#
  • فريق ماسة
  • 2023-09-11
  • 3661

تقرير “The Telegraph”: خطة روسية قيد التحضير “لتحقيق النصر”

نشرت صحيفة The Telegraph” البريطانية تقريراً قالت فيه أنه مع استمرار الهجوم الأوكراني المضاد منذ أربعة أشهر، وفي ظل عدم تحقيقه النجاح المنتظر، أصبح من الواضح أن خطة موسكو ربما تتمثل في جعل أوكرانيا تستنزف رجالها ودباباتها وقذائفها وصواريخها. ويمنح الاجتماع المقرر بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فلاديفوستوك رؤية جديدة لاستراتيجية روسيا في أوكرانيا، فضلا عن تحذير من مخاطر أوسع نطاقا تهدد العالم. ويعتقد بوتين أنه بمجرد أن يتم إنزال قوات المناورة المجهزة والمدربة في أوكرانيا، فإن روسيا سوف تكون قادرة بعد ذلك على شن هجوم كبير خاص بها، وذلك في وقت مبكر من شهر كانون الثاني. وحسب التقرير فبعد ما يقرب من عامين من القتال الذي يمكن مقارنته بالحرب العالمية الأولى، تذكرنا هذه الخطة بهجوم الربيع الألماني الذي بدأ في آذار 1918 وأدى إلى تراجع الحلفاء، والاستيلاء على مساحة من الأراضي أكبر مما استولى عليه أي من الجانبين في السنوات الأربع السابقة للحرب. وتم تحقيق ذلك من خلال استنزاف الألمان للعدو في أثناء تأمين احتياطات هائلة من الرجال والذخائر خلف الخطوط، استعدادًا لشن هجوم مدمر لا يختلف عما كان البريطانيون يحضرون له، لكنهم فشلوا في تحقيقه، خلال “معركة السوم” في عام 1916″. وتتابع الصحيفة ، “المشكلة بالنسبة لبوتين هي أنه في سعيه لسحق القوات الأوكرانية، فإنه ينفق كميات هائلة من الذخيرة، وخاصة قذائف المدفعية والصواريخ الباليستية، وأعداداً ضخمة للغاية من الدبابات. وفي حين أن حجم الإنتاج الصناعي العسكري الروسي أكبر من معظم دول الغرب، وفي حين أن موسكو تستمر في حشد عشرات الآلاف من الرجال كل ثلاثة أشهر، فإن إمداداتها الأساسية تظل غير كافية لمستوى الإنفاق المطلوب لشن هجوم كبير جديد. وهنا يمكن لبيونغ يانع أن تلعب دوراً مهماً”. وأضافت الصحيفة، “في الواقع، ترسل كوريا الشمالية كميات كبيرة من القذائف والصواريخ إلى روسيا منذ عام على الأقل، وقد نظمت مجموعة فاغنر التي كان يرأسها يفغيني بريغوجين العديد من هذه الشحنات. وفي تموز، كان وزير دفاع بوتين، سيرغي شويغو، في بيونغ يانغ، للتفاوض على المزيد من الإمدادات، حيث تحتفظ كوريا الشمالية بمخزون هائل من الأسلحة الثقيلة وذخائر المدفعية. وعلى الرغم أن العديد من هذه المعدات قديم، إلا أنها هذا الامر لن يكون له أي تأثير خاصةً إذا لجأت روسيا إلى تكتيكها القديم لتحقيق النصر والمتمثل في استخدام قوتها العددية الهائلة، لسحق العدو كما فعل الألمان في عام 1918”. ورأت الصحيفة أن “محور موسكو –بيونغ يانغ الجديد يشكل انعكاسا للأدوار التي كانت سائدة في حقبة الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفياتي والصين أكبر موردي الأسلحة إلى كوريا الشمالية. واستمر العرض حتى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ولم ينته إلا مع ظهور عقوبات الأمم المتحدة. إذاً، إن دعم روسيا اليوم يفيد كيم باعتباره وسيلة للرد على الولايات المتحدة، وذلك بموافقة من بكين. لكن دعم كوريا الشمالية لن يأتي بدون ثمن باهظ. إن بيونغ يانغ، التي تعاني من العقوبات الغربية، في حاجة ماسة إلى النفط والغذاء والأسمدة والمواد الخام التي تمتلكها روسيا بوفرة”. وبحسب الصحيفة، “أما الجانب الأكثر إثارة للقلق في علاقة روسيا المزدهرة فهو إمكانية توفير العملة الصعبة والتكنولوجيا لبرنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية، وخاصة تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. وتتمتع روسيا بقدرات هائلة في هذا المجال، بما في ذلك خبرتها في مجال الأسلحة النووية، وقد يكون هذا بمثابة تغيير في قواعد اللعبة في سعي بيونغ يانغ إلى تطوير برنامج فعال لتوصيل الأسلحة النووية. وأشار بعض المحللين إلى أن كشف الولايات المتحدة عن زيارة كيم المقررة قد يكون كافيا لإلغائها، إلا أن ذلك لن يشكل أي فرق، فالروابط المتأصلة بين البلدين كافية لاستمرار هذا التعاون القاتل وتطوره دون الجاجة للقاء مباشر بين الزعيمين. والسؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا كانت هناك حاجة للتخطيط لمثل هذا اللقاء في المقام الأول؟” ورأت الصحيفة أنه “بالنسبة لكيم، المحصور فعليا داخل حدود بلاده، فسوف تكون هذه فرصة للظهور كرجل دولة عالمي أمام زملائه من الأنظمة المناهضة للغرب. لكن في الواقع، قد يكون هناك شيء آخر وراء ذلك، فربما كان بوتين يفكر في ورقة مساومة لتشجيع الإدارة الأميركية المتذبذبة بالفعل على الضغط على كييف لحملها على وقف إطلاق النار. إذاً، يتعين على الغرب الآن أن يساعد أوكرانيا في الاستعداد في حالة فشل هجومها الحالي، الأمر الذي يسمح لبوتين بإطلاق العنان لـ”معركة القيصر” الخاصة به (والمعروف أيضاً بهجوم الربيع لعام 1918 وهو سلسلة من الهجمات الألمانية على امتداد الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى). وختمت الصحيفة، “إذا تحول سيناريو 1918 إلى حقيقة واقعة، فسوف يتطلب الأمر بذل جهود هائلة من الغرب وكذلك من أوكرانيا. والحقيقة أن الأمر سيكون مكلفاً للغاية بالنسبة للجميع، كما وأن العواقب المحتملة ستكون مرعبة للغاية بحيث لا يمكن تصورها”.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة