دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
واصلت الطائرات الحربية والطائرات المسيرة التركية تصعيد هجماتها على
المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في شمال وشمال شرق
سوريا، ما أسفر عن خسائر بشرية وأضرار مادية، وذلك بعد أن أعلن حزب العمال
الكردستاني مسؤوليته عن هجوم أنقرة الأخير، رغم نفي “قسد” أي تورط لها في
العملية.
تعتبر هذه الموجة من الغارات الجوية الأعنف منذ عملية “نبع السلام” التي
سيطر فيها الجيش التركي والقوات المتحالفة معه على مدينتي رأس العين وتل
أبيض ومناطق في الحسكة والرقة منذ عدة سنوات. وقد ركزت الهجمات التركية
الأخيرة على منشآت النفط والبنية التحتية الممتدة من جنوب القامشلي وصولاً
إلى أطراف المالكية في الحسكة، مستهدفة محطات النفط والكهرباء والغاز على
امتداد يتجاوز 100 كيلومتر.
شملت الضربات الجوية حقول النفط الرئيسة في منطقة رميلان، بما فيها حقول
عودة، السويدية، سعيّدة، والطفلة، بالإضافة إلى محطة تجميع النفط في تل
عدس، مما تسبب بخسائر كبيرة في الإنتاج. وفي هذا السياق، قالت قوات سوريا
الديمقراطية إنها شنت هجمات على مواقع عسكرية تركية في رأس العين بريف
الحسكة ومنبج بريف حلب، أسفرت عن سقوط قتلى ومصابين في صفوف القوات
التركية، مؤكدة أن هذه الهجمات تأتي في إطار “الدفاع المشروع عن النفس”
رداً على الاعتداءات التركية.
وأفادت مصادر ميدانية بأن القوات التركية نفذت أكثر من 130 ضربة جوية في
غضون أربعة أيام، استهدفت مدن وبلدات الحدود الشمالية من المالكية إلى
أطراف مدينة حلب، منها 120 ضربة بالطائرات المسيرة، و13 ضربة بالطائرات
الحربية، وأكثر من 550 قذيفة هاون ومدفعية. وتهدف هذه الهجمات، بحسب
المصادر، إلى إضعاف الإدارة الذاتية وتدمير بنيتها التحتية، وخاصة قطاع
النفط والغاز، ما قد يؤدي إلى خسائر تُقدر بملايين الدولارات.
وأضافت المصادر أن تركيا تسعى من خلال هذه الضربات إلى إضعاف الاقتصاد
والخدمات في المنطقة، تمهيداً لهجوم بري مستقبلي، رغم عدم وجود أي مؤشرات
حتى الآن على تحركات عسكرية على الأرض. وأكدت أن تركيا تعتبر تبني حزب
العمال الكردستاني للهجوم في أنقرة مبرراً كافياً للقيام بعملية برية.
من جهة أخرى، بدأت آثار القصف التركي تظهر في المناطق المتضررة، حيث
أشار مدير المحروقات في “مقاطعة الجزيرة” التابعة للإدارة الذاتية، جوان
إبراهيم، إلى أن توزيع الغاز والمازوت توقف بسبب الأضرار التي لحقت بمحطات
النفط، ما قد يؤدي إلى تقليص ساعات تشغيل المولدات الكهربائية. واعتبر عصمت
حسن، الرئيس المشترك لهيئة الدفاع في الإدارة الذاتية، أن النزاع الحالي
في تركيا هو مسألة داخلية لا علاقة لها بمناطق شمال شرق سوريا، نافياً أن
تكون الإدارة الذاتية طرفاً في هذا الصراع.
وفي تصريح متلفز، نفى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم
عبدي، تورط قواته في هجوم أنقرة، مؤكداً أن مناطقهم لا تستخدم لشن عمليات
داخل الأراضي التركية، ودعا أنقرة لتقديم أدلة تثبت مزاعمها. وأشار عبدي
إلى أن تركيا تهدف من خلال هذه الهجمات إلى تدمير الإدارة الذاتية وتقويض
الاستقرار في مناطق شمال شرق سوريا.
من جانبها، أكدت مصادر أمنية تركية أن العمليات التركية ضد حزب العمال
الكردستاني ووحدات حماية الشعب في سوريا والعراق ستستمر حتى تحقيق الأهداف
المحددة، مشيرة إلى استهداف 120 موقعاً حتى ليلة الجمعة.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة