#
  • فريق ماسة
  • 2023-11-26
  • 5822

من أوكرانيا إلى إسرائيل ..النازية تبعث من جديد

اعتقد قادة العالم مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وبعد كل الدمار الذي شهدته أغلب بلدان أوربا وآسيا والضحايا الذين سقطوا في مختلف الدول , أنه تم القضاء على النازية وأن العالم سينعم بالسلام والطمأنينة... وكم كان اعتقادهم خاطئا لأننا اليوم نشهد ونتابع انبعاث النازية الجديدة التي قد تكون أسوأ من نازية هتلر ومن تحالف معه من القادة المهووسين مثله بنقاء الأعراق وتسيدها على باقي البشر . لقد فقدت  البشرية أكثر من ستة وستين مليونا من مختلف الدول والأعراق والأجناس وكانت جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق الأكثر تضحية إذ وصل عدد الذين استشهدوا من مدنيين وعسكريين إلى ما يزيد عن ستة وعشرين مليونا من الأبرياء لكن كل هذه التضحيات التي قدمها العالم أجمع تكاد تضيع هباء منثورا , لأن دول الغرب  تناست ذلك كله وعادت إلى سيرتها الأولى في دعم التطرف العرقي والديني حفاظا على مصالحها واستمرار هيمنتها ونهبها لثروات الشعوب. انهار الاتحاد السوفييتي وبانهياره اعتقدت دول الغرب أنها صارت قادرة على تسيد العالم والسيطرة عليه و حكَم العالم قطب أوحد وحيد بزعامة الولايات المتحدة ودول حلف الناتو حيث عاث هذا القطب فسادا في دول العالم ونشر الحروب العرقية والدينية من أفغانستان إلى العراق إلى دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية وكان أسوأ ما فعلته دول الناتو هو دعمها لحركات النازية الجديدة والتي انتشرت في دول أوربا بين الأجيال الجديدة التي لم تعش الحرب ومآسيها وتم تغذية توجهاتها النازية بأفكار جديدة عن النقاء العرقي وطرد الأجانب والتمييز العنصري وغيرها من الحركات التي ظهرت إلى الوجود في معظم دول أوربا وخاصة في دول المعسكر الاشتراكي السابق . قدمت الولايات المتحدة الدعم الكبير لأحفاد النازيين وكان الشكل الأكثر فظاعة هو مساعدتها على عودة النازيين بزعامة أحفاد النازي الكبير بانديرا الذي تحالف مع النازيين الألمان ضد أبناء وطنه وسهل لهم احتلال أوكرانيا وقتل مئات آلاف الأوكرانيين , وشجعت الولايات المتحدة الحركة القومية النازية في أوكرانيا التي اتخذت من بانديرا مثالا لها وزعيما روحيا لحركة نازية جديدة نفذت جرائمها  ضد المواطنين الأوكرانيين وخاصة الناطقين بالروسية من بينهم في مناطق دانيتسك والدونباس ولوغانسك وغيرها من الأقاليم الروسية التي تم ضمها إلى أوكرانيا . الدولة الروسية التي دفع أبناؤها النصيب الأكبر من التضحيات في الحرب ضد النازية كانت أول من انتبه إلى إيقاظ الحركة النازية في أوكرانيا ولكن العالم تعامل بكثير من الاستخفاف، مع اتهامات روسيا لأوكرانيا بالنازية، لكنّ الوقائع تثبت أنّ كلام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المتكرر عن النهج النازي للحكومة الأوكرانية  قريب من حقيقة تثبت الأخيرة صحتها ، عندما كرمت  "ستيبان بانديرا"، مجرم الحرب النازي الأوكراني، الذي ارتكب مجازر بحق 130 ألف شخص معظمهم من البولنديين والأوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية وأقيم للمجرم نصب تذكاري، في مدينة لفوف واحتفالاً تكريمياً له شارك فيه عدد كبير من الأوكرانيين ومن أعضاء البرلمان الأوكراني الذين لوحوا بأعلام الميليشيا النازية التي أسسها عام 1942..  وقبل ذلك، نشر البرلمان الأوكراني صورة في موقع "تويتر" تظهر رئيس أركان القوات المسلحة الأوكرانية، فاليري زالوزني، الذي وقف أمام صورة بانديرا، مكرراً كلامه الذي قاله قبل عشرات السنين: "النصر الكامل للقومية الأوكرانية سيتحقق عندما تنتهي الإمبراطورية الروسية من الوجود". وبدأ النازيون الأوكرانيون بدعم من حكومتهم ومن دول الغرب ممارسة الفظائع ضد المواطنين الناطقين بالروسية وبدأ الناتو بدعم أوكرانيا ممهدا لحرب يتحقق فيها إنهاء الصعود الحضاري والعلمي والعسكري لروسيا , ومنعها من أن تأخذ دورها الحضاري والاقتصادي على مستوى العالم استمرارا لهيمنة القطب الأوحد الأمريكي على مقدرات العالم . إن فظائع النازيين الجدد في أوكرانيا ما هي إلا تكرار لفظائع أجدادهم من القوميين الأوكرانيين الذين خانوا وطنهم ووقفوا بزعامة بانديرا إلى جانب الهتلريين .. ولو لم تقم روسيا بالدفاع عن مصالحها الوطنية وخوضها للحرب ضد الحكومة الأوكرانية برئاسة المهرج زيلينسكي لكانت أفواج النازيين الجدد بدعم من الناتو في طريقها إلى الحدود الروسية الأوكرانية . ارتكبت عصابات النازيين الأوكرانيين الفظائع ضد المواطنين الآمنين ودمرت البيوت والمدارس والمراكز الصحية والمنشآت الخدمية وقتلت ومثلت بجثث الآلاف من المواطنين وبخاصة الأطفال والنساء وكبار السن وارتكبت كل هذه الجرائم والمجازر بدعم مطلق من الحكومة الأوكرانية وداعميها من دول الناتو , التي تستمر في دعم الحكومة الأوكرانية وقدمت لها الأسلحة ومختلف أشكال الدعم بمئات المليارات من أموال دافعي الضرائب فيها سعيا لتدمير روسيا وجيشها .  الناتو لا يدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا فقط بل إن دعمه يمتد إلى الحركة الصهيونية ممثلة بدولة الاحتلال إسرائيل , و إن دعمه العسكري  للعدوان الاسرائيلي الحالي على غزة تجاوز أي دعم قدم لأوكرانيا.... وما المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية إلا تكرار لمجازر النازيين الهتلريين والنازيين من أتباع بانديرا ضد المواطنين العزل والأطفال والنساء وما كان الصهاينة بقادرين على ارتكاب هذه المجازر لولا الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة ودول الغرب الاستعماري من سلاح وذخيرة ودعم في المحافل الدولية سعيا لاستمرار العدوان وقتل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء . إن الصهاينة اليوم والذين يزعمون أنهم كانوا ضحايا النازية الهتلرية يرتكبون من الفظائع والجرائم ضد الفلسطينيين العزل بدعم من دول الناتو ما يتجاوز بكثير جرائم النازية الألمانية ضد الشعوب في آسيا و أوربا والحركة الصهيونية التي تؤمن بأن أتباعها من اليهود هم شعب الله المختار تتساوى في ذلك مع النازية الهتلرية التي آمنت بالنقاء العرقي للألمان , وآلة القتل الإسرائيلية في فلسطين المحتلة تشبه إلى حد كبير آلة القتل النازية الأوكرانية في قتلها للأبرياء والمواطنين العزل وكلاهما يستعين بدعم دول الناتو التي ترفع شعارات الحرية والديموقراطية عناوين فارغة أمام شعوبها بينما تستمر في استغلال خيرات شعوب العالم الثالث وتدعم فيها كل أشكال الديكتاتورية والظلم للحفاظ على مصالحها ..لكن المثير للأمر أن شعوب هذه الدول وقفت ضد مواقف حكوماتها وتظاهرت معلنة وقوفها إلى جانب الشعوب المظلومة كاشفة ألاعيب هذه الحكومات وكذبها ونفاقها . وكما قلنا في البداية فإن دول الناتو وعلى رأسها الولايات المتحدة تستمر في دعم التطرف والنزعات القومية والانفصالية خدمة لمصالحها , لكن الأيام أثبتت أن هذه السياسات فشلت في كثير من دول العالم وأن العالم لم يعد يقبل أن تقوده سياسات القطب الواحد إلى الدمار والهلاك وانكشفت الولايات المتحدة ومن لف لفها من دول الغرب أمام شعوب العالم التي تطالب بعالم متعدد الأقطاب حفاظا على الأمن والسلام الدوليين .

المصدر : محطة أخبار سورية


#
#
#
#

اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة