#
  • فريق ماسة
  • 2023-11-11
  • 6247

بمشاركة الرئيس الأسد… القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الرياض تبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة

بمشاركة السيد الرئيس بشار الأسد، عقدت في العاصمة السعودية الرياض اليوم القمة العربية الإسلامية الاستثنائية لبحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وخلال افتتاح القمة، قال ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود في كلمة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود: يأتي انعقاد هذه القمة في ظروف استثنائية ومؤلمة، ونؤكد في هذا الصدد إدانتنا ورفضنا القاطع لهذه الحرب الشعواء التي يتعرض لها أشقاؤنا في فلسطين وراح ضحاياها آلاف المدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ، ودمرت فيها المستشفيات ودور العبادة والبنى التحتية، مبينا أن المملكة بذلت جهوداً حثيثة منذ بداية الأحداث لحماية المدنيين في قطاع غزة، واستمرت بالتشاور والتنسيق مع أشقائها والدول الفعالة في المجتمع الدولي لوقف الحرب. وجدد ابن سلمان مطالبة السعودية بالوقف الفوري للعمليات العسكرية وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين وتمكين المنظمات الدولية الإنسانية من أداء دورها، مشيراً إلى أن الكارثة الإنسانية التي يعانيها القطاع تشهد على فشل مجلس الأمن والمجتمع الدولي في وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، وتبرهن على ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيقها، وتهدد الأمن والاستقرار العالمي، ما يتطلب جهداً جماعياً منسقاً للقيام بتحرك فعال لمواجهة هذا الوضع المؤسف، والعمل معا لفك الحصار بإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وتأمين المستلزمات الطبية للمرضى والمصابين في غزة. وشدد ولي العهد السعودي على رفض بلاده القاطع لاستمرار العدوان والاحتلال والتهجير القسري لأهالي غزة، محملاً سلطات الاحتلال مسؤولية الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني ومقدراته، ومشيراً إلى أن السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة هو إنهاء الاحتلال والحصار والاستيطان وحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: يعتقد الاحتلال الإسرائيلي أن قوته ستحميه وترهبنا وأقول: إننا أصحاب الأرض والقدس والمقدسات، وعلم فلسطين سيبقى عالياً والاحتلال إلى زوال، وسنواصل صمودنا في أرضنا، ولن نتخلى عن حقوقنا المشروعة، ونرفض كل مخططات الاحتلال التي تستهدف شعبنا، مبيناً أن من يحمي الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم تراق في فلسطين، وعلى المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة وقف العدوان والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وطالب عباس مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته لوقف العدوان الغاشم على غزة فوراً، وتأمين إدخال المواد الطبية والغذائية وتوفير المياه والكهرباء والوقود للقطاع، ومنع تهجير أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس، وبإقرار حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار الأممي 194 بضمانات دولية وجدول زمني للتنفيذ. ودعا الرئيس الفلسطيني إلى حشد الدعم الدولي لتمكين مؤسسات دولة فلسطين من مواصلة مهامها لدعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، بما يشمل إعادة إعمار قطاع غزة، وتوفير الموارد من أجل النهوض بالاقتصاد الفلسطيني. من جهته أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أن الكيان الصهيوني يرتكب في غزة أبشع الجرائم التي شهدها التاريخ وأغلب ضحاياه نساء وأطفال، ويقصف المستشفيات وينتهك قواعد القانون الدولي، مشيرا إلى أن اليوم هو يوم العمل، وهو يوم تاريخي للدفاع عن المسجد الأقصى، ويوم صراع الحق ضد الباطل. وأوضح رئيسي أن الكيان الصهيوني أسقط ما يعادل 7 قنابل ذرية على قطاع غزة بدعم من الولايات المتحدة التي دخلت الحرب إلى جانبه، وترسل له شحنات الأسلحة، وتؤمن له الحماية في مجلس الأمن، فهي الآمرة والمتآمرة في هذه الحرب وهي التي أججتها بعد أن قتلت الملايين في شتى أنحاء العالم، بما فيها سورية والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية. وأشار الرئيس الإيراني إلى ضرورة أن تمسك الدول الإسلامية بزمام الأمور في ساحاتها، والعمل على وقف جرائم الكيان وهجومه العدواني على غزة وفتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات إليها، ومقاطعة التجارة والتعاون مع الكيان، والعمل على تشكيل محكمة دولية لمعاقبة مجرمي الاحتلال والمجرمين الأمريكيين الضالعين في عمليات الإبادة الجماعية والمجازر ضد الإنسانية في غزة. وأكد رئيسي أن أرض غزة للفلسطينيين، وعلى الاحتلال الخروج منها، ورفع حصاره عنها، وأن الحل المستدام للقضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، مشدداً على وجوب دعم الشعب الفلسطيني في تصديه للكيان والحل الوحيد هو المقاومة، ففلسطين اليوم هي المعيار للكرامة الإسلامية والإنسانية. ولفت رئيسي إلى أن العدو الصهيوني يتوعد قطاع غزة بقصفه بقنبلة نووية، متسائلاً ماذا ينتظر المجتمع الدولي أكثر من ذلك ليتحرك، فالبرنامج النووي للكيان الصهيوني الوحيد الذي لا تشرف الهيئات الدولية عليه. وحيا رئيسي الشعب الفلسطيني المقاوم قائلاً: السلام على القدس الشريف وعلى غزة وأهلها الذين جسدوا المعنى الحقيقي للمقاومة والصمود أمام أعتى آلة حربية في العالم، نقبل أيادي المقاومة في غزة، ونحيي المقاومة العزيزة والدماء التي سفكت ظلماً في فلسطين ولبنان. بدوره أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، أن هذه القمة تأتي في ظروف عصيبة تتمثل بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي على مدار الساعة في محاولة لتصفية القضية الفلسطينية وحقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني، مجدداً رفض بلاده سياسات الانتقام والعقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، ودعمه إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. وأشار رشيد إلى أن ما يرتكبه الاحتلال في غزة تجسيد لسياسته العنصرية القائمة على التهجير والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتهويدها، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإدانة العدوان الممنهج على غزة والعمل على وقفه فوراً والسماح لقوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى الأراضي الفلسطينية فوراً ومن دون قيود. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لفت إلى أن القمة العربية الإسلامية تأتي والوقت يمر ثقيلاً على أهالي غزة الأبرياء الذين يتعرضون للقتل والحصار، ويعانون من ممارسات لا إنسانية تعود بنا إلى العصور الوسطى وتستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي إذا أراد الحفاظ على الحد الأدنى من مصداقيته السياسية والأخلاقية. وجدد السيسي إدانة مصر لقتل وترويع المدنيين وجميع الأعمال المنافية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وسياسات العقاب الجماعي بحق أهالي غزة من قتل وحصار وتهجير قسري وهي غير مقبولة وينبغي وقفها على الفور، مطالباً المجتمع الدولي ولا سيما مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته والوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار في القطاع بلا قيد أو شرط، ووقف جميع الممارسات التي تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين إلى أي مكان داخل أو خارج أرضهم، وضمان النفاذ الآمن والسريع والمستدام للمساعدات الإنسانية، وإجراء تحقيق دولي في كل ما تم ارتكابه من انتهاكات ضد القانون الدولي، وضرورة تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بفلسطين. وأشار السيسي إلى أن مصر حذرت مراراً وتكراراً من مغبة السياسات الأحادية، كما تحذر الآن من أن التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسع المواجهات العسكرية في المنطقة، وأنه مهما كانت محاولات ضبط النفس فإن طول أمد الاعتداءات وقسوتها غير المسبوقة كفيلان بتغيير المعادلة وحساباتها بين ليلة وضحاها. العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بين أن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يتعرض للقتل والتدمير وحرب بشعة يجب أن تتوقف فوراً، مشيراً إلى أن المنطقة قد تصل إلى صدام كبير يدفع ثمنه الأبرياء وتطول نتائجه العالم كله. وأوضح الملك عبد الله أن الظلم الذي يطول فلسطين وشعبها لم يبدأ قبل شهر بل هو امتداد لأكثر من سبعة عقود سادت فيها عقلية الاعتداء على المقدسات والحقوق، وغالبية ضحاياها المدنيون الأبرياء، لافتاً الانتباه إلى أن العقلية ذاتها تريد تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة، وتستهدف المساجد والكنائس والمستشفيات وتعتقل الأطباء وفرق الإنقاذ والإغاثة وحتى الأطفال والشيوخ والنساء. وأشار الملك الأردني إلى أنه لا يمكن السكوت عن الأوضاع الكارثية التي تخنق الحياة في القطاع وتمنع وصول العلاج إلى الجرحى والمرضى، ولا يمكن القبول بمنع الغذاء والدواء والمياه والكهرباء عن أهل غزة، فهذا السلوك جريمة حرب يجب أن يدينها العالم، ويجب أن تبقى الممرات الإنسانية مفتوحة ومستدامة وآمنة، مؤكداً أن الظلم الواقع على الأشقاء الفلسطينيين هو دليل على فشل المجتمع الدولي في إنصافهم وضمان حقوقهم في الكرامة وتقرير المصير وإقامة دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر : سانا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة