دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يستعد لاستئناف إدخال الغذاء والوقود والأدوية إلى قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، حتى في ظل غياب اتفاق لتبادل الأسرى أو تحقيق نصر عسكري حاسم ضد حركة "حماس".
ووَفقاً للتقرير الذي أعده المحلل العسكري يوآف زيتون، فإن قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش تعمل على بلورة خطة تجريبية لتوزيع المساعدات داخل القطاع عبر منظمات دولية، لكن بإشراف مباشر من الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مشاركة جنود في عمليات التوزيع. ومن المتوقع أن تبدأ التجربة في مدينة رفح جنوبي القطاع، حيث تواصل القوات الإسرائيلية حشدها تمهيداً لعملية برية موسعة. وتعكس هذه الخطوة تنامي المخاوف داخل المؤسسة العسكرية من تداعيات استمرار الحصار، في ظل تحذيرات من "كارثة إنسانية وشيكة" قد تفتح الباب لتحقيقات قانونية دولية ضد قادة الجيش، بسبب ما قد يُعتبر "عقاباً جماعياً" للسكان، وهو ما يشكل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي واتفاقيات جنيف.
رغم هذه التوجهات، قوبل المقترح برفض سياسي بارز من وزير المالية الإسرائيلي "بتسلئيل سموتريتش"، الذي هاجم الفكرة بشدة خلال مؤتمر "شعب الدولة"، قائلاً: "لن تدخل حبة قمح واحدة تصل إلى حماس… هذا خطأ ارتُكب في الجزء الأول من الحرب".
وزعم أن "حماس حصلت على مليار دولار بسبب الطريقة التي تُدار بها المساعدات"، متهماً المنظمات الإنسانية بإيصال الدعم بشكل يخدم الحركة بدلًا من تقويضها.
جيش الاحتلال يخطط لتوزيع المساعدات بشكل مباشر
الصحيفة أشارت إلى أن الجيش ينوي إنشاء مراكز توزيع مؤقتة تخضع لتفتيش صارم، "لمنع تسلل عناصر حماس أو تسرب المساعدات إلى البنية التحتية التابعة لها، مستفيدًا من تجارب سابقة فشلت في ضبط حركة المدنيين والمقاتلين خلال فترات التهدئة".
وضع إنساني كارثي في غزة
يُذكر أن الوضع الإنساني في
القطاع آخذ بالتدهور، وسط تقارير استخبارية تفيد باقتراب نفاد المواد
الغذائية الأساسية خلال أسابيع، ما يفاقم الضغوط على تل أبيب، خاصة في ظل
الانتقادات الدولية المتصاعدة بعد الهجمات الأخيرة على مناطق مكتظة مثل حي
تل السلطان في رفح.
في المحصلة، يرى مراقبون أن خطة
استئناف إدخال المساعدات تعكس تداخل العوامل الإنسانية مع الحسابات
القانونية والسياسية والعسكرية، في وقت تحاول فيه إسرائيل كسر الجمود
السياسي والعسكري، ودفع حماس نحو استئناف المفاوضات بشأن ملف الأسرى.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة