دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن اللاجئين السوريين
المندمجين في المجتمع الألماني “مرحب بهم”، في ظل مطالبات من بعض المحافظين
واليمين المتطرف بإعادتهم إلى سوريا عقب سقوط الرئيس بشار الأسد.
وفي رسالة نشرها عبر منصة “إكس”، شدد شولتس على أن “كل من يعمل هنا
واندماجهم جيد، هو مرحب به في ألمانيا وسيظل كذلك، وهذا مؤكد”. مشيرًا إلى
أن “بعض التصريحات الأخيرة قد أثارت القلق بين المواطنين من أصول سورية”.
بعد سقوط نظام بشار الأسد، بدأت تتصاعد النقاشات السياسية في ألمانيا
حول مصير اللاجئين السوريين، خصوصًا مع بعض التصريحات التي طرحت تساؤلات
حول مستقبلهم. وكان أبرز هذه التصريحات من قادة اليمين المتطرف، الذين دعوا
إلى عودتهم لسوريا، مشيرين إلى أن الأوضاع في سوريا أصبحت أكثر استقرارًا.
زعيمة حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، أليس فايدل، كانت
من أكثر المطالبين بعودة السوريين، حيث صرحت عبر وسائل التواصل الاجتماعي
أن “من يحتفل في ألمانيا بسوريا الحرة، لم يعد لديه أي سبب للبقاء هنا”،
داعية إلى عودتهم الفورية.
من جانبه، عبر ماركوس زودر، زعيم الحزب المسيحي الاجتماعي في بافاريا،
عن موقف مشابه، مشيرًا إلى أنه “عندما يزول سبب اللجوء، لا يوجد مبرر
قانوني لبقاء السوريين في ألمانيا”. وفي خطوة أثارت الجدل، اقترح ينس سبان،
نائب زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي، استئجار طائرات لتسهيل عودة السوريين
الراغبين في العودة مع تقديم ألف يورو لكل منهم للمساعدة.
يأتي هذا في وقت تشهد فيه ألمانيا تحضيرات للانتخابات في فبراير 2024،
ويبدو أن بعض السياسيين يتبنون مواقف متشددة تجاه الهجرة بهدف التأثير على
الناخبين القلقين من تأثير الهجرة على المجتمع الألماني.
على الجانب الآخر، تعرضت هذه التصريحات لانتقادات واسعة من الأحزاب
اليسارية والخضر، حيث اعتبرت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك أن هذه
التصريحات “بعيدة عن الواقع”، مشيرة إلى أن الوضع في سوريا ما زال غير
مستقر، وأنه لا يمكن اتخاذ قرارات مستعجلة بشأن عودة اللاجئين. واعتبرت
بيربوك أن الأوضاع الأمنية والسياسية في سوريا لا تزال غامضة، مما يجعل
عودة اللاجئين مستحيلة في الوقت الراهن.
كما انتقد جان فان أكن، زعيم حزب “دي لينكه” اليساري، هذه الدعوات
للتسفير، معتبرًا أنها جزء من “أجندات شعبوية” تهدف لتحقيق مكاسب انتخابية.
وفي تطور جديد، أعلنت هيئة الهجرة واللجوء الألمانية عن تعليق النظر في
طلبات اللجوء المعلقة للسوريين، والبالغ عددها حوالي 47,270 طلبًا، مشيرة
إلى أن هذا القرار جاء بسبب عدم وضوح الوضع في سوريا.
يبقى الوضع غامضًا بالنسبة للسوريين في ألمانيا، خاصة أولئك الذين
اندمجوا في المجتمع ويشغلون وظائف مهمة مثل الأطباء والممرضين. العودة إلى
سوريا لا تزال غير ممكنة للكثيرين بسبب الوضع الأمني غير المستقر في
بلادهم.
وفي الوقت الحالي، يعيش نحو 700 ألف سوري في ألمانيا، بعضهم حصل على اللجوء
أو الحماية الفرعية. ورغم أن تعليق النظر في طلبات اللجوء لا يعني
بالضرورة وقف قبول لاجئين جدد، إلا أن سياسات الترحيل التي يتبناها بعض
السياسيين قد تزيد من شعور السوريين بعدم الاستقرار.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة