#
  • فريق ماسة
  • 2024-12-17
  • 4739

هل تتخلى أمريكا عن كرد سوريا ام لواشنطن أطماع بحصة أكبر من الكعكة السورية

عودة سوريا إلى السوريين حلما طال انتظاره بعد سنوات من الصراع، والدمار الذي خلّفه حكم عائلة الأسد الذي استمر لقرابة 50 عامًا ، فمنذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، شهدت البلاد معاناة عميقة نتيجة القمع الوحشي للنظام، والتدخلات الخارجية، والصراعات المسلحة التي أرهقت الشعب السوري، ودمرت البنية التحتية للبلاد.                                                                                                                                                                                                                                                                                        ومع حلول الثامن من ديسمبر أصبح هذا التاريخ يوم لا ينسى لكل السوريين، حيث تفتح سوريا صفحة جديدة تُتيح للسوريين استعادة وطنهم، والعمل على بناء مستقبل أكثر إشراقًا. لكن هذه المرحلة تأتي مع تحديات كبيرة، وتتطلب جهدا محوريا من جميع الأطراف لتحقيق المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار، وهذا ما تسعى له حكومة الانقاذ السورية بقيادة محمد البشير وهيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع اللذين يسعيان إلى ضمان حقوق جميع الطوائف والمجموعات دون تمييز.                      في هذا السياق، تسعى الحكومة الانتقالية والهيئة في سوريا إلى استعادة الأمن الداخلي، بالإضافة إلى تحرير جميع المعتقلين من قبل نظام المخلوع وسعيهم إغلاق السجون سيئة السمعة، وإعادة بناء الجيش السوري وضمان وحدته، كما تهدف الحكومة إلى طمأنة المواطنين السوريين، هذا وقد دعا محمد البشير ملايين السوريين الذين لجأوا إلى الخارج للعودة إلى وطنهم.                                                                                                                                                                                                                هذا وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، في مؤتمر صحافي: "الحقيقة هي أنه حتى الآن، أرسلت هيئة تحرير الشام والفصائل المسلحة الأخرى رسائل إيجابية إلى الشعب السوري. لقد وجّهت رسائل تدعو إلى الوحدة". والجدير بالذكر إلى أن الحكومة الانتقالية قد منحت روسيا بعض الضمانات بالحياد فيما يتعلق بالقواعد الروسية العسكرية في طرطوس واللاذقية، بالمقابل تتولى روسيا مهمة تدريب وتحسين قدرات الجيش السوري، وهذا ما قد يؤدي إلى زيادة العلاقة بين كل من موسكو والحكومة الانتقالية دمشق. ولكن مع كل هذه التحركات من الحكومة الانتقالية تبقى الأعين على الشمال السوري بالتحديد على مدينة الرقة والحسكة اللتين تشهدان مظاهرات من السكان المحليين المطالبين بخروج قوات سوريا الديمقراطية "قسد" من المدينتين، مؤكدين رغبتهم في الانضمام إلى الحكومة الانتقالية في سوريا. وهذا ما أثار خوف وإستياء الولايات المتحدة الأمريكي، التي تعتبر قسد شريكاً هاماً لها في سوريا، وتحاول واشنطن والتحالف الدولي دعم القوات الكردية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، من أجل حفاظهم على قدم في الشمال السوري الغني بالثروات النفطية، بالإضافة إلى ضمانهم لطرق تهريب النفط السوري من حقول النفط المنتشرة في منطقة الجزيرة السورية إلى قواعدها في العراق، عبر معبري المحمودية والوليد. وتعمل واشنطن وحلفائها على ترسيخ تواجدهم في الشمال عبر زيادة أعداد قواتها، وحماية حقول النفط والغاز في الشمال، بالإضافة إلى زيادة عدد القواعد، والجدير بالذكر إلى أن قوات "قسد" قد سمحت للولايات المتحدة بإقامة 28 منشأة أمريكية، تتضمن 24 قاعدة عسكرية و4 نقاط تواجد، وتأتي هذه التحركات أعقابة قيام فصائل المعارضة بتحرير مدينة دير الزور، بالإضافة إلى تحرير مدينة منبج. وفي نفس السياق، أشار الخبراء المعنيون بالشأن السوري إلى أن الولايات المتحدة تسعى لتعزيز الضغط على الحكومة الانتقالية لحماية حلفائها من الأكراد، من خلال الإبقاء على العقوبات المفروضة على سوريا، بالإضافة إلى تمسكها بأبقاء هيئة تحرير الشام بقيادة رئيسها أحمد الشرع الملقب بالجولاني على قوائم الإرهاب، رغم هزيمتها لعائلة الأسد. وشدد الخبراء إلى أن السياسة الأمريكية لا تُحركها القيم بل الأطماع. وعلينا أن نكون على وعي بأن الحديث عن وحدة سوريا ليس إلا واجهة لسياسة استعمارية جديدة تهدف لإضعاف سوريا واستنزاف ثرواتها، والحقول النفطية الغنية في سوريا هي المحرك الأساسي وراء الأطماع الأمريكية في المنطقة.

المصدر : محمد صادق .. الكاتب والباحث في شؤون الشرق الأوسط


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة