دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مع انسحاب روسيا من سوريا وسقوط نظام بشار الأسد، بدأت أوكرانيا بتعزيز
حضورها السياسي والاقتصادي والإنساني داخل البلاد، مستغلة الفراغ الذي تركه
الانسحاب الروسي. تشير التحركات الأخيرة إلى أن كييف تسعى لتطوير شراكة
استراتيجية مع الإدارة السورية الجديدة، مركزة على مجالات حيوية مثل
الإمدادات والمساعدات الإنسانية، ومحاولة الاستفادة من تجربة السوريين
السابقة مع التدخل الروسي الذي دعم النظام السابق.
تعزيز التعاون بين دمشق وكييف وزير
الخارجية السوري في الحكومة المؤقتة، أسعد الشيباني، أكد أن بلاده تسعى
لبناء “شراكة استراتيجية” مع أوكرانيا تشمل جوانب سياسية، اقتصادية،
واجتماعية. جاء هذا الإعلان خلال لقائه بوزير الخارجية الأوكراني، أندريه
سيبيها، في دمشق. سيبيها أشار بدوره إلى أن بلاده سترسل مزيداً من شحنات
المساعدات الغذائية، بما في ذلك 20 شحنة من الدقيق إلى العاصمة السورية.
وفي وقت سابق، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن إرسال 500 طن
من الطحين إلى سوريا، مما يظهر أن أوكرانيا تعتمد على ملف الحبوب كأداة
دبلوماسية لتعزيز علاقاتها مع القيادة السورية الجديدة.
لقاءات سياسية واقتصادية مهمة
إلى جانب الاجتماع بين سيبيها والشيباني، التقى الوفد الأوكراني بقائد
الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع المعروف بـ”أبو محمد الجولاني”، لبحث
فرص التعاون المشترك. وفقاً لوكالة الأنباء السورية الرسمية، تهدف أوكرانيا
إلى لعب دور محوري في إعادة إعمار سوريا وتقديم المساعدات الإنسانية،
بجانب تعزيز حضورها السياسي في المشهد السوري المتغير.
توسيع النفوذ الأوكراني
مع
خروج روسيا من الساحة السورية، تستغل أوكرانيا الفرصة لتعزيز نفوذها وربط
القيادة الجديدة بمصالحها الإقليمية والدولية. ملف الحبوب يمثل أحد أهم
الأدوات التي تعتمد عليها كييف، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني
منها سوريا بعد سنوات من النزاع. كما ترى أوكرانيا، المتأثرة بالغزو الروسي
لأراضيها، أن دعم سوريا يشكل فرصة لإضعاف النفوذ الروسي في المنطقة،
خصوصاً أن موسكو كانت الداعم الأبرز لنظام الأسد لعقود.
التحركات الأوكرانية في سوريا تعد جزءاً من إستراتيجية كييف لإعادة رسم
الخريطة الإقليمية بعد سقوط الأسد. ومع تصاعد التوتر بين كييف وموسكو، تسعى
أوكرانيا لتثبيت موقعها كلاعب إقليمي مؤثر، مستفيدة من الظروف الجديدة في
سوريا لتعزيز تعاونها الثنائي والدولي.
تحديات الإدارة السورية الجديدة
تواجه القيادة السورية الجديدة تحديات ضخمة في تحقيق الأمن والاستقرار،
وحماية البلاد التي تتسم بتعدد طوائفها وأعراقها من الانهيار. منذ وصولها
إلى دمشق، تبنت الإدارة الجديدة خطاباً معتدلاً يهدف إلى طمأنة الأقليات،
بما فيها الطائفة العلوية التي كان ينتمي إليها الأسد، مع تعهدات بتوحيد
البلاد. حالياً، تشهد دمشق زيارات مكثفة من وفود عربية وغربية لبحث مستقبل
التعاون والعلاقات مع الإدارة الجديدة، في وقت تسعى فيه سوريا لإعادة بناء
نفسها بعد حرب مدمرة استمرت لأكثر من 13 عاماً، أدت إلى انهيار اقتصادي
واجتماعي واسع النطاق.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة