلك من التحقيقات التي أجرتها بعد إتمام الصفقة. وكان رئيس الشاباك أبلغ الصحافيين بعد وقت قصير من إقرار الحكومة الإسرائيلية صفقة التبادل مع حماس «أننا نأمل أن نتسلم شاليت معافى بدنياً ونفسياً».
وسئل كوهين حينها كيف عجز الشاباك عن معرفة مكان احتجاز شاليت في قطاع غزة، فردّ بنزاهة وانفتاح كبيرين، قائلاً إن «الشاباك فشل بشكل ذريع في الحصول على المعلومات التي تسمح بتنفيذ عملية تحرير للجندي». وأشار إلى أن «هذا نموذج جيد يوضح كيف أننا ليس دائماً نحقق النجاح. وفي الماضي جرت عمليات اختطاف في الضفة الغربية، وكنا لا نزال داخل المنطقة ومن دون قيود على نشاطاتنا، ومع ذلك هناك جنود اختطفوا ولم نجدهم إلا بعد بضع سنوات».
وبحسب كلامه فإن واقع عدم تواجد إسرائيل في قطاع غزة، يزيد المصاعب أمام نشاط الشاباك في إحباط العمليات وهذه المصاعب في تزايد. وقال إن «هناك فجوات استخباراتية حالياً في غزة وفي الضفة الغربية على حد سواء». وأشار إلى أنه «بقدر ما نكون بعيدين عن المنطقة يغدو أصعب علينا أن نعمل».
وسأل أحد المشاركين في الندوة المغلقة رئيس الشاباك حول ما إذا كان للحملة الجماهيرية من أجل الإفراج عن شاليت أو الاحتجاجات الاجتماعية التي كانت في ذروتها في الأسابيع التي سبقت صفقة شاليت، أثر على اتخاذ القرارات، فأشار كوهين إلى أن قسماً من الحملة الشعبية ألحق ضرراً بمساعي الإفراج عن شاليت.
وقال كوهين «كانت هناك أقوال من مسؤولين أفادت بأنه كان ينبغي فعل كل ما في الوسع للإفراج عن جلعاد شاليت، وهذا أضرّ بالمساعي، لأن ذلك دفع الطرف الآخر إلى الاعتقاد بأنه يملك قوة».
وأضاف رئيس الشاباك أن «القرارات في صفقة شاليت كانت قرارات رئيس الحكومة، ولكن كان يريحه أن يحظى بتأييد جهات مهنية لأن في الأمر مخاطر... لكنني لا أعتقد أن الاحتجاجات الاجتماعية قامت بدور مهيمن في اتخاذ رئيس الحكومة قراره بشأن صفقة شاليت».
وأشار كوهين في محاضرته المغلقة إلى الاتصالات التي جرت مع حركة حماس، وشدّد على أنه فور اختطاف شاليت وافق رئيس الحكومة حينها، إيهود أولمرت، على إجراء مفاوضات ودفع الثمن أسرى «قتلة ملطخة أياديهم بالدماء». وشدّد على أن «هذا كان موقف الحكومتين، فكلهم علموا بأن عدد المحررين سوف يكون كبيراً».
وبحسب كوهين فإن مطالب حماس بعد الاختطاف كانت الإفراج عن 1400 أسير إلى بيوتهم في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولكن مع الوقت تراجعت هذه المطالب. وأشار إلى أن «إطار الصفقة حدده رئيس الحكومة أما الناس فأنا من قرر أسماءهم وفق تقديري لمستوى خطرهم».
وخلص كوهين إلى القول «لقد قلت في الحكومة إن الصفقة غير جيدة لإسرائيل لأنها تعزز قوة حماس ولدواع أمنية، ولكن هذا هو الثمن إذا كنا نريد الإفراج عن الجندي الأسير وإعادته إلى بيته. وتقديري في نهاية المطاف أننا أفلحنا في تقليص الخطر بشكل كبير».
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة