#
  • فريق ماسة
  • 2023-05-09
  • 7514

9 أيار / مايو يوم النصر .. متى تعلن روسيا النصر على النازية الجديدة

تحتفل روسيا وكثير من دول العالم اليوم  بعيد النصر على النازية التي دفعت شعوب الاتحاد السوفييتي السابق 20 مليونا من أبناء جميع القوميات والدول التي كانت تنضوي تحت جناح الاتحاد السوفييتي تلك الأيام . الثمن كان عاليا وغاليا ولم تقتصر الخسائر البشرية على السوفييت فقط بل إن بقية دول أوربا وغيرها من دول العالم دفعت ثمنا غاليا من الضحايا في سبيل القضاء على الفكر النازي المقيت الذي أعلنه هتلر ومن حالفه . هذه الأثمان من الضحايا قدمتها الشعوب للقضاء على النازية ولكن يبدو أن القضاء على هذه النزعة البغيضة لم ينته بشكل كامل فظهرت هنا وهناك نزعات وأفكار نازية جديدة وهذه النزعات تمت تغذيتها بشكل أو بآخر من قبل القوى الراغبة بتفتيت العالم من جديد في سبيل مصالحها في الهيمنة والسيطرة على مقدرات الدول والشعوب , وللأسف فإن أهم النزعات النازية الجديدة ظهرت في أوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وانفصال أوكرانيا كدولة مستقلة ضمت إليها الكثير من أراضي الدول المجاورة مثل جزيرة القرم وأراض روسية وبولونية وغيرها.. والغريب في هذا الموضوع أن هذه الأراضي التي تم ضمها زمن الدولة الشيوعية الواحدة سكنها الناس أصحاب الأرض الأصليين وهم من قوميات روسية أو بولونية أو غيرها , لكن هؤلاء عاشوا في ظل الدولة الأوكرانية غرباء على أرضهم وتمت معاملتهم كالغرباء مع فرض ظروف معاشية صعبة عليهم ومعاناة مستمرة لمنعهم من إعلان قوميتهم ولغتهم الأم وأكملت النازية الجديدة في أوكرانيا المهمة بالتضييق على هؤلاء والتنكيل بهم والمطالبة بطردهم من أراضيهم التي ولدوا وعاشوا فيها . هذه هي النازية الجديدة وللدقة فهي ليست جديدة بالمطلق بل هي امتداد لأولئك النازيين الذين ساعدوا هتلر ضد أبناء جلدتهم عند احتلال النازيين لأوكرانيا وجزء من أراضي الاتحاد السوفييتي . إن حركة بانديرا التي كانت عميلة للنازيين لم يتم القضاء عليها تماما و قد فرخت نازيين جدد تحالفوا مع السلطة الأوكرانية ومارست بشاعاتها ضد السكان الأصليين للمناطق التي ذكرناها سابقا في القرم وبقية الأقاليم الروسية التي جاءت العملية الروسية الخاصة عند بدايتها لتحريرهم وإعادتهم إلى وطنهم . الحرب في أوكرانيا مستمرة ليس لأن الدافع إليها تحرير الأراضي التي تم ضمها إلى أوكرانيا  في غفلة من الروس تحت جناح الشيوعية , فهذه المهمة أنجزت تقريبا وتم إجراء الاستفتاء القانوني وتم إعادة الأراضي وسكانها إلى وطنهم الأم روسيا ..الحرب مستمرة إذا لأن الولايات المتحدة وبعض دول الناتو تريد محاربة روسيا ولكنها لا تتجرأ على ذلك مواجهة فاستغلت الحرب في أوكرانيا لتحارب روسيا وتسعى للقضاء على قوتها الصاعدة في جميع المجالات الاقتصادية والعسكرية والبشرية والمتحالفة مع الصين بهدف انهاء هيمنة القطب الواحد على العالم . ورغم كل ما بذلته الولايات المتحدة الأمريكية من جهود ومساعدات مادية وعسكرية    لم تعد الأزمة الأوكرانية خبرا أولا يحتكر اهتمام العالم وتراجع بشكل كبير توحد الدول الأوربية وراء الولايات المتحدة الأمريكية لدعم أوكرانيا , مع بداية هذه الحرب أظهرت غالبية دول المجموعة الأوربية دعما غير محدود للموقف الأمريكي وشاركت غالبيتها في تقديم السلاح والمال والمساعدات الكبيرة  لأوكرانيا , ورافق ذلك حملة إعلامية غير مسبوقة عبر وسائل الإعلام الأمريكية والغربية عن انتصارات حققتها القوات المسلحة الأوكرانية في المعارك ضد الجيش الروسي . ولكن ما هو الوضع الآن بعد مرور أكثر من سنة على بدء العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا ؟؟   اليوم والعالم الحر (حقيقة وليس على المثال الأمريكي) يشارك روسيا بيوم النصر العظيم على النازية الألمانية , أين صارت تلك الأكاذيب التي ضختها وسائل الإعلام الأمريكية ومن لف لفها من أساتذة البروباغاندا في وسائل الإعلام الغربية ؟؟؟ اليوم كثير من دول المجموعة الأوربية خرجت عن السرب الأمريكي واتبعت مصالح شعوبها وأوقفت مساعداتها لأوكرانيا وما سمعناه من خلافات فيما يتعلق بتقديم المساعدات العسكرية الأوربية وتراجع الكثيرين عن تلبية المطالب الأمريكية بتقديم أسلحة متطورة أو دبابات أو أنظمة دفاع جوي يؤكد الفشل الذريع للأحلام الأمريكية في هزيمة روسيا . والحديث عن الهجوم الأوكراني المضاد صار علكة في الأفواه مع كل تأجيل لهذا الهجوم !! والمحاولات الأمريكية في زيادة الحشد بالسلاح والمال وراء الجيش الأوكراني صارت كلها سرابا .. بل إن كثيرا من دول العالم المحسوبة على ما يمكن تسميته (المحور الأمريكي ) مثل دول الخليج ومصر و حتى الابن المدلل للولايات المتحدة ونعني إسرائيل لم ترضخ هذه الدول كلها  حتى الآن للضغوط الأمريكية  ولم تزود أوكرانيا بأي نوع من السلاح . وها هي مصر ورغم ظروفها الاقتصادية الصعبة لم تقبل بتقديم ما لديها من السلاح السوفييتي ولم تبادل مصالحها الاقتصادية مع روسيا على علاقاتها مع الولايات المتحدة والمعروف أن مصر تستورد ما يقارب نصف حاجتها من القمح من روسيا .. وكذلك ربيبة الولايات المتحدة إسرائيل لم تبادل علاقاتها الخاصة مع روسيا بموقف جديد تقدم فيه الدعم بالأسلحة و أنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج إليها أوكرانيا بشكل حاد. وهذا الموقف تتخذه تقريبا دول الخليج العربي التي بقيت بشكل أو آخر محايدة تجاه الموقف من الحرب في أوكرانيا وفضلت مصالحها الوطنية على العلاقات القديمة مع الولايات المتحدة . والسؤال الذي يتناوله الناس والإعلام من يقف مع أوكرانيا؟؟ ومن يساير الولايات المتحدة في دعم الحرب ضد روسيا ؟ يبدو أن الجواب صار صعبا لأن قليلا جدا من الدول - حتى من حلف الناتو- حافظت على وتيرة الدعم المقدم إلى زيلينسكي وعصابته من النازيين الجدد . والأوضاع على الأرض تؤكد هذا الكلام خاصة و أن  الجيش الأوكراني الذي فقد بحسب المصادر الغربية أكثر من 500 ألف من مقاتليه صار عاجزا تماما بقواه الذاتية عن تحقيق أي نصر على الجبهات . لقد تحولت القيادة الأوكرانية وبدعم أمريكي ظاهر إلى ممارسة الإرهاب بأبشع أشكاله فهي إما ترسل الطائرات المسيرة لاغتيال القيادة الروسية أو تكلف الخونة بوضع المتفجرات لشخصيات روسية مشهورة بهدف اغتيالها.  بل إن إرهاب القيادة الأوكرانية وصل إلى حدود غير معقولة , إذ تؤكد مصادر إعلامية موثوقة أن المرتزقة الذين تم جمعهم وتسفيرهم من المناطق التي يسيطر عليها الارهابيون في سورية للمشاركة في الحرب في أوكرانيا,  تم تزويدهم من قبل مشغليهم الأوكرانيين  عند إعادتهم إلى المناطق التي جاؤوا منها شمال سورية بالأسلحة الفتاكة لاستخدامها ضد الجيش السوري أو ضد القوات الروسية التي تشارك الجيش السوري في محاربة الإرهاب في تلك المناطق , والأسوأ أن هذه الكميات الكبيرة التي تم تهريبها الى تلك المناطق قد لا يتمكن الإرهابيون من استخدامها بل إنهم سيبيعونها إلى من يشتريها وهذا يعني تهديد دول المنطقة كلها بانتشار أسلحة وإرهاب لا حدود له . اليوم يوم النصر ..نهنئ الشعب الروسي الصديق وجميع الشعوب التي شاركت في محاربة النازية بهذا النصر ونسأل متى تعلن روسيا النصر على النازية الجديدة في أوكرانيا ...نؤمن بأنه يوم قريب وكل قريب آت لا ريب في ذلك .

المصدر : محطة أخبار سورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة