دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
خلال الأشهر الماضية، تحولت قرى ومدن الساحل السوري إلى مسرح لعمليات قتل جماعي استهدفت مدنيين، معظمهم من الطائفة العلوية، على إثر هجمات شنتها عناصر موالية للرئيس المخلوع بشار الأسد ضد قوات الأمن. وقد لوحظ أن المسلحين الذين نفذوا المجازر بحق المدنيين لم يكونوا من أبناء الساحل السوري، بل قدموا من محافظات أخرى وحتى من جنسيات أجنبية مثل الأوزبك والشيشان، بالإضافة إلى مقاتلين من آسيا الوسطى. كما أن فصيل "العمشات" الذي أصبح جزءاً من وزارة الدفاع، كان أحد أبرز منفذي عمليات القتل والنهب.
وقالت بهذا الصدد وزارة الداخلية السورية، مطلع شهر مايو الجاري، إن قوات الأمن في محافظة طرطوس غربي البلاد ألقت القبض على العقيد السابق سالم إسكندر طراف، المتهم بجرائم وانتهاكات إبان فترة حكم النظام المخلوع والتورط في أحداث الساحل السوري خلال مارس الماضي.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن القبض على طراف جاء "بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة"، مضيفا أن العقيد السابق شغل عدة مناصب قيادية، أبرزها قيادته للواء 123 في الحرس الجمهوري بمدينة حلب (شمال)، وقبل ذلك قاد الحرس الجمهوري في دير الزور (شرق). وحسب الوزارة ذاتها، فإن طراف عمل على تجنيد وإدارة مجموعة تابعة لفلول النظام السوري المخلوع ثبت تورطها في الهجوم الذي وقع خلال مارس الماضي في منطقة الساحل، وراح ضحيته العشرات من عناصر الأمن والمدنيين.
وبحسب مراقبين، تعاني السلطات السورية الجديدة من صعوبات في السيطرة على جميع القوات في وزارة الدفاع التي تم تشكيلها من جديد، وبسط الامن في المناطق التي يقطنها أقليات، وذلك بسبب احتواء عناصر الأمن والجيش على العديد من المقاتلين المتعصبين الذين قاتلوا سابقًا تحت ألوية تنظيمات إرهابية أساسًا.
وبهذا الصدد رأى المحلل السياسي أنور العمري أن الإدارة السورية الجديدة تعمل على الاستعانة بحلفائها للسيطرة على الوضع الأمني في المناطق المضطربة وخصوصًا في الساحل السوري، ولمنع أي تجاوزات بحق المدنيين.
وأشار العمري أن من بين الحلول المطروحة أمام سلطات دمشق لوقف تجاوزات العناصر المتطرفة والمتعاونين معهم، هو الاستعانة بالشرطة العسكرية الروسية التي كانت تساعد قوات النظام السوري "السابق"، في الحفاظ على الأمن من خلال تسيير دوريات والتنسيق مع الجانب التركي فيما يتعلق بتهدئة الجبهات سابقًا.
وذكر العمري، أن "الشرطة الروسية في البداية تدخلت في المناطق التي ساهمت في السيطرة عليها مع النظام السوري، كالغوطة الشرقية والقلمون الشرقي ومناطق جنوب دمشق ودرعا والقنيطرة، أما المناطق الواقعة غربي دمشق مثل المعضمية وخان الشيح وداريا، الخبرات التي قدمتها القوات الروسية يمكن تطبيقها في الساحل السوري أيضًا.
عبدالرحيم التاجوري* .. كاتب وباحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات
الدولية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة