دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أعلنت
الولايات المتحدة الأمريكية أنها وفي مخالفة صريحة لكل الاتفاقيات
العالمية ولقرار اكثر من ( 100 ) مائة دولة بحظر القنابل العنقودية , فإنها
ستقدم للنازيين الجدد في أوكرانيا قنابل عنقودية ليتم استخدامها في الحرب
ضد روسيا ..خلق هذا القرار الغريب للإدارة الأمريكية تصدعا في المعسكر
الغربي لأنه يصعب على أي دولة حتى لو كانت عضوا في الناتو أن توافق على
استخدام القنابل العنقودية المحظورة عالميا فالأضرار التي ستلحقها هذه
القنابل في أماكن استخدامها لن تنتهي مع انتهاء هذه الحرب بل ستبقى خطرا
يهدد الأجيال القادمة . من يعرف مضار استخدام هذه القنابل على البشر هم
الشعب الفيتنامي والشعب الكمبودي اللذين مازالا رغم انقضاء سنين طوال على
قصف الجيش الأمريكي هذه البلاد بالقنابل العنقودية فإن بقايا هذه القنابل
التي لا تنفجر كلها عند رميها مازال حتى أيامنا هذه ينفجر بالفيتناميين
والكمبوديين ويسبب قتلى وجرحى .والأمر الأغرب لقرار الولايات المتحدة هو
أنه سيتم منح أوكرانيا قنابل من الجيل القديم وغير المحدث منها أي أن نسبة
ما ينفجر مباشرة من القنابل لا يصل على نصف عددها والباقي يبقى مزروعا
ومنتشرا في الأراضي المحيطة لينفجر لاحقا عند أي تماس مع البشر .. وتزويد
أوكرانيا من قبل دول الناتو بأسلحة من الجيل القديم لكل سلاح يؤكد ما قاله
خبير عسكري أوكراني بأن أوكرانيا هي أفضل ساحة لتجريب أسلحة مصانع السلاح
الغربية بشكل مجد لتطوير هذه الأسلحة ...هل هناك قرارات ضارة بالبشرية أكثر
من هذه القرارات الغربية والأمريكية ؟؟
إن
رد فعل القيادة الروسية على مثل هذه القرارات سيكون استخدام أسلحة أقوى
والسعي نحو تدمير العدو قبل أن ينطلق ضرره من أراضيه وتدمير مخازن الأسلحة
العنقودية على الأرض الأوكرانية .... ولا ندري متى ستتخذ الإدارة الأمريكية
قرارا بإعطاء أوكرانيا أسلحة ذرية لأن من يقرر تقديم قنابل عنقودية لن
يكون آبها لأية مخاطر تحيق بالعالم ويمكن له أن يقدم لثلة النازيين الجدد
أسلحة ذرية تكون مقدمة لحرب نووية تنهي هذا العالم والحياة على الكرة
الأرضية !!!
رغم
أن روسيا كما قلنا أكثر من مرة , تحارب الناتو ودوله مجتمعة في أوكرانيا
فإن كل الدعم الغربي لزيلينسكي وعصابته لم يغير الواقع على الأرض وهاهم
القادة العسكريون في الجيش الأوكراني قد بدأوا يبحثون عن الأعذار لتبرير
فشل الهجوم المضاد الذي طبل الإعلام الغربي وملحقاته وزمر حول قوة الهجوم و
ما سيغيره على الأرض والأسلحة الفتاكة التي قدمت للأوكرانيين دعما لهذا
الهجوم . والواقع على الأرض وباعتراف القادة الأوكرانيين مغاير تماما لكل
التوقعات الغربية إذ تبين فشل الهجوم وقدرة الجيش الروسي على صد الهجوم
وتدمير أكثر الأسلحة والمعدات الحربية التي شاركت به حتى أن مختلف أنواع
الدبابات الغربية الفرنسية منها والبريطانية والألمانية لم تصمد أمام قوة
الهجوم الروسي ودمرت جميعها والأدهى من ذلك بالنسبة لأوكرانيا هو أنها
سماءها ستصبح قريبا مباحة لمختلف الصواريخ والطائرات الروسية لأن أنظمة
الدفاع الجوي الأوكرانية الموروثة من أسلحة الجيش الأحمر السوفييتي شارفت
على الانتهاء وتواجه أوكرانيا صعوبات جمة في التوفيق بين مختلف أنظمة
الدفاع الجوي الغربية التي تقدمها دول الناتو. لأن هذه الأنظمة جديدة
تماما على الجيش الأوكراني وليس لديهم الخبرة على تشغيلها إضافة إلى أن
الصواريخ فرط الصوتية الروسية قد استطاعت تدمير حتى منظومة الباتريوت
الأمريكية علما أن هذه المنظومة الدفاعية الأمريكية والتي يعتبرها
الأمريكيون فخر الصناعة الأمريكية لم تثبت وجودها على ساحات المعارك في
الشرق الأوسط , في العراق واليمن والمملكة العربية السعودية وكان بها عدد
من نقاط الضعف خلال استخدامها في هذه البدان . إن هذا يعني أنه قريبا لن
يكون هناك نظام دفاع جوي يحمي أوكرانيا من الصواريخ والطائرات الروسية وأن
كذبة الهجوم الأوكراني المضاد قد انتهت في مهدها وأن استمرار المعارك ما هو
إلا استنزاف للقدرات سواء من جهة دول الناتو التي بدأت بإظهار تذمرها من
القرارات الأمريكية باستمرار الحرب أو السعي الأمريكي لاستنزاف قوة روسيا
وإشغالها عن بناء قوتها الاقتصادية والعسكرية .
لقد
كتبنا سابقا أن القيادة الأوكرانية غير جديرة أبدا أن تقود بلدا كبيرا وذا
إمكانيات كبيرة مثل أوكرانيا فهذه القيادة وعلى رأسها زيلينسكي الذي لم
يعد يتواجد في أوكرانيا مدة تساوي أوقات سفره خارجها هذه القيادة مازالت
راغبة بالاستمرار في التلاعب بالنخب السياسية في بعض دول الشرق الأوسط من
خلال استغلال حاجة هذه الدول للقمح الأوكراني لدفع الحلول التي تعود
بالفائدة على أوكرانيا وزعامتها فقط وهي تستمر في اجترار الأكاذيب حول صفقة
الحبوب وأن معظم الحبوب الأوكرانية سترسل إلى الدول الأفقر في افريقيا
بينما تؤكد الوقائع المنشورة عالميا بأن 4 سفن محملة بالحبوب وصلت خلال
الفترة الماضية إلى الدول الأفريقية بينما وصلت إلى الغرب 38 سفينة محملة
بالقمح الأوكراني وكل ذلك سعيا من الزعامة الأوكرانية لاستغلال حاجة
العالم إلى القمح الأوكراني واستغلال أزمة الغذاء العالمية للحصول على
أرباح أكثر دون الأخذ بعين الاعتبار أن العالم يواجه مشكلة جوع حقيقية .
إن
الفشل الأوكراني لا يقتصر على ساحات المعارك فقط بل هو يمتد حتى إلى ساحات
الدبلوماسية العالمية إذ أن أغلب دول العالم مازالت مستمرة في تطوير
علاقاتها مع روسيا والدبلوماسية الروسية تتواصل مع أغلب دول العالم في سبيل
تنمية علاقات روسيا مع هذه الدول وهذا ما أفشل المخطط الغربي لعزل روسيا
بشكل كامل على المستوى الدبلوماسي الدولي وقد أقر محللو الشركة البريطانية (
إيكونوميست إنتلجينس يونيت ) بأن روسيا عززت علاقاتها مع دول في مناطق
مختلفة من العالم ولا سيما الشرق الأوسط وأفريقيا لأن أغلب هذه الدول رفضت
اتخاذ موقف محايد في الصراع الروسي – الأوكراني ودعمها في الغالب لوجهة
النظر الروسية .وهذا النجاح الدبلوماسي الروسي يقابله تراجع غير مسبوق في
علاقات الولايات المتحدة مع دول العالم الأخرى بل إن ذلك شمل حتى تلك الدول
التي سارت تاريخيا وراء السياسة الأمريكية ولنا في السعودية ومصر ودول
الخليج ودول أمريكا اللاتينية خير مثال على تمرد هذه الدول على الإملاءات
الأمريكية وبحثها عن مصالحها الوطنية التي لا تتناسب غالبا مع المصالح
الأمريكية وكان لقرار مجموعة ( أوبك + ) تخفيض انتاجها من النفط وقع
الصاعقة على الإدارة الأمريكية وبقية دول المعسكر الغربي .
العالم
الذي يشهد أزمات اقتصادية وتنموية متلاحقة نتيجة السياسات الخاطئة لدول
الغرب وتبعية هذه الدول لسياسات الولايات المتحدة دون أي تفكير في مصالح
الشعوب الغربية هذا العالم يتساءل إلى متى ؟؟ إلى متى ستتحمل الشعوب
القرارات الخرقاء للإدارة الأمريكية وجنرالات البنتاغون ومصالح أصحاب معامل
السلاح ومافياته التي تنمو على حساب مصالح الشعوب ؟؟ الخوف كل الخوف أن
تستمر هذه القرارات الخرقاء وتصل إلى حد تزويد أوكرانيا بأسلحة نووية إذ أن
نهاية العالم تكون قد اقتربت بل إن بشائر يوم القيامة تكون قد بدأت
بالظهور ...والله المجير من كل بلاء ...
المصدر :
محطة أخبار سورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة