دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
حوار خاص للرئيس التنفيذي لبنك الشام -السيد أحمد اللحام- مع مجلة البيان اللبنانية في عددها الخاص لعام 2024 :
1. كيف تقيمون القطاع المصرفي في بلدكم خلال العام 2023؟ في الوقت الذي تشهد فيه البلاد تحديات سياسية واقتصادية كبيرة يزداد يوماً بعد يوم دور القطاع المصرفي في دعم وتمويل مختلف القطاعات الاقتصادية وتنفيذ التوجهات الحكومية. حيث صدر خلال العام 2023 عدد من القرارات المهمة نحو التحول الرقمي ودعم القطاعات الإنتاجية بشكل عام والقطاعات المختلفة وذلك تلبية للمتطلبات المتعلقة بضرورة إعادة النظر بضوابط وسقوف قطاعات منح التسهيلات الائتمانية مما ساعد المصارف على توظيف أموالها بالشكل الأمثل، وزادت القدرة على المنافسة واستقطاب إيداعات جديدة وتقديم تمويلات مختلفة بضوابط معينة وبدون سقوف محددة الأمر الذي يصب في مصلحة الاقتصاد الوطني.كما شهدت معظم المصارف السورية نموا جيدا في معدلات نمو التمويلات والربحية، وسعى عدد كبير منها لتعزيز وتدعيم رؤوس أموالها وذلك تلبية لمتطلبات الأنظمة والقوانين المعمول بها، بالإضافة لما لذلك من فائدة على هذه البنوك في ضمان استقرارهاواستمراريتها.
2. لا شك أن تحديات التضخم وارتفاع أسعار الفائدة والتغير المناخي هي مواضيع الساعة، وحالياً الحرب المندلعة في غزة، كيف تقرأون انعكاساتها على اقتصاديات العالم العربي؟ وتحديداً على البنوك العربية؟صحيح التضخم النقدي هو من أكبر الآفات الاقتصادية منذ التعامل بالنقد الورقي غير المرتبط بالمعادن الثمينة منتصف القرن الماضي والذي لم يتم إيجاد حلول له بقدر ما تقوم الدول والحكومات بمعالجة الآثار الناتجة عن التضخم ، ومنذ أزمة كورونا وحرب أوكرانيا ثمت ضغوط تضخمية كبيرة في العالم وكان لها بالغ الأثر على الأوضاع المعيشية لمعظم السكان لاسيما في دول الشرق الأوسط ومنها الدول العربية ، وباعتبار التضخم هو مؤشر نقدي بشكل أساسي فإن القطاع المصرفي من أكثر القطاعات تأثراً في حالالات التضخم الكبير وهو من يعاني من آثاره ويقع عليه عبئ علاج آثار التضخم والتعامل مع آثاره، وتأتي الحرب الغاشمة على غزة وتداعياتها لاسيما الأثر على الملاحة العالمية واستخدام طرق بحرية بديلة أو ارتفاع كلف التأمين على البضائع المارة في كل من قناة السويس ومضيق باب المندب لتشكل ضغوط تضخمية إضافية بالإضافة إلى أن الحرب في المنطقة بحد ذاتها يزيد من المخاطر السياسية لدول المنطقة كافة وبالتالي يخف جاذبيتها للاستثمار بشكل عام والاستثمارات الخارجية بشكل خاص لاسيما الطويل الأجل وكما هو معروف فإن الاستثمار المباشر في أي اقتصاد له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد وانخفاضها أيضاً يزيد من الضغوط التضخمية على اقتصاديات المنطقة.
3. كيف تأقلمتم مع التطور التكنولوجي والتحول الرقمي ؟ وما كانت آثاره على الخدمات المصرفية ورضا العملاء؟ حرص بنك الشام على تبني استراتيجة التحول الرقمي للخدمات والمنتجات منذ مطلع عام 2021 ويأتي وضع استراتيجيّة التّحوّل الرّقمي للخدمات والمنتجات منسجماً مع التّوجّهات الحكومية والخطط الاستراتيجيّة الوطنيّة بذلك الخصوص. كما أطلق بنك الشام باقة من الخدمات الكترونية تساعد في الانتشار على نطاق واسع والوصول الى اكبر شريحة من العملاء من خلال استخدام القنوات الالكترونية لاسيما بوابة الدفع الالكتروني Cham pay والتي تمكن من اتمام عملية شراء السلع التجارية Online من المتاجر الالكترونية بشكل آمن وسريع ، ونشر أجهزة نقاط البيع لاتمام عمليات الدفع الالكتروني والابتعاد عن التسديد النقدي وحقق نسبة نمو الأكبر بين البنوك العاملة في المبيعات عبر أجهزة نقاط البيع POS خلال عام 2023 .كما قام بنك الشام بتعزيز عملية التحول الرقمي من خلال تقييم البنية التحتية ووضع معايير تساعد في تحقيق جودة الخدمات وتطبيق البرمجيات والأدوات التي تلبي الاحتياجات الحالية والمستقبلية عبر تطبيق معيار المواصفة القياسية لنظام أمن المعلومات ISMS وفق الاصدار 27001/2013 حيث ساعدت وبشكل كبير في مواجهة تحديات التحول الرقمي عبر تأمين أمان مكونات البنية التحتية من برامج وقواعد بيانات ومنصات وتميزت بالجودة العالية والحداثة المتطورة وأثبتت التجربة بالتحول الرقمي في بنك الشام نجاحها من خلال نتائج استبيان رضا العملاء عن عام 2023 والتي استهدفت شريحة من العملاء قامت باستخدام القنوات المصرف الالكترونية وكانت نسبة الرضا 70%.
4. ماهي أهم إنجازاتكم (بما فيها نتائج المصرف) للعام 2023؟ حقق بنك الشام نتائج مالية مميزة على مدار السنوات الأخيرة، مكنته من رفع رأسماله بنسبة 140% عما كان عليه عند التأسيس، كما حقق أرباحاً صافية تجاوزت ال16 مليار ليرة سورية حتى نهاية الربع الثالث للعام 2023 وذلك بعد استبعاد أثر الأرباح غير المحققة الناتجة عن إعادة تقييم مركز القطع البنيوي. وتبنى البنك استراتيجية قائمة على أسس متينة وواضحة، والتزام بشكل دائم بتقديم خدمات مصرفية مبتكرة، فضلاً عن تطبيق أعلى معايير الحوكمة، والتزم بتوجيهات مصرف سورية المركزي، كل ذلك مهّد الطريق نحو التقدم والتطور الدائم وتحقيق أفضل النتائج التي ظهرت في مؤشرات مالية متعددة أهمها ارتفاع معدلات النمو في الموجودات والودائع والأرباح وحقوق المساهمين، وانعكس هذا الأثر واضحاً على سعر سهم بنك الشام من خلال تداولاته في سوق الأوراق المالية السورية ووصل إلى مستويات عالية ومنافِسة مقارنة مع البنوك الأخرى على صعيد القطاع المصرفي في سورية.وعمل البنك على إطلاق العديد من الخدمات والمنتجات في إطار تفعيل دور البنك في تحقيق النفاذ المالي، ومنها خدمة المكتب المتنقل "نجمتنا عندك" الأول من نوعه في سورية وذلك في إطار مواكبة التطور في مجال انتشار المصارف وخدماتها وبما يلبي احتياجات المتعاملين، وتم إطلاق منتج بدايتي وهو منتج موجه لطلاب التعليم العالي ( معاهد متوسطة – جامعات – مدارس ) يستهدف الفئة الشبابية تمكنهم من فتح حساب ادخار بتسديد الاقساط المترتبة عليهم دراسياً والاستفادة من برامج التمويل ومزايا الباقات الاكترونية المرتبطة بالمنتج، كما تم التعاون مع العديد من شركات الحوالات المالية وذلك لتنفيذ الحوالات المالية الداخلية من والى حسابات المتعاملين في بنك الشام تتلخص في تسهيلات مختلفة منها تسديد الاقساط / تغذية الحسابات الالكترونية في البنك، وتم تطوير تطبيق الموبايل البنكي ليشمل خدمات جديدة ومتنوعة.
5. ماهي خططكم المستقبلية للعام 2024؟ وفي ضوء الخطة الاستراتيجية المعتمدة، تم إعداد خطة تشغيلية للعام 2024 ارتكزت أهم أهدافها التشغيلية على تطوير الخدمات والمنتجات إن كان على صعيد الخدمات الإلكترونية لتلائم التطور المنشود في التحول الرقمي وبنية الدفع الإلكتروني الوطنية، وكذلك التوسع في المحفظة التمويلية في ظل التوجهات الحكومية والسلطة النقدية في دعم القطاع الإنتاجي لاسيما الصناعة الوطنية خاصة تلك التي تشكل بديل للمستوردات إضافة إلى رفع الكفاءة التشغيلة في ظل التخضم الكبير الحاصل لاسيما في حوامل الطاقة، بما يضمن تحقيق دخل تشغيلي يؤمن استمرارية البنك بنشاطه وتقديم خدماته رغم الظروف والصعوبات المستجدة المحيطة ببيئة العمل.حيث نسعى لتطوير قنوات التوزيع الإلكترونية بما يتاسب مع تطور بنية الدفع الإلكتروني الوطنية واستكمال ربط شبكة الصرفات الآلية ATM مع الشبكات الوطنية المختلفة وصولاً إلى خدمة 24/7 لكافة الصرافات الآلية داخل مواقع البنك وخارجه، وزيادة نشر أجهزة نقاط البيع POS الخاصة ببنك الشام المربوطة مع شبكة فاتورة وتوسيع ربطها مع الشبكات الأخرى العاملة في الجمهورية، وتطبيـق خطـة انتشـار جغرافـي ذكـي عبـر التوسـع مـن خـلال القنـوات المختلفـة وعمـل اتفاقيـات مـع شـركات وجهـات وفق الأنظمة النافذة لضمان خدمة جمهور المتعاملين بأوسع نطاق ممكن، كما نعمل على تحقيق نمو في محفظة التمويل التجاري مع مراعاة التوسع في تمويل القطاع الإنتاجي لاسيما الصناعي بحسب القررات الجديدة للسلطة النقدية إضافة إلى مشاريع الطاقة المتجددة والمشاريع المتوسطة والصغيرة SMEs، والتوسع في تقديم خدمات ومنتجات مصرفية مبتكرة وبجودة عالية متوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية للبنك وتكريس الظهور الإعلامي بما يعكس قيمه ورسالته، بما يساهم في رفع درجة رضا المتعاملين.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة