#
  • فريق ماسة
  • 2025-01-28
  • 1880

بعد نجاحها بفرض الأمن وحماية السفارات.. زيارات واتصالات دولية مكثّفة مع حكومة الشرع

لم يكد يمضي الأسبوع الأول على سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر الماضي، حتى استأنفت 8 دول عربية وأوروبية من بينها مصر والعراق والسعودية والإمارات والأردن وإيطاليا عمل بعثاتها الدبلوماسية في دمشق. واليوم، بعد مضي ما يقارب الشهر والنصف على فرار الأسد وتسلّم الإدارة الجديدة لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا، ماتزال الدول والوفود تتوافد إلى دمشق لفتح خطوط اتصال واستئناف عمل سفاراتها، وسط ترحيب ووعود مشدّدة من حكومة دمشق الجديدة بقيادة أحمد الشرع بحماية تلك السفارات والممثليات وضمان أمنها.                                                                                                                              طهران الرسمية تعلنها.. مستعدون لفتح سفارتنا في سوريا في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي خلال تصريحات صحفية، بأنه لا توجد لدى طهران أي مشكلة في إعادة فتح سفارتها في دمشق. كما أنها ستدعم أي حكومة یتم تشكیلها بناء علی طلب الشعب السوري. مؤكداً بأن "طهران ستنظم علاقاتها مع أي نظام حكم ينبثق جماعيا عن رغبة وإرادة الشعب السوري". وأشار إلى أن "استقرار المنطقة وأمنها لن يتحقق إلا من خلال التعاون والتفاهم المتبادل بين دول المنطقة".                                                                   كما عيّن عراقجي، الدبلوماسي رؤوف شيباني، ممثلاً خاصاً للشؤون السورية، للتشاور مع جميع الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك البلدان الصديقة في المنطقة. وبحسب مراقبين، فإن تصريحات عراقجي وتعيينه ممثل خاص للشؤون السورية، تشير بشكل واضح على استعداد إيران لاستئناف عمل بعثاتها الدبلوماسية وسفارتها بدمشق بكامل طاقتها في المستقبل القريب. كما أنها تدل على حصول إيران على تطمينات من الإدارة السورية الجديدة بضمان أمن سفارتها وممثليها في سوريا كباقي سفارات وبعثات الدول العربية والأوروبية التي استأنفت عملها دون أي مخاطر.   وبحسب الخبير في الشأن السوري محمد عمّار فإن، الإدارة السياسية الجديدة لسوريا بقيادة أحمد الشرع قد أرسلت رسالة طمأنة لكل دول المنطقة والإقليم والعالم بأنها تريد تعاون وعلاقات طيبة وقادرة على بسط الأمن أكثر فأكثر تدريجياً. وبحسب عمّار فإن الأمر الإيجابي هو عدم تعرض سفارة أي دولة حتى اللحظة لأي هجوم أو اعتداء بعد تسلم الإدارة السورية الجديدة للسلطة وتشكيل حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال.                                                                   وأكد عمّار بأن تصريحات الشرع، ونهج الإدارة الجديدة، وافتتاح الدول لسفاراتها بدمشق يبعث برسالة طمأنة كبيرة لكل الدول التي لاتزال تتردد بإعادة العلاقات مع دمشق، كما أنه يشير إلى قدرة إدارة الشرع على الالتزام بعهودها وبضبط الأمن في البلاد والتعامل بحزم مع أي شخص يفكر بانتهاك النظام العام. فقضية استعادة العلاقات الدولية وحماية البعثات الدبلوماسية هي قضية صورة وشرعية دولية لحكومة الشرع. ولذلك فإن الحكومة السورية الجديدة سوف تتعامل مع هذا الأمر بحذر شديد، وكذلك مع حماية أي بعثات دبلوماسية أجنبية أخرى، والمواطنين والشركات الأجنبية.                                                                             نشاط دبلوماسي وتوافد دولي إلى دمشق بشكل شبه يومي شهدت العاصمة السورية دمشق في الأيام القليلة الماضية، حراكاً دبلوماسياً دولياً وأوربياً غاب لأكثر من عقد. حيث أعادت إسبانيا فتح سفارتها بدمشق في 16 يناير الجاري، خلال زيارة وزير الخارجية الإسباني خوسيه ألباريس، ولقائه قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، بعد 13 عاما من تعليق أنشطتها في سوريا. وأكد ألباريس بأن رفع العلم الإسباني هنا مرة أخرى هو دلالة على الأمل الذي لدينا في مستقبل سوريا، وعلى الالتزام الذي ننقله للشعب السوري من أجل مستقبل أفضل".                                                                                                            كما التقى الشرع في 17 يناير الجاري وفداً من مفوضية الاتحاد الأوروبي برئاسة حاجة لحبيب، مفوضة المساواة والاستعداد وإدارة الأزمات. مؤكدة دعم الاتحاد الأوروبي لجميع السوريين، ومعلنة عزم الاتحاد إطلاق حزمة جديدة من المساعدات الإنسانية بقيمة 235 مليون يورو لسوريا والدول المجاورة. أما روسيا فقد أكدت على استمرار الاتصالات مع الإدارة الجديدة في سوريا وعلى مواصلة السفارة الروسية عملها في دمشق بشكل طبيعي، وعبرت موسكو عن انفتاحها الكامل على التعاون مع إدارة دمشق ومد يد العون لها لبسط الأمن والاستقرار في البلاد، بحسب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف. وكانت ألمانيا أيضاً قد أرسلت مبعوثين لدمشق بهدف إقامة اتصالات مع السلطات الانتقالية، بعد انقطاع لأكثر من 12 عام. وفي وقت سابق من ديسمبر الماضي أعلنت كل من تركيا وقطر استئناف عمل سفاراتهم بدمشق. كل ذلك يشير إلى التزام الإدارة الجديدة بعهودها بضبط الأمن في البلاد، وحماية البعثات الدبلوماسية، والاستعداد لإقامة علاقات قائمة على التعاون والاحترام المتبادل مع كل دول العالم.                                                                               الكاتب محمد صادق* .. كاتب باحث في شؤون الشرق الأوسط والعلاقات الدولية

المصدر : خاص الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة