دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اقترح رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي روجرز ويكر إلغاء قانون قيصر المفروض على سوريا، عن طريق إدخاله ضمن مسودة قانون موازنة الدفاع لعام 2026. ويأتي هذا التطور بعد إعلان فريق التحالف السوري الأميركي للسلام والازدهار في الكونغرس، عن حصوله على موافقه مبدئية من أربعة أعضاء في مجلس النواب لدعم وتمرير مشروع قانون قدمه النائب جو ويلسون بالتعاون مع النائبة مارلين ستدمان لإلغاء قانون قيصر.
وفق مراسل تلفزيون سوريا في واشنطن شعبان عبود. وأشار الفريق إلى أنه التقى بالسيناتور راندبول الذي قدم بدوره مشروعا مشابها في مجلس الشيوخ يهدف إلى رفع العقوبات عن سوريا. وقال ويلسون في تغريدة على منصة إكس أمس عقب لقائه التحالف السوري الأميركي، "ممتن للقاء الأميركيين السوريين لمناقشة العمل الحاسم لإلغاء قانون قيصر. شكرا لكم على جهودكم لدعم سوريا الحرة!".
ماذا يعني تمرير مشروع قانون إلغاء قيصر عبر حزمه ميزانية الدفاع؟
ويقترح مشرعون في الكونغرس الأميركي تمرير مشروع قانون إلغاء "قانون قيصر" عبر حزمة ميزانية الدفاع للعام 2026، في خطوة تعيد إلى الأذهان الطريقة ذاتها التي اعتُمدت عام 2019 لإقرار العقوبات، حين أُدرج القانون ضمن قانون موازنة الدفاع السنوية، وتم التوافق عليه من مجلسي النواب والشيوخ، قبل أن يوقّع عليه الرئيس الأميركي آنذاك، دونالد ترامب.
وأوضح مراسلنا أن هذه الخطوة تعني أن مشروع إلغاء "قيصر" لن يُعرض في جلسة تصويت مستقلة، بل سيُدرج ضمن قانون شامل يُتوقع تمريره تلقائيًا مع بدء السنة المالية الجديدة في الولايات المتحدة مطلع تشرين الأول. وأضاف أن رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ وضع ثقله خلف هذه الخطوة، بعد أن رعى إدراج مشروع إلغاء "قيصر" ضمن موازنة وزارة الدفاع، بدعم من السيناتور الديمقراطي جاك ريد، العضو البارز في اللجنة، ما يعكس وزنًا سياسيًا واضحًا للحملة المطالبة بإلغاء القانون.
ووفق المعطيات، هناك توافق واسع داخل الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين لدعم إلغاء "قيصر"، حيث قُدمت عدة مشاريع قوانين بهذا الاتجاه، أبرزها المشروع الذي طرحه النائب الجمهوري جو ويلسون، وآخر تقدمت به السيناتورة الديمقراطية جين شاهين بالشراكة مع السيناتور راند بول. في المقابل، يواجه مشروع القانون المطروح لتمديد العقوبات لعامين إضافيين معارضة متزايدة، وقد لا يحظى بالدعم الكافي داخل الكونغرس، بحسب مصادر مطلعة، وسط ترجيحات بأن يتم سحبه نتيجة تسببه بخلافات حزبية.
مناخ سياسي مؤيد للإلغاء
قال مراسل تلفزيون سوريا في واشنطن، شعبان عبود، إن أجواء الكونغرس حالياً مختلفة تماماً عن تلك التي سبقت إقرار القانون عام 2019. وأكد أن منظمات سورية أميركية مشاركة في حملات مناصرة لمست هذا التغير خلال لقاءاتها الأخيرة داخل الكونغرس، حيث بدا واضحًا وجود توافق حزبي واسع داعم لإلغاء "قيصر".
وأوضح عبود أن المناخ العام يتماشى مع النهج الذي بدأه ترامب حين تحدث عن إلغاء العقوبات على سوريا بالكامل، مضيفًا أن هذا الدعم السياسي يضع القانون على مسار الإلغاء الفعلي في حال لم تحدث تغيّرات كبيرة. وأشار عبود إلى أن المخاوف الأمنية بعد أحداث السويداء الأخيرة أثارت تساؤلات لدى بعض المشرعين، لكنها لم تؤثر على الموقف العام، الذي لا يزال داعمًا بقوة لإلغاء العقوبات.
متى يُتوقع التصويت؟
تبدأ السنة المالية الأميركية في الأول من تشرين الأول، ويُتوقع أن يصوَّت على موازنة وزارة الدفاع خلال الشهر الجاري أو الذي يليه، على غرار ما جرى في السنوات السابقة. وفي حال لم يتم التصويت في أيلول، فمن المرجح أن يُقر القانون خلال الفترة الممتدة بين أيلول وتشرين الثاني، على أن يُوقع عليه الرئيس الأميركي قبل نهاية العام.
ومن اللافت أن التصويت المرتقب قد يتزامن مع زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما قد يضفي بعداً سياسياً إضافياً على هذه التطورات.
مذكّرة خارجية: إعفاء وفد سوريا من قيود السفر
وفي تطور متصل، كشفت مذكرة داخلية صادرة عن وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن أعفت الوفد السوري من قيود السفر للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة هذا الشهر. وبحسب وكالة "أسوشيتد برس"، فإن هذه القيود التي فُرضت على سوريا منذ أكثر من عشر سنوات تُعدّ من بين الأقل صرامة مقارنة بدول أخرى.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة