دبّت النخوة بشكل لا سابق لها، ولا مثيل لها في الدول العربية، وبدل من أن تهجم على اسرائيل، هجمت على سورية تلك الدول وقامت بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل، فيما تقوم اليوم بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع سورية، فأين العروبة من الصراع العربي الاسرائيلي؟ أين العروبة يا جامعة الدول العربية لتصبّ كل جام غضبها على سورية، وتحاصرها بقرارات العقوبات، فيما هي تساير اسرائيل، وتمتدح اسرائيل، وتفتح كل العلاقات مع اسرائيل، وتتاجر مع اسرائيل، أما الحزم والعداء فهو ضد سورية كأنما الجامعة العربية بهذه القرارات تحاسب عدوّنا اسرائيل وتحاسب أعداء العروبة.

فما بالها هذه الجامعة العربية تركّز كل عدائها ضد سورية، وتلقي الانذارات وتعيّن المهل بالساعات، وتعقد اجتماعاتها بالأيام كي تحاصر سورية بشكل يمثل أكبر خدمة لاسرائيل وأكبر إضعاف للموقف الرسمي العربي، وتعزيزاً للدور الاسرائيلي.

بالله عيب يا عروبة، والله من المعيب ما تفعلون أنتم بالجامعة العربية، وبدل أن تقوموا بالسعي للحوار مع سورية، تقومون بمحاصرتها، فماذا تفعلون؟ انكم تحاولون رفع الغطاء العربي عن سورية، رغم قوتها، وانكم تلاقون المسؤولين الاسرائيليين في تصاريحهم بأن أيام الرئيس بشار الأسد معدودة كما يصرّح موشي عالون، وهكذا تفعلون انتم في الجامعة العربية تفتحون المجال للتدخل الدولي في سورية، بدل أن تعملوا على التئام الجرح في سورية.

غريب أمر العرب، اذا ما زالوا عرباً، اذا ما زالوا يعتنقون العروبة، كل دولة فيهم تفتح مكتباً تنسيقياً لاسرائيل، كل دولة منهم يجتمع مسؤوليها مع مسؤول اسرائيلي، سراً وعلناً، ومع سورية الانذار تلو الانذار وفرض العقوبات، وكلها تحضّرونها ضد سورية. فهل انتقل الأمر لديكم في الجامعة العربية من موقف الصراع العربي الاسرائيلي إلى موقف صراع الجامعة مع سورية، كما تريد واشنطن واسرائيل ومخططات الغرب ضدها.

لم يحصل في التاريخ ان اعطت الجامعة العربية انذاراً بالساعات ضد دولة عربية، لم يحصل في التاريخ ان اجتمعت الجامعة العربية كل يومين ضد دولة عربية، لم يسبق في التاريخ ان تقوم الجامعة العربية بهذا العداء ضد دولة رئيسية مثل سورية التي قدمت التضحيات للعروبة بشكل لا مثيل له في تاريخ العروبة والعرب.

انه من المعيب أن توجهوا انذاراً لسورية ينتهي الجمعة وتعقدون السبت اجتماعاً للمجلس الاقتصادي العربي لفرض عقوبات على سورية، ويوم الأحد هناك اجتماع آخر، والخميس مجلس التعاون الاسلامي، لفرض عقوبات، فماذا تريدون؟ هل تعتقدون أن سورية ستركع؟ فسورية كلها عزّة، سورية كلها عنفوان وكرامة، وسيسجّل التاريخ ان عاراً على الجامعة العربية قد حصل، والمنفذ هي الجامعة العربية عبر قراراتها ضد سورية.

نحن نتعاطف مع الشعب السوري وشهدائه بسبب اطلاق النار عليه من قوى الأمن ونتعاطف أيضاً مع شهداء الجيش العربي السوري وقوى الأمن السورية التي تقوم بضبط الأمن.

هذه ليست جامعة عربية، هذه لجنة من لجان الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي. هذه جامعة ترتبط بما تقرره واشنطن، فيما الحل الجدّي يكون عبر فتح الحوار بين النظام في سورية والمعارضين، وليس في فرض العقوبات ومحاولات إخضاع سورية وتدويل الأزمة السورية، وإسقاط النظام.

سورية عزيزة، سورية عربية، سورية كلها عنفوان، وقدّمت الدماء الغالية للقضية العربية ودفعت الكثير عن كل العرب الذين يعاقبونها الآن، وأين لهم من معاقبتها، والعروبة من دون سورية ناقصة، وهي قلب العروبة النابض.

وأخيراً نقول عيب، عيب، على الجامعة العربية ما تقوم به ضد سورية.

  • فريق ماسة
  • 2011-11-26
  • 11993
  • من الأرشيف

الظلم العربي على سورية

دبّت النخوة بشكل لا سابق لها، ولا مثيل لها في الدول العربية، وبدل من أن تهجم على اسرائيل، هجمت على سورية تلك الدول وقامت بتطبيع علاقاتها مع اسرائيل، فيما تقوم اليوم بقطع علاقاتها الديبلوماسية مع سورية، فأين العروبة من الصراع العربي الاسرائيلي؟ أين العروبة يا جامعة الدول العربية لتصبّ كل جام غضبها على سورية، وتحاصرها بقرارات العقوبات، فيما هي تساير اسرائيل، وتمتدح اسرائيل، وتفتح كل العلاقات مع اسرائيل، وتتاجر مع اسرائيل، أما الحزم والعداء فهو ضد سورية كأنما الجامعة العربية بهذه القرارات تحاسب عدوّنا اسرائيل وتحاسب أعداء العروبة. فما بالها هذه الجامعة العربية تركّز كل عدائها ضد سورية، وتلقي الانذارات وتعيّن المهل بالساعات، وتعقد اجتماعاتها بالأيام كي تحاصر سورية بشكل يمثل أكبر خدمة لاسرائيل وأكبر إضعاف للموقف الرسمي العربي، وتعزيزاً للدور الاسرائيلي. بالله عيب يا عروبة، والله من المعيب ما تفعلون أنتم بالجامعة العربية، وبدل أن تقوموا بالسعي للحوار مع سورية، تقومون بمحاصرتها، فماذا تفعلون؟ انكم تحاولون رفع الغطاء العربي عن سورية، رغم قوتها، وانكم تلاقون المسؤولين الاسرائيليين في تصاريحهم بأن أيام الرئيس بشار الأسد معدودة كما يصرّح موشي عالون، وهكذا تفعلون انتم في الجامعة العربية تفتحون المجال للتدخل الدولي في سورية، بدل أن تعملوا على التئام الجرح في سورية. غريب أمر العرب، اذا ما زالوا عرباً، اذا ما زالوا يعتنقون العروبة، كل دولة فيهم تفتح مكتباً تنسيقياً لاسرائيل، كل دولة منهم يجتمع مسؤوليها مع مسؤول اسرائيلي، سراً وعلناً، ومع سورية الانذار تلو الانذار وفرض العقوبات، وكلها تحضّرونها ضد سورية. فهل انتقل الأمر لديكم في الجامعة العربية من موقف الصراع العربي الاسرائيلي إلى موقف صراع الجامعة مع سورية، كما تريد واشنطن واسرائيل ومخططات الغرب ضدها. لم يحصل في التاريخ ان اعطت الجامعة العربية انذاراً بالساعات ضد دولة عربية، لم يحصل في التاريخ ان اجتمعت الجامعة العربية كل يومين ضد دولة عربية، لم يسبق في التاريخ ان تقوم الجامعة العربية بهذا العداء ضد دولة رئيسية مثل سورية التي قدمت التضحيات للعروبة بشكل لا مثيل له في تاريخ العروبة والعرب. انه من المعيب أن توجهوا انذاراً لسورية ينتهي الجمعة وتعقدون السبت اجتماعاً للمجلس الاقتصادي العربي لفرض عقوبات على سورية، ويوم الأحد هناك اجتماع آخر، والخميس مجلس التعاون الاسلامي، لفرض عقوبات، فماذا تريدون؟ هل تعتقدون أن سورية ستركع؟ فسورية كلها عزّة، سورية كلها عنفوان وكرامة، وسيسجّل التاريخ ان عاراً على الجامعة العربية قد حصل، والمنفذ هي الجامعة العربية عبر قراراتها ضد سورية. نحن نتعاطف مع الشعب السوري وشهدائه بسبب اطلاق النار عليه من قوى الأمن ونتعاطف أيضاً مع شهداء الجيش العربي السوري وقوى الأمن السورية التي تقوم بضبط الأمن. هذه ليست جامعة عربية، هذه لجنة من لجان الشؤون الخارجية بالكونغرس الأميركي. هذه جامعة ترتبط بما تقرره واشنطن، فيما الحل الجدّي يكون عبر فتح الحوار بين النظام في سورية والمعارضين، وليس في فرض العقوبات ومحاولات إخضاع سورية وتدويل الأزمة السورية، وإسقاط النظام. سورية عزيزة، سورية عربية، سورية كلها عنفوان، وقدّمت الدماء الغالية للقضية العربية ودفعت الكثير عن كل العرب الذين يعاقبونها الآن، وأين لهم من معاقبتها، والعروبة من دون سورية ناقصة، وهي قلب العروبة النابض. وأخيراً نقول عيب، عيب، على الجامعة العربية ما تقوم به ضد سورية.

المصدر : الديار /شارل أيوب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة