رسالة من السيد الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تتعلق بالعلاقات الأخوية بين سورية وإيران وتطورات الأوضاع في المنطقة نقلها وزير الخارجية وليد المعلم أمس

وكانت وجهات نظر الجانبين متطابقة إزاء مختلف القضايا التي جرى بحثها خلال اللقاء حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والدكتور حامد حسن سفير سورية في طهران

وكانت قد بدأت صباح أمس في طهران أعمال المؤتمر الدولي لنزع السلاح النووي ومنع انتشاره بمشاركة وفد سورية برئاسة الوزير المعلم

وقال المعلم في كلمة له أمام المؤتمر إن سورية تولي أهمية كبيرة لمسائل نزع السلاح النووي ومنع الانتشار وهذه من الأمور الهامة التي تشكل هاجساً بالنسبة للمجتمع الدولي بشكل عام وبالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص لأن بعض الدول تتعامل مع هذه المسائل من خلال اعتباراتها السياسية ومصالحها الذاتية ولا تتم معالجتها لها على قدم المساواة

وأضاف المعلم أن سورية تشارك في كافة الجهود الدولية الرامية الى تحقيق نزع السلاح النووي ومنع انتشاره وتعمل مع الدول الصديقة والمحبة للسلام في إطار الأمم المتحدة هادفة للوصول إلى عالم يسوده السلم والأمن وتسهم في تبني القرارات ذات الصلة في موضوع نزع السلاح وهي عضو فاعل في مؤتمر نزع السلاح في جنيف

وأوضح المعلم أن سورية ترى من الأهمية بمكان التركيز على مسائل نزع السلاح النووي ومنع انتشاره وفق أولوية تأخذ بالاعتبار أن السلاح النووي يشكل الخطر الأكبر على السلم والأمن الدوليين وقد اتخذت في هذا المجال خطوات عديدة فانضمت الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1969 ووقعت اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1992 وهي تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة وقامت منذ عام 2003 باسم المجموعة العربية بطرح مشروع قرار على مجلس الأمن يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط إلا أن القرار لا يزال بـ اللون الأزرق بانتظار توفر الإرادة السياسية لإقراره

وقال المعلم.. نحن مقبلون قريباً على حدث بالغ الأهمية وهو مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي سينعقد في نيويورك وسوف تبذل سورية كل جهد ممكن لإنجاح هذا المؤتمر بالتعاون مع كافة الأطراف المحبة للسلام إيماناً منها بأهمية معاهدة عدم الانتشار ونبل أهدافها ولتحقيق هذا الهدف علينا أن نعمل على تذليل العقبات والصعوبات التي ستواجهنا خلال المؤتمر سعياً للوصول إلى الغاية المنشودة

واعتبر المعلم أنه لضمان نجاح هذا المؤتمر يتعين العمل الحثيث على المحاور الرئيسية الثلاثة للمعاهدة وهي نزع السلاح والحد من الانتشار والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وذلك بالتساوي دون إغفال أي منها أو العمل على أحدها على حساب الآخر وإلا فقدت المعاهدة مضمونها وضعف إيمان الدول بها وبدورها

وأضاف المعلم.. إن وضع محاور المعاهدة موضع التطبيق يقتضي من الدول الأطراف العمل على توفير الشرط الأساسي الضامن لاستمرارية المعاهدة والمتمثل بتحقيق عالميتها فلا يمكن تحقيق تقدم على مسارات المعاهدة دون تحقيق هذا الشرط

وقال المعلم.. إن دول المنطقة قامت بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إدراكاً منها لخطورة السلاح النووي على السلم والأمن وإيماناً منها بدور المعاهدة الأساسي في نفي هذا الخطر إلا أن امتناع إسرائيل عن الانضمام إلى المعاهدة وامتلاكها ترسانة نووية كبيرة تقدر بما يزيد على مئتي رأس حربي نووي يشكل مصدر خطر كبير وتهديداً لأمن المنطقة واستقرارها داعياً كافة الدول الأطراف في المعاهدة إلى وقف التعاون مع إسرائيل في المجال النووي بمختلف أشكاله ما لم تنضم إلى معاهدة عدم الانتشار

وأضاف المعلم.. إن المرء لا يملك أمام التناقض الصارخ وازدواجية المعايير في عالم اليوم إلا أن يتعجب قبل أن يستنكر أن تطالب بعض الدول بفتح كافة منشآتها العلمية والعسكرية وغيرها أمام مفتشي الوكالة الدولية ولا تطالب إسرائيل بالانضمام للمعاهدة وإخضاع منشآتها النووية للرقابة

وقال المعلم.. لابد من طرح السؤال على حماة إسرائيل إلى متى تبقى إسرائيل فوق القانون الدولي وفوق إرادة العالم بأسره وإلى متى يغمض مجلس الأمن عينيه ويغلق أذنيه عن إسرائيل في حين نراه مستنفراً لدراسة فرض عقوبات على إيران

وتابع المعلم.. إن سورية إذ تؤكد على أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتدعم قيامها بالمهام الموكلة إليها بمهنية وحرفية تدعو كافة الدول إلى الحفاظ على دورها وعلى حياديتها وتشدد بشكل خاص على أهمية عدم تسييس عملها فهذا يحرفها عن الهدف الذي وجدت من أجله

وقال المعلم.. لقد ربطت الدول غير النووية الأطراف في المعاهدة انضمامها إليها بتعهد الدول النووية بنزع سلاحها النووي.. ونزع السلاح النووي واحد من أهم المحاور الثلاثة الرئيسية للمعاهدة إلا أن هذا لم يتحقق حتى الآن.. نحن نرحب بما أسفرت عنه المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية في هذا المجال إلا أننا نطالب بالمزيد من الإنجاز في هذا المسار بغية الوصول إلى النزع الكلي والشامل للسلاح النووي

واعتبر المعلم أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية أصبح حاجة ملحة في عالم اليوم وفي كافة المجالات وتتزايد أهمية الدور الذي تلعبه المعرفة النووية بحيث أصبحت من ضرورات التنمية المستدامة للدول

وأكد المعلم على الحق الأصيل غير القابل للتصرف لجميع الدول الأطراف في المعاهدة في امتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية ورفض تفسير أي مادة من مواد المعاهدة بما يقيد هذا الحق الأمر الذي أكدته المادة الرابعة من المعاهدة التي نصت على أنه لا يمكن تفسير أي شيء في هذه المعاهدة على أنه يؤثر في الحق غير القابل للتصرف لجميع أطراف المعاهدة بتطوير بحوث الطاقة النووية وإنتاجها واستخدامها للأغراض السلمية دون تمييز وبهذا الصدد نؤكد على أن اتفاق الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو معيار التحقق من الاستخدام السلمي لهذه الطاقة أما البروتوكول الإضافي فهو وثيقة طوعية وغير ملزمة ويجب أن يبقى كذلك ولا نوافق على أن يكون أداة ملزمة بأي حال من الأحوال

وأضاف المعلم.. إن ربط بعض الدول نقل المعرفة والتكنولوجيا النووية إلى الدول النامية بالتوقيع على البروتوكول الإضافي أمر مخالف لنص المادة الثالثة من معاهدة عدم الانتشار

وجدد المعلم دعم سورية لحق إيران في امتلاك المعرفة وتخصيب اليورانيوم لافتاً إلى تأكيد إيران مراراً أن ما تقوم به هو للاستخدامات السلمية فقط وهذا الاستخدام حق للدول غير قابل للتصرف كما نصت عليه المعاهدة

وتابع المعلم.. إن سورية ترى أن المفاوضات من خلال آلية وكالة الطاقة الذرية هي السبيل للوصول إلى الحل وترفض أسلوب العقوبات أو التهديد باستخدام القوة

وتمنى المعلم في ختام كلمته للمؤتمر النجاح في الوصول إلى تصور مشترك للمواضيع المطروحة للبحث بما يسهم في خلق المزيد من التعاون فيما بيننا لتحقيق الأهداف المرجوة في الأمن والسلم والاستقرار والتنمية شاكراً لإيران مبادرتها لعقد هذا المؤتمر الهام واستضافتها له

خامنئي: أي استخدام للسلاح النووي يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان ويمثل جريمة ضد الإنسانية

وكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد بدأت برسالة من مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي قال فيها إن لشعوب منطقة الشرق الأوسط كما لشعوب العالم أجمع الحق في الاستفادة من التقنية النووية للاستخدامات السلمية لتحقيق رفاه شعوبها وازدهارها

وأضاف خامنئي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.. إن إسرائيل بالإضافة إلى تجاهلها للقرارات الدولية وعدم التزامها بها وامتناعها عن الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي قامت بتحويل الأراضي الفلسطينية المحتلة الى مخزن لترسانة كبيرة من الأسلحة النووية التي تهدد أمن المنطقة مشدداً على أن الإسلام يحرم استخدام الأسلحة النووية

وأوضح خامنئي أن أي استخدام للسلاح النووي يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان ويمثل جريمة ضد الإنسانية مؤكداً حرمة تصنيعه واستخدامه مشيراً إلى أن العلوم النووية تشمل جوانب متعددة والسعي لحيازتها يزداد يوما بعد يوم لافتاً إلى أن من استخدم العلم النووي ضد الآخرين يحاول منع الدول والشعوب من التوصل إليه للاستفادة السلمية منه

الرئيس أحمدي نجاد يدعو لتعليق عضوية الدول المالكة للأسلحة النووية وتشكيل مجموعة مستقلة للإشراف على حظر الانتشار النووي

من جانبه أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ضرورة تجريد العالم من أسلحة الدمار الشامل والحيلولة دون انتشارها مشيراً إلى أن الترسانة النووية الإسرائيلية تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلام الدوليين ومشدداً على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه التهديدات الإسرائيلية للمنطقة

وأعرب أحمدي نجاد عن أمله بأن تتمخض مساعي المؤتمر عن نتائج إيجابية في مجال نزع السلاح النووي مؤكداً أن السلام والأمن هما مطلبان أساسيان لجميع الشعوب والدول المستقلة في ظل عالم ينطوي على تهديد مستمر وسط إخفاق كل الجهود لنزع السلاح النووي حتى الآن

وتساءل أحمدي نجاد.. ألا يعتبر التهديد النووي ضد الدول التي لا تمتلك هذا السلاح دافعاً نحو حيازته ولاسيما أن أول من أنتج واستخدم الأسلحة النووية هو الولايات المتحدة التي جعلت من نفسها دولة عظمى عد استخدامها له

وأشار أحمدي نجاد إلى قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنشر عشرات التقارير ضد الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية في حين أنها لم تنشر حتى الآن أي تقرير حول الترسانات النووية للدول التي تمتلك السلاح النووي وتمارس الضغوط على الوكالة الدولية ضد هذه الدول

ودعا الرئيس الإيراني إلى مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي تحت إشراف الأمم المتحدة كما دعا إلى تعليق عضوية الدول المالكة للأسلحة النووية والدول التي تهدد باستخدامها وتشكيل مجموعة مستقلة للتخطيط والإشراف على حظر الانتشار النووي

وتشارك في المؤتمر عشرات الدول ومئات الشخصيات الدولية بينهم 14 وزير خارجية بالإضافة إلى سياسيين وممثلين عن منظمات دولية من نحو 60 بلدا

ويبحث المشاركون في المؤتمر حق كل البلدان في امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية وسبل جعل العالم خالياً من الأسلحة النووية

وتقام اليوم  ضمن فعاليات المؤتمر جلسات تخصصية تشمل تحديات نزع السلاح والتعهدات الدولية للدول في مجال نزع السلاح وعدم نشر الأسلحة النووية وتداعيات عدم تدمير أسلحة الدمار الشامل والآليات العملية لتحقيق نزع السلاح

  • فريق ماسة
  • 2010-04-17
  • 12977
  • من الأرشيف

رســـالة من الرئيس الأســـد إلى الرئيس الإيراني أحمدي نجاد حول تطورات الأوضاع في المنطــقة

رسالة من السيد الرئيس بشار الأسد إلى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تتعلق بالعلاقات الأخوية بين سورية وإيران وتطورات الأوضاع في المنطقة نقلها وزير الخارجية وليد المعلم أمس وكانت وجهات نظر الجانبين متطابقة إزاء مختلف القضايا التي جرى بحثها خلال اللقاء حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والدكتور حامد حسن سفير سورية في طهران وكانت قد بدأت صباح أمس في طهران أعمال المؤتمر الدولي لنزع السلاح النووي ومنع انتشاره بمشاركة وفد سورية برئاسة الوزير المعلم وقال المعلم في كلمة له أمام المؤتمر إن سورية تولي أهمية كبيرة لمسائل نزع السلاح النووي ومنع الانتشار وهذه من الأمور الهامة التي تشكل هاجساً بالنسبة للمجتمع الدولي بشكل عام وبالنسبة لنا في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص لأن بعض الدول تتعامل مع هذه المسائل من خلال اعتباراتها السياسية ومصالحها الذاتية ولا تتم معالجتها لها على قدم المساواة وأضاف المعلم أن سورية تشارك في كافة الجهود الدولية الرامية الى تحقيق نزع السلاح النووي ومنع انتشاره وتعمل مع الدول الصديقة والمحبة للسلام في إطار الأمم المتحدة هادفة للوصول إلى عالم يسوده السلم والأمن وتسهم في تبني القرارات ذات الصلة في موضوع نزع السلاح وهي عضو فاعل في مؤتمر نزع السلاح في جنيف وأوضح المعلم أن سورية ترى من الأهمية بمكان التركيز على مسائل نزع السلاح النووي ومنع انتشاره وفق أولوية تأخذ بالاعتبار أن السلاح النووي يشكل الخطر الأكبر على السلم والأمن الدوليين وقد اتخذت في هذا المجال خطوات عديدة فانضمت الى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية عام 1969 ووقعت اتفاق الضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1992 وهي تتعاون بشكل كامل مع الوكالة الدولية للطاقة وقامت منذ عام 2003 باسم المجموعة العربية بطرح مشروع قرار على مجلس الأمن يهدف إلى إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط إلا أن القرار لا يزال بـ اللون الأزرق بانتظار توفر الإرادة السياسية لإقراره وقال المعلم.. نحن مقبلون قريباً على حدث بالغ الأهمية وهو مؤتمر مراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية الذي سينعقد في نيويورك وسوف تبذل سورية كل جهد ممكن لإنجاح هذا المؤتمر بالتعاون مع كافة الأطراف المحبة للسلام إيماناً منها بأهمية معاهدة عدم الانتشار ونبل أهدافها ولتحقيق هذا الهدف علينا أن نعمل على تذليل العقبات والصعوبات التي ستواجهنا خلال المؤتمر سعياً للوصول إلى الغاية المنشودة واعتبر المعلم أنه لضمان نجاح هذا المؤتمر يتعين العمل الحثيث على المحاور الرئيسية الثلاثة للمعاهدة وهي نزع السلاح والحد من الانتشار والاستخدامات السلمية للطاقة النووية وذلك بالتساوي دون إغفال أي منها أو العمل على أحدها على حساب الآخر وإلا فقدت المعاهدة مضمونها وضعف إيمان الدول بها وبدورها وأضاف المعلم.. إن وضع محاور المعاهدة موضع التطبيق يقتضي من الدول الأطراف العمل على توفير الشرط الأساسي الضامن لاستمرارية المعاهدة والمتمثل بتحقيق عالميتها فلا يمكن تحقيق تقدم على مسارات المعاهدة دون تحقيق هذا الشرط وقال المعلم.. إن دول المنطقة قامت بالانضمام إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إدراكاً منها لخطورة السلاح النووي على السلم والأمن وإيماناً منها بدور المعاهدة الأساسي في نفي هذا الخطر إلا أن امتناع إسرائيل عن الانضمام إلى المعاهدة وامتلاكها ترسانة نووية كبيرة تقدر بما يزيد على مئتي رأس حربي نووي يشكل مصدر خطر كبير وتهديداً لأمن المنطقة واستقرارها داعياً كافة الدول الأطراف في المعاهدة إلى وقف التعاون مع إسرائيل في المجال النووي بمختلف أشكاله ما لم تنضم إلى معاهدة عدم الانتشار وأضاف المعلم.. إن المرء لا يملك أمام التناقض الصارخ وازدواجية المعايير في عالم اليوم إلا أن يتعجب قبل أن يستنكر أن تطالب بعض الدول بفتح كافة منشآتها العلمية والعسكرية وغيرها أمام مفتشي الوكالة الدولية ولا تطالب إسرائيل بالانضمام للمعاهدة وإخضاع منشآتها النووية للرقابة وقال المعلم.. لابد من طرح السؤال على حماة إسرائيل إلى متى تبقى إسرائيل فوق القانون الدولي وفوق إرادة العالم بأسره وإلى متى يغمض مجلس الأمن عينيه ويغلق أذنيه عن إسرائيل في حين نراه مستنفراً لدراسة فرض عقوبات على إيران وتابع المعلم.. إن سورية إذ تؤكد على أهمية الدور الذي تلعبه الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتدعم قيامها بالمهام الموكلة إليها بمهنية وحرفية تدعو كافة الدول إلى الحفاظ على دورها وعلى حياديتها وتشدد بشكل خاص على أهمية عدم تسييس عملها فهذا يحرفها عن الهدف الذي وجدت من أجله وقال المعلم.. لقد ربطت الدول غير النووية الأطراف في المعاهدة انضمامها إليها بتعهد الدول النووية بنزع سلاحها النووي.. ونزع السلاح النووي واحد من أهم المحاور الثلاثة الرئيسية للمعاهدة إلا أن هذا لم يتحقق حتى الآن.. نحن نرحب بما أسفرت عنه المحادثات بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية روسيا الاتحادية في هذا المجال إلا أننا نطالب بالمزيد من الإنجاز في هذا المسار بغية الوصول إلى النزع الكلي والشامل للسلاح النووي واعتبر المعلم أن الاستخدام السلمي للطاقة النووية أصبح حاجة ملحة في عالم اليوم وفي كافة المجالات وتتزايد أهمية الدور الذي تلعبه المعرفة النووية بحيث أصبحت من ضرورات التنمية المستدامة للدول وأكد المعلم على الحق الأصيل غير القابل للتصرف لجميع الدول الأطراف في المعاهدة في امتلاك وتطوير التكنولوجيا النووية للأغراض السلمية ورفض تفسير أي مادة من مواد المعاهدة بما يقيد هذا الحق الأمر الذي أكدته المادة الرابعة من المعاهدة التي نصت على أنه لا يمكن تفسير أي شيء في هذه المعاهدة على أنه يؤثر في الحق غير القابل للتصرف لجميع أطراف المعاهدة بتطوير بحوث الطاقة النووية وإنتاجها واستخدامها للأغراض السلمية دون تمييز وبهذا الصدد نؤكد على أن اتفاق الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هو معيار التحقق من الاستخدام السلمي لهذه الطاقة أما البروتوكول الإضافي فهو وثيقة طوعية وغير ملزمة ويجب أن يبقى كذلك ولا نوافق على أن يكون أداة ملزمة بأي حال من الأحوال وأضاف المعلم.. إن ربط بعض الدول نقل المعرفة والتكنولوجيا النووية إلى الدول النامية بالتوقيع على البروتوكول الإضافي أمر مخالف لنص المادة الثالثة من معاهدة عدم الانتشار وجدد المعلم دعم سورية لحق إيران في امتلاك المعرفة وتخصيب اليورانيوم لافتاً إلى تأكيد إيران مراراً أن ما تقوم به هو للاستخدامات السلمية فقط وهذا الاستخدام حق للدول غير قابل للتصرف كما نصت عليه المعاهدة وتابع المعلم.. إن سورية ترى أن المفاوضات من خلال آلية وكالة الطاقة الذرية هي السبيل للوصول إلى الحل وترفض أسلوب العقوبات أو التهديد باستخدام القوة وتمنى المعلم في ختام كلمته للمؤتمر النجاح في الوصول إلى تصور مشترك للمواضيع المطروحة للبحث بما يسهم في خلق المزيد من التعاون فيما بيننا لتحقيق الأهداف المرجوة في الأمن والسلم والاستقرار والتنمية شاكراً لإيران مبادرتها لعقد هذا المؤتمر الهام واستضافتها له خامنئي: أي استخدام للسلاح النووي يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان ويمثل جريمة ضد الإنسانية وكانت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر قد بدأت برسالة من مرشد الثورة الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي قال فيها إن لشعوب منطقة الشرق الأوسط كما لشعوب العالم أجمع الحق في الاستفادة من التقنية النووية للاستخدامات السلمية لتحقيق رفاه شعوبها وازدهارها وأضاف خامنئي في كلمته التي ألقاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي.. إن إسرائيل بالإضافة إلى تجاهلها للقرارات الدولية وعدم التزامها بها وامتناعها عن الانضمام إلى معاهدة منع الانتشار النووي قامت بتحويل الأراضي الفلسطينية المحتلة الى مخزن لترسانة كبيرة من الأسلحة النووية التي تهدد أمن المنطقة مشدداً على أن الإسلام يحرم استخدام الأسلحة النووية وأوضح خامنئي أن أي استخدام للسلاح النووي يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان ويمثل جريمة ضد الإنسانية مؤكداً حرمة تصنيعه واستخدامه مشيراً إلى أن العلوم النووية تشمل جوانب متعددة والسعي لحيازتها يزداد يوما بعد يوم لافتاً إلى أن من استخدم العلم النووي ضد الآخرين يحاول منع الدول والشعوب من التوصل إليه للاستفادة السلمية منه الرئيس أحمدي نجاد يدعو لتعليق عضوية الدول المالكة للأسلحة النووية وتشكيل مجموعة مستقلة للإشراف على حظر الانتشار النووي من جانبه أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في الكلمة الافتتاحية للمؤتمر ضرورة تجريد العالم من أسلحة الدمار الشامل والحيلولة دون انتشارها مشيراً إلى أن الترسانة النووية الإسرائيلية تشكل تهديداً حقيقياً للأمن والسلام الدوليين ومشدداً على ضرورة وقوف المجتمع الدولي في وجه التهديدات الإسرائيلية للمنطقة وأعرب أحمدي نجاد عن أمله بأن تتمخض مساعي المؤتمر عن نتائج إيجابية في مجال نزع السلاح النووي مؤكداً أن السلام والأمن هما مطلبان أساسيان لجميع الشعوب والدول المستقلة في ظل عالم ينطوي على تهديد مستمر وسط إخفاق كل الجهود لنزع السلاح النووي حتى الآن وتساءل أحمدي نجاد.. ألا يعتبر التهديد النووي ضد الدول التي لا تمتلك هذا السلاح دافعاً نحو حيازته ولاسيما أن أول من أنتج واستخدم الأسلحة النووية هو الولايات المتحدة التي جعلت من نفسها دولة عظمى عد استخدامها له وأشار أحمدي نجاد إلى قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بنشر عشرات التقارير ضد الدول التي لا تمتلك أسلحة نووية في حين أنها لم تنشر حتى الآن أي تقرير حول الترسانات النووية للدول التي تمتلك السلاح النووي وتمارس الضغوط على الوكالة الدولية ضد هذه الدول ودعا الرئيس الإيراني إلى مراجعة معاهدة حظر الانتشار النووي تحت إشراف الأمم المتحدة كما دعا إلى تعليق عضوية الدول المالكة للأسلحة النووية والدول التي تهدد باستخدامها وتشكيل مجموعة مستقلة للتخطيط والإشراف على حظر الانتشار النووي وتشارك في المؤتمر عشرات الدول ومئات الشخصيات الدولية بينهم 14 وزير خارجية بالإضافة إلى سياسيين وممثلين عن منظمات دولية من نحو 60 بلدا ويبحث المشاركون في المؤتمر حق كل البلدان في امتلاك التقنية النووية للأغراض السلمية وسبل جعل العالم خالياً من الأسلحة النووية وتقام اليوم  ضمن فعاليات المؤتمر جلسات تخصصية تشمل تحديات نزع السلاح والتعهدات الدولية للدول في مجال نزع السلاح وعدم نشر الأسلحة النووية وتداعيات عدم تدمير أسلحة الدمار الشامل والآليات العملية لتحقيق نزع السلاح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة