دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
عادت الهواجس بين السوريين بعد تسجيل إصابات "كورونا الأمعاء" النسخة الجديدة من متحورات فيروس كورونا، ما دفع الأطباء إلى التحذير من احتمال تحوّلها إلى موجة وبائية إذا لم تُتخذ الاحتياطات اللازمة.
الدكتور نبوغ العوا، اختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة، قال لموقع "أثر برس" المحلي، إن النسخة الحالية من الفيروس تتخذ شكلين، الأول هو الشكل التنفسي التقليدي الذي يسبب سعالاً وبلغماً وارتفاع حرارة. أما النوع الثاني تكون أعراضه تنفسية خفيفة كالبحة وضيق النفس، وينتقل خلال 24 ساعة لأعراض هضمية مثل المغص والإسهال والغثيان والإقياء، أو تكون أعراضه مباشرة معوية، مثل تشنج القولون والغثيان وألم المعدة مع أو من دون حرارة.
أعراض صارخة وتفاقم في حدّتها
ويعتقد العوا أن هذا الشكل الجديد لكورونا، موجود منذ البداية، ولكن كانت أعراضه عابرة وخفيفة، أما الآن زادت وباتت تستمر أكثر من أسبوع، فيمكن أن تؤدي إلى اضطراب الشوارد بالجسم نتيجة للإسهال، وبعدها يحتاج المريض لإماحة "تعويض الماء والأملاح المعدنية عبر سيروم أو غيره" وللدخول للمستشفى لتعديل شوارده، حتى لا تتأثر بنية جسمه.
لماذا يُطلق عليه "كورونا الأمعاء"؟
يرجع سبب التسمية إلى أن الأعراض المعوية تكون أكثر وضوحاً وألماً من التنفسية، ما يُميزها عن النسخ السابقة من الفيروس التي كانت ترتكز على الأعراض التنفسية بشكل رئيسي.
لفت العوا إلى أن عدد الإصابات بـ"كورونا الأمعاء" ما يزال محدوداً، وهو أقل انتشاراً من كورونا التنفسي. غير أن الحالات المصابة تعاني أعراضاً طويلة قد تمتد ما بين 10 إلى 12 يوماً رغم تلقي العلاج.
ماذا عن العلاج؟
وبحسب العوا، فإن علاج كورونا لا يقتصر على صنف دوائي واحد، بل يعتمد على الأعراض الظاهرة لدى كل مريض. وتُستخدم عادة مضادات حيوية (انتي بيوتيك)، وخافضات حرارة، وأحيانًا الكورتيزون. وأشار إلى أن كثيراً من المرضى لا يزالون يعتمدون على مضاد "الإزيثرومايسين"، إلا أنه أصبح غير فعّال، وفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية. وأوضح أن أدوية الالتهابات المعوية يمكن أن تسهم في تخفيف الألم وتقليل الإسهال، لكنها لا تعالج الفيروس بشكل مباشر، مشدداً على أن دور الجهاز المناعي يظل أساسياً في مقاومة العدوى.
طرق العدوى وسبل الوقاية
أكد العوا أن "كورونا الأمعاء"
يُعد فيروساً معدياً، وينتقل بشكل رئيسي عبر التنفس، خصوصاً من خلال السعال
والعطاس، وكذلك عبر اللمس من يد ملوثة إلى أخرى.
وحذّر من خطورة التفشي، معتبراً
أن الأمر مرتبط بمدى وعي الناس والتزامهم بالإجراءات الوقائية، مثل ارتداء
الكمامات، تجنب الاختلاط، والحفاظ على النظافة الشخصية.
ولفت إلى أن هذه التدابير قد تمنع
تحوّل الفيروس إلى وباء جديد، محذراً من أن الإهمال سيؤدي إلى زيادة في
عدد الإصابات وانتشار العدوى على نطاق أوسع.
وختم العوا بأن كثرة المتحورات
تعود إلى التغييرات الجينية المتسارعة في الفيروس، مؤكداً أن المتغيرات
الجديدة لم تعد تستهدف الرئتين كما في السابق، بل تميل إلى التأثير على
الجهاز الهضمي، مما يغيّر من طبيعة المرض وطرق التعامل معه.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة