مع تراجع مد المؤامرة ضد سورية في المشهد الإقليمي والدولي، لا زال بعض "الحاليمن يعتقد أن فرصة خلق "منطقة عازلة" سانحة وأن فشلها في كل المرات السابقة كان نتيجة جغرافيا المكان لا عزيمة الجيش السوري على منع حدوث هذا الأمر مهما كان التوقيت أو المكان في سورية. ويبدو أن السيناريو ذاته يتكرر في المناطق السورية المتوترة؛ مظاهرات، يحمل على اثرها المسلحون السلاح من اجل احتلال منطقة ما وإغلاقها بالمتاريس والحواجز لإعلانها منطقة عازلة، السيناريو الفاشل نفسه يتكرر من درعا إلى إدلب وحماه وحمص ودير الزور وبعض مناطق ريف دمشق، حط رحاله اليوم في منطقة الريف الغربي لدمشق، وتحديداً في الزبداني ومضايا ومحيطهما..

أوردت وسائل الإعلام العربية ووكالات الأنباء الغربية أخباراً تقول أن وحدات كبيرة للجيش السوري تحاصر منطقة الزبداني ومضايا تمهيداً لإقتحامهما، مضيفةً "أن الإتصالات مقطوعة عن المنطقة"، إلا ان أعضاء هيئات التنسيقيات يتواصلون بشكل دائم مع قناتي العربية والجزيرة.

مراسل عربي برس التقى ببعض الأهالي الذين اكدوا صعوبة الدخول الى المنطقة والخروج منها بسبب الحواجز الكثيفة المنتشرة للجيش العربي السوري من جهة، وتحصن المسلحين بين الأحياء السكنية للمنطقة، مرتدين بدلات الجيش السوري، مضيفين"ان لا وجود لمنشقين عن الجيش السوري في صفوف ما يسمى "الجيش الحر" بل فقط بعض من ابناء المنطقة الذين اثروا حمل السلاح".

الأهالي أشاروا الى "أن المنطقة حتى الآن لم تشهد أي اشتباكات ذات أهمية مقارنة بحجم الأسلحة المتوفرة لدى المسلحين وعديد الجيش السوري المنتشر، حيث سمع فقط أصوات عدة قذائف صاروخية غير معروفة المصدر او الوجهة او الهدف، واشتباكات متفرقة على مداخل مدينة الزبداني، أدت الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المسلحين، تمكن الجيش بعدها من السيطرة على الطرقات الرئيسية، وقام بتمشيط منطقة البساتين الزراعية الواقعة في الجهة الغربية لطريق الزبداني – دمشق، ونزع العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها المسلحون على مداخل المنطقة وفي المفارق الرئيسية، في ظل طقس بارد ادى الى تساقط الثلوج التي وصلت في بعض الأماكن إلى ما يقارب 10 سم، وحرارة تصل في الليل إلى ما دون درجة التجمد..

المنطقة شهدت مغادرة الأهالي الذين لم يشاركوا في المظاهرات، أو الذين ليس لديهم أبناء بين المسلحين، إلى دمشق، فيما انتقل قسم آخر إلى بلدة بلودان القريبة، التي عمد اهلها الى فتح منازلهم لإيواء القادمين من مضايا والزبداني.

بعض اهالي بلودان ممن التقاهم مراسل عربي برس المحوا الى "أن المسلحين يحضرون منذ فترة لعملية كبيرة عمادها الأساسي مسلحو الزبداني ومضايا، تقوم على إفراغ المنطقة من السكان والسيطرة عليها، لإعلانها منطقة عازلة، وطلب دعم خارجي انطلاقاً من المنطقة الشرقية المحاذيه، والتي يسيطر على قسم منها تيار المستقبل التابع لسعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق"..

الأهالي يتوقعون أن يقوم الجيش السوري النظامي باقتحام البلدات بناء على معلومات وصلتهم، بينما يقلل بعض السكان من اهمية هذه الأخبار معتبرينها مجرد تخمينات، وبأن الجيش لو أراد الهجوم على البلدات لقام بذلك منذ اليوم الأول، خاصة وأن فريقاً من مراقبي الجامعة العربية سيزور المنطقة ، وتريد الجهات المختصة أن تطلعه على الحواجز التي أقامها المسلحون وعلى الأسلحة التي يحملونها، وسط تأكيدات تفيد بأن المسلحين "كانوا قد هددوا عبر تسجيلات بثت على شبكة الانترنت باسم كتائب أبو عبيدة بن الجراح وحمزة بن عبد المطلب، بأعمال تخريب ستطال عدة منشآت حيوية في المنطقة ومنها آبار المياه الجوفية التي تغذي دمشق وضواحيها، وخط التوتر العالي الدولي الذي يمر من المنطقة الحدودية، وتفجير الطريق الدولي الذي يربط لبنان بسورية".

أحد الأهالي الهاربين من بلدة مضايا إلى بلودان قال لعربي برس "يجب على الجيش أن يقوم بمهاجمة المنطقة وتمشيطها بشكل كامل، وهي فرصة مواتية للتخلص منهم وتوجيه ضربة قاسية، وخصوصاً أنهم يتحصنون بالبلدة ولا يستطيعون الهرب خارجها بسبب محاصرة الجيش وبسبب الثلوج التي تغطي الجبال والتي تمنع أي شخص من الاختباء فيها، ويضيف "تعبنا من هذا الوضع، أصبحنا كموالين للحكومة مضطرين للمشاركة في مظاهراتهم حتى لا يقتلوننا، لأن أي شخص لا يشارك هو برأيهم عوايني (مخبر لدى الأمن) ويجب قتله"...

وعن الوضع داخل البلدة قبل هربه يقول "قام المسلحون بالتحصن وتفخيخ الطرقات والمداخل الرئيسية والفرعية بعد الكمين الذي نصبوه في منطقة سهل بقين لدورية عسكرية والعمليتين اللتين حصلتا في بلدة الديماس، كما قاموا بتوزيع السلاح على مناصريهم ممن لا يملكه، مرتدين البدلات التي يلبسها الجيش النظامي للدلالة على انهم منشقين عن الجيش، وأحضروا سيارات كبيرة تحمل اتربة وصخور ووضعوها كحواجز في مداخل البلدة، حتى يمنعوا الجيش من الدخول، ووزعوا على كل حاجز مجموعة من الشباب يتراوح عددهم بين 10 و15 شخص، كلهم مسلحين برشاشات روسية و بنادق أمريكية، وقاذفات "أر بي جي"، مؤكداً "أنه شاهد شخص ينصب مدفع هاون على أحد التحصينات التي اقامها المسلحون ".

وعن أعدادهم يقول "تكاثروا في الأيام الأخيرة، بسبب ترويج المسلحين لعملية عسكرية كبيرة ستقوم بها الجهات الأمنية، تهدف لتدمير المنطقة فوق رؤوس ساكنيها، وقتل الرجال واغتصاب النساء (بحسب زعمهم)، وقد قاموا بالفعل بتخويف الناس قبل أسبوع من اليوم، حيث قاموا بضرب قذائف يعتقد أنها "هاون" على البيوت الآمنة للإيحاء أن الجيش يقصف البيوت بالدبابات".

ولدى سؤاله عمن يقود مجموعات المسلحين يجيب " في مضايا يقود المجموعات محمد دياب النموس، وعدد من افراد ال عيسى وهم يعملون على تأمين السلاح والمال"، مضيفاً "كل حاجز له قائد يأتمر بأمره"، أما في مدينة الزبداني فتعددت القيادات، وأصبحت موزعة بين عدة أشخاص بعد مقتل سيف الدين رحمة وهو الذي كان يوصف بأنه قائد المعارضة في المنطقة، وفرار الرجل الثاني في المجموعة عبد الله السيد الى اميركا عن طريق لبنان، وهو عسكري طرد من الخدمة منذ أكثر من 15عاماً، عمل في السعودية وعاد منذ سنتين، عمل على تدريب المسلحين وتأمين الدعم لهم.

المواطن الهارب يعرب عن امله في انتهاء الأحداث في المنطقة كما انتهت في مناطق أخرى، وأن تعود المنطقة إلى الأمان والطمأنينة التي كانت تنعم بهما في الفترة السابقة"...

  • فريق ماسة
  • 2012-01-15
  • 5640
  • من الأرشيف

بعد تخريب محطات الكهرباء... التهديد بقطع مياه نبع الفيجة عن دمشق!!

  مع تراجع مد المؤامرة ضد سورية في المشهد الإقليمي والدولي، لا زال بعض "الحاليمن يعتقد أن فرصة خلق "منطقة عازلة" سانحة وأن فشلها في كل المرات السابقة كان نتيجة جغرافيا المكان لا عزيمة الجيش السوري على منع حدوث هذا الأمر مهما كان التوقيت أو المكان في سورية. ويبدو أن السيناريو ذاته يتكرر في المناطق السورية المتوترة؛ مظاهرات، يحمل على اثرها المسلحون السلاح من اجل احتلال منطقة ما وإغلاقها بالمتاريس والحواجز لإعلانها منطقة عازلة، السيناريو الفاشل نفسه يتكرر من درعا إلى إدلب وحماه وحمص ودير الزور وبعض مناطق ريف دمشق، حط رحاله اليوم في منطقة الريف الغربي لدمشق، وتحديداً في الزبداني ومضايا ومحيطهما.. أوردت وسائل الإعلام العربية ووكالات الأنباء الغربية أخباراً تقول أن وحدات كبيرة للجيش السوري تحاصر منطقة الزبداني ومضايا تمهيداً لإقتحامهما، مضيفةً "أن الإتصالات مقطوعة عن المنطقة"، إلا ان أعضاء هيئات التنسيقيات يتواصلون بشكل دائم مع قناتي العربية والجزيرة. مراسل عربي برس التقى ببعض الأهالي الذين اكدوا صعوبة الدخول الى المنطقة والخروج منها بسبب الحواجز الكثيفة المنتشرة للجيش العربي السوري من جهة، وتحصن المسلحين بين الأحياء السكنية للمنطقة، مرتدين بدلات الجيش السوري، مضيفين"ان لا وجود لمنشقين عن الجيش السوري في صفوف ما يسمى "الجيش الحر" بل فقط بعض من ابناء المنطقة الذين اثروا حمل السلاح". الأهالي أشاروا الى "أن المنطقة حتى الآن لم تشهد أي اشتباكات ذات أهمية مقارنة بحجم الأسلحة المتوفرة لدى المسلحين وعديد الجيش السوري المنتشر، حيث سمع فقط أصوات عدة قذائف صاروخية غير معروفة المصدر او الوجهة او الهدف، واشتباكات متفرقة على مداخل مدينة الزبداني، أدت الى سقوط عدد من الجرحى في صفوف المسلحين، تمكن الجيش بعدها من السيطرة على الطرقات الرئيسية، وقام بتمشيط منطقة البساتين الزراعية الواقعة في الجهة الغربية لطريق الزبداني – دمشق، ونزع العبوات الناسفة والمتفجرات التي زرعها المسلحون على مداخل المنطقة وفي المفارق الرئيسية، في ظل طقس بارد ادى الى تساقط الثلوج التي وصلت في بعض الأماكن إلى ما يقارب 10 سم، وحرارة تصل في الليل إلى ما دون درجة التجمد.. المنطقة شهدت مغادرة الأهالي الذين لم يشاركوا في المظاهرات، أو الذين ليس لديهم أبناء بين المسلحين، إلى دمشق، فيما انتقل قسم آخر إلى بلدة بلودان القريبة، التي عمد اهلها الى فتح منازلهم لإيواء القادمين من مضايا والزبداني. بعض اهالي بلودان ممن التقاهم مراسل عربي برس المحوا الى "أن المسلحين يحضرون منذ فترة لعملية كبيرة عمادها الأساسي مسلحو الزبداني ومضايا، تقوم على إفراغ المنطقة من السكان والسيطرة عليها، لإعلانها منطقة عازلة، وطلب دعم خارجي انطلاقاً من المنطقة الشرقية المحاذيه، والتي يسيطر على قسم منها تيار المستقبل التابع لسعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني السابق".. الأهالي يتوقعون أن يقوم الجيش السوري النظامي باقتحام البلدات بناء على معلومات وصلتهم، بينما يقلل بعض السكان من اهمية هذه الأخبار معتبرينها مجرد تخمينات، وبأن الجيش لو أراد الهجوم على البلدات لقام بذلك منذ اليوم الأول، خاصة وأن فريقاً من مراقبي الجامعة العربية سيزور المنطقة ، وتريد الجهات المختصة أن تطلعه على الحواجز التي أقامها المسلحون وعلى الأسلحة التي يحملونها، وسط تأكيدات تفيد بأن المسلحين "كانوا قد هددوا عبر تسجيلات بثت على شبكة الانترنت باسم كتائب أبو عبيدة بن الجراح وحمزة بن عبد المطلب، بأعمال تخريب ستطال عدة منشآت حيوية في المنطقة ومنها آبار المياه الجوفية التي تغذي دمشق وضواحيها، وخط التوتر العالي الدولي الذي يمر من المنطقة الحدودية، وتفجير الطريق الدولي الذي يربط لبنان بسورية". أحد الأهالي الهاربين من بلدة مضايا إلى بلودان قال لعربي برس "يجب على الجيش أن يقوم بمهاجمة المنطقة وتمشيطها بشكل كامل، وهي فرصة مواتية للتخلص منهم وتوجيه ضربة قاسية، وخصوصاً أنهم يتحصنون بالبلدة ولا يستطيعون الهرب خارجها بسبب محاصرة الجيش وبسبب الثلوج التي تغطي الجبال والتي تمنع أي شخص من الاختباء فيها، ويضيف "تعبنا من هذا الوضع، أصبحنا كموالين للحكومة مضطرين للمشاركة في مظاهراتهم حتى لا يقتلوننا، لأن أي شخص لا يشارك هو برأيهم عوايني (مخبر لدى الأمن) ويجب قتله"... وعن الوضع داخل البلدة قبل هربه يقول "قام المسلحون بالتحصن وتفخيخ الطرقات والمداخل الرئيسية والفرعية بعد الكمين الذي نصبوه في منطقة سهل بقين لدورية عسكرية والعمليتين اللتين حصلتا في بلدة الديماس، كما قاموا بتوزيع السلاح على مناصريهم ممن لا يملكه، مرتدين البدلات التي يلبسها الجيش النظامي للدلالة على انهم منشقين عن الجيش، وأحضروا سيارات كبيرة تحمل اتربة وصخور ووضعوها كحواجز في مداخل البلدة، حتى يمنعوا الجيش من الدخول، ووزعوا على كل حاجز مجموعة من الشباب يتراوح عددهم بين 10 و15 شخص، كلهم مسلحين برشاشات روسية و بنادق أمريكية، وقاذفات "أر بي جي"، مؤكداً "أنه شاهد شخص ينصب مدفع هاون على أحد التحصينات التي اقامها المسلحون ". وعن أعدادهم يقول "تكاثروا في الأيام الأخيرة، بسبب ترويج المسلحين لعملية عسكرية كبيرة ستقوم بها الجهات الأمنية، تهدف لتدمير المنطقة فوق رؤوس ساكنيها، وقتل الرجال واغتصاب النساء (بحسب زعمهم)، وقد قاموا بالفعل بتخويف الناس قبل أسبوع من اليوم، حيث قاموا بضرب قذائف يعتقد أنها "هاون" على البيوت الآمنة للإيحاء أن الجيش يقصف البيوت بالدبابات". ولدى سؤاله عمن يقود مجموعات المسلحين يجيب " في مضايا يقود المجموعات محمد دياب النموس، وعدد من افراد ال عيسى وهم يعملون على تأمين السلاح والمال"، مضيفاً "كل حاجز له قائد يأتمر بأمره"، أما في مدينة الزبداني فتعددت القيادات، وأصبحت موزعة بين عدة أشخاص بعد مقتل سيف الدين رحمة وهو الذي كان يوصف بأنه قائد المعارضة في المنطقة، وفرار الرجل الثاني في المجموعة عبد الله السيد الى اميركا عن طريق لبنان، وهو عسكري طرد من الخدمة منذ أكثر من 15عاماً، عمل في السعودية وعاد منذ سنتين، عمل على تدريب المسلحين وتأمين الدعم لهم. المواطن الهارب يعرب عن امله في انتهاء الأحداث في المنطقة كما انتهت في مناطق أخرى، وأن تعود المنطقة إلى الأمان والطمأنينة التي كانت تنعم بهما في الفترة السابقة"...

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة