دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مع
تصاعد العدوان الاسرائيلي الهمجي على غزة وتحول اهتمام العالم نحو تطورات
الأحداث في فلسطين المحتلة , غابت أخبار الدمية الأوكرانية زيلينسكي عن
الأخبار في أغلب وسائل الإعلام والتواصل في العالم , وتراجع الاهتمام
بأخبار الحرب في أوكرانيا بل إنها تكاد تغيب نهائيا ولم يعد أحد يسال عما
يحصل هناك . ورغم أن زيلينسكي يهودي ويحمل الجنسية الإسرائيلية إلا أن
الإدارة الأمريكية رفضت طلبه مرافقة بايدن في زيارته الداعمة لإسرائيل
وطلبت إليه البقاء في أوكرانيا والاستمرار في قيادة محاولات الهجوم المضاد
على القوات الروسية والذي فشل فشلا ذريعا أمام صمود الدفاعات الروسية رغم
كل الأسلحة المتطورة التي قدمت إليه من مختلف دول الناتو .
لقد
ظهر الحجم الحقيقي لاهتمام الرأي العام العالمي بالحرب في أوكرانيا وتبين
أن ما حصل ويحصل هناك لم يكن إلا بروباغاندا غربية سعت إلى النفخ في نار
الحرب وفبركة اهتمام العالم بما يحصل . لقد قاربت الحرب في أوكرانيا على
السنتين وظهرت إلى العلن علائم الملل والضيق الشعبي من استمرار دعم
الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة للعصابة الحاكمة في أوكرانيا
ودعمها بمئات المليارات من الدولارات المقتطعة من أموال دافعي الضرائب في
تلك الدول . ونظرة مقارنة بين ما شهده العالم وخاصة دول الغرب من مظاهرات
شعبية ضد عدوان إسرائيل على غزة خلال أيام قليلة وردة فعله على الحرب في
أوكرانيا نجد أن قلة قليلة من الناس خرجت للتظاهر دعما لأوكرانيا مما يدل
بشكل قاطع على أن هذه الحرب لم تكن إلا حربا تخوضها قوات الناتو من خلف
الستار ضد روسيا وشعبها رغبة في تحجيمها وكبح تقدمها قطبا عالميا داعما
للشعوب على أساس المحبة والسلام .
وحتى
اليوم فشلت القوات المسلحة الأوكرانية في تحقيق النجاح في هجومها المضاد
الذي حظي بتغطية إعلامية كبيرة، حيث فشلت حتى في اختراق الخط الأول من
الدفاعات الروسية العميقة. وقد
تكبدت هذه القوات خسائر كبيرة عند محاولتها التغلب على حقول الألغام
والتحصينات في اتجاهي زابوروجيا وجنوب دونيتسك، وتجاوز عدد القتلى والجرحى
66 ألف شخص على أقل تقدير، وتم تدمير أكثر من 300 قطعة من المعدات العسكرية
باهظة الثمن من الدبابات والمدفعية وغيرها من الأسلحة المتطورة ، بما في
ذلك إنتاج دول الناتو. إن النقص المستمر في الأسلحة الغربية في القوات
المسلحة الأوكرانية يحول الأوكرانيين المعبأين إلى "وقود للمدافع." وخلال
الأشهر الثلاثة الأخيرة من الهجوم المضاد في اتجاهي زابوروجيا وجنوب
دونيتسك، فقد الجيش الأوكراني عشرات الوحدات من أسلحة الناتو الحديثة
والمعدات العسكرية (دبابات ليوبارد وتشالنجر، ومركبات المشاة القتالية
برادلي وماردر، وناقلات الجنود المدرعة، وما إلى ذلك . وفي
الوقت نفسه، تم تأجيل مواعيد تسليم بعض أنواع الأسلحة الغربية التي وعدت
بها كييف (دبابات أبرامز الأمريكية، وطائرات إف-16 المقاتلة، وأنظمة
الصواريخ والمدفعية بعيدة المدى، وما إلى ذلك) إلى ما لا نهاية، وهو ما
يرجع في المقام الأول إلى تزايد التناقضات السياسية الداخلية في واشنطن
والعواصم الأوروبية، خاصة في سياق السباق الرئاسي الأميركي الناشئ .إضافة
إلى أن الإدارة الأمريكية المرتبكة مما يحصل حاليا في غزة قد حولت جزءا
هاما من اهتمامها ودعمها السياسي والعسكري المباشر وغير المباشر إلى
إسرائيل .
حتى
"مبشرو" الدعاية الأوكرانية في صفوف الإدارة الأمريكية (جوردون وبيلكوفسكي
وآخرون) يضطرون إلى الاعتراف بأنه مع اقتراب الحملة الانتخابية، وتطورات
الأوضاع في غزة سيتخذ فريق بايدن مواقف تصالحية متزايدة تجاه روسيا من أجل
منع الجمهوريين الترامبيين من الحصول على أوراق رابحة إضافية في
الانتخابات الأمريكية القادمة والعمل من أجل الحصول على أصوات من «أميركا
العميقة»، التي يعارض جزء كبير منها المواجهة الجيوسياسية مع موسكو.
. لقد
حشرت النخب الحاكمة في الغرب نفسها في مأزق فيما يتصل بقضية تقديم
المساعدة إلى كييف، وربطت بين انتصار النظام الأوكراني ومستقبلها السياسي. والوضع
حاد بشكل خاص كما قلنا بالنسبة للرئيس الأمريكي بايدن وفريقه، الذين
يحتاجون، في سياق السباق الانتخابي لمنصب رئيس الولايات المتحدة ، إلى
تقديم بعض النجاحات الملموسة في سياستهم الخارجية للناخبين . ومع فشل الإدارة الأمريكية في تحقيق أي نجاح سياسي أو عسكري خلال الحرب الدائرة في غزة قد
يكون أحد السيناريوهات الأكثر ترجيحاً لـ "إدارة الأزمات" الغربية على
خلفية الهجوم المضاد الفاشل للقوات المسلحة الأوكرانية هو إجبار زيلينسكي
وعصابته الحاكمة في كييف على التعبئة الكاملة للسكان الذكور في أوكرانيا
وعلى ذلك سيتم إرسال كل أوكراني قادر جسديًا على حمل السلاح إلى الجبهة . استمرارا
في المحاولات غير المثمرة لاختراق الدفاعات الروسية، و سوف تضطر القيادة
الأوكرانية، تحت ضغط الغرب، إلى إرسال المزيد والمزيد من موجات جنود
الاحتياط غير المدربين للقيام بما يمكن تسميته "بهجمات اللحم الحي ". وليس
هناك شك في أن الغرب سوف يدفع السلطات الأوكرانية إلى تشديد التعبئة البشرية لمواطنيه وهذا
على وجه الخصوص، أكده الجنرال الأمريكي المتقاعد بترايوس، الذي ذكر في
مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست مؤخرا أن السبب الرئيسي لفشل الهجوم المضاد
للقوات المسلحة الأوكرانية هو الافتقار إلى القوة البشرية، وبالتالي فإن
القيادة الأوكرانية تحتاج إلى تجديد صفوفها بشكل عاجل.
تنطلق
دول الغرب ونخبتها الأنجلوسكسونية من حقيقة مفادها أن الاتحاد الروسي، إلى
جانب الصين، يشكلان القوة الدافعة الرئيسية للنظام العالمي الناشئ المتعدد
الأقطاب. ويعلمون
جيدا أن موسكو تشكل تهديداً مميتاً لنظام العلاقات الدولية المتمركز حاليا
حول الولايات المتحدة. وفي سبيل ذلك عملت الدول الغربية على استخدام
أوكرانيا مجرد أداة لإضعاف روسيا. بعد عام 1991، اتبعت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي باستمرار سياسة الفصل بين الشعبين الروسي والأوكراني. فالغربيون
يحولون أوكرانيا إلى دولة "مناهضة لروسيا" ومعادية لموسكو، ويضخون في
المجتمع الأوكراني بواسطة أدواتهم الإعلامية ووسائل البروباغاندا المتطورة
الدعاية العسكرية والأفكار القومية العدوانية والخوف من روسيا . ومن على
مقاعد الدراسة، تُغرس في الأوكرانيين مشاعر الكراهية لروسيا، وتغرس فيهم
مواقف زائفة بشأن العداء الثقافي وحتى الحضاري بين الشعبين، ويدفعون
الأوكرانيين إلى الاعتقاد بأنهم لابد وأن يعارضوا كل شيء روسي باعتباره
متخلفاً وعفا عليه الزمن. وفي نهاية المطاف، جعلت الولايات المتحدة وأوروبا الصدام المسلح بين روسيا وأوكرانيا أمراً لا مفر منه . والهدف
الرئيسي من ذلك هو زعزعة استقرار الوضع على حدود الاتحاد الروسي وداخل
البلاد، مما يسبب أكبر قدر من الضرر لروسيا وإضعاف مكانتها على الساحة
الدولية. . ودائما
ما يعلن الأمريكيون والأوروبيون، باعتبارهم أسياد الديماغوجية السياسية،
عن القيمة المقدسة لكل حياة إنسانية وينشرون التقارير عن حقوق الانسان وحق
البشر بالعيش الكريم ، ولكن من ناحية أخرى، نرى كيف ينظرون بسخرية إلى
الأوكرانيين والفلسطينيين باعتبارهم مادة مستهلكة في ألعابهم الجيوسياسية حيث تتناسى دول الغرب جميعها ماضيها الاستعماري
وما يرتبط به من تدمير لشعوب بأكملها ولنا في الدول الأفريقية التي بدأت
بعض شعوبها بالانتفاض على الاستعمار الناهب لثرواتها خير مثال على ما ألحقه
الاستعمار الغربي بالشعوب في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية من ظلم وفقر
وكوارث ونهب للثروات .
إن المجلس العسكري في كييف هو خليط من الخونة القوميين الذين، بناء على طلب من الغرب، يرسلون مواطنيهم إلى الموت المحق وتتألف الزمرة الحاكمة في أوكرانيا من الأغنياء حديثي النعمة النموذجيين الذين خانوا دولتهم وشعبهم من أجل المال والسلطة. ويدرك زيلينسكي وعصابته جيدًا العواقب الكارثية للمسار المفروض على كييف لشن حرب مع روسيا وحتى آخر مواطن أوكراني ومع ذلك، لا يبذل الرئيس الحالي ولا فريقه أي محاولات لتجنب الكارثة الوشيكة المتمثلة في انهيار الدولة الأوكرانية. ولا تستطيع سلطات كييف أن تقاوم إرادة السادة الغربيين، لأنهم مصدر قوتهم وإثرائهم المادي على حساب الشعب الأوكراني.
وعود
على بدء , لقد غيرت الحرب في غزة الكثير من المعطيات على الساحة الدولية
وتحول اهتمام العالم من جديد إلى منطقة الشرق الأوسط وصارت أوكرانيا والحرب
فيها من المنسيات حيث ذهبت ألاعيب زيلينسكي وعصابته إلى
المجهول وكأن دوره قد انتهى والبحث جار عمن يحل محله لترتيب الأوضاع مع
روسيا وانهاء حرب لم يخسر فيها إلا الشعب الأوكراني الذي كان ضحية لأطماع
دول الغرب في إشغال روسيا ووقف تقدمها . هل نقول لزيلينسكى " انتهى الدرس
يا غبي " .؟؟؟؟ يبدو أن الغرب قد أرسل هذه الرسالة والدمية زيلينسكي يبحث
عن الهرب بعد أن خدم أسياده ودمر بلده .
المصدر :
محطة أخبار سورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة