دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في
الوقت الذي تستنفر فيه الدبلوماسية السورية كامل طاقتها لكسر الحصار الجائر
المفروض على سورية، يسعى شبابها لكسر الحصار المعرفي والعلمي الذي يحول دون مواكبة
الجديد والمجدي بهذا الإطار.
وفي سياق التوجهات الحديثة لريادة الأعمال،
والتي تم الاعتماد عليها في كثير من الدول لمواجهة التداعيات الاقتصادية
والاجتماعية للجائحات والكوارث، خاصة ريادة الأعمال الرقمية، تبرز الخطوات الهامة
التي بدأت تخطوها سورية في مجال الاقتصاد الرقمي بشكل عام وريادة الأعمال فيه بشكل
خاص، والتي فاضت بمكنوناتها خلال الاستجابة لتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب
سورية في السادس من شهر شباط الفائت، موقع الماسة السورية استضاف الدكتور عمار
دللول وهو واحد من أبرز رواد الأعمال السوريين في المجال الرقمي، الذين أدلوا
بدلوهم وكان لهم بصمات بالاستجابة لتداعيات الزلزال، لما يتمتع به من خبرة ومعرفة
واسعة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.
يؤكد
الدكتور عمار الحاصل على درجة الدكتوراه في أنظمة الاتصالات اللاسلكية من الجامعة
الأمريكية، وبكالوريوس في هندسة الاتصالات والحواسيب من الجمهورية اللبنانية في
حديثه لموقعنا، أن الاقتصاد الرقمي يمثل فرصة كبيرة للتنمية الاقتصادية، حيث يمكن
أن يساهم في تحسين الإنتاجية وزيادة النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل جديدة. كما
يعزز التكامل الدولي والتجارة الإلكترونية، مما يساعد على تعزيز الاقتصاد العالمي
بشكل عام.
ويبين
مدير المشاريع الإقليمي لكل من شركة "هواوي" و"إريكسون" بين
2004 و2008. والمشارك في تأسيس العديد من الشركات الناشئة في مجال التقنية
والاتصالات في سورية، بما في ذلك شركة "UAE For ALL" ومزود "أسرع نت" ومجموعة
"تلسا" و"شركة رسن الشام"، أنه يمكن للتكنولوجيا الرقمية
تحسين جميع جوانب العملية الاقتصادية، من خلال تحسين الكفاءة في العمليات
الإنتاجية والتوزيعية، وتقليل التكاليف وزيادة الإنتاجية، وكذلك زيادة الابتكار في
الأعمال وتسهيل إدارتها، وتحسين تفاعل الشركات مع العملاء، مسلطاً الضوء على بعض
النماذج للشركات العاملة في سورية في هذا الإطار ومنها شركة "كووركر للاستشارات"
و"شركة كوفاوندر" و"شركة ميركاتو للتسويق الإلكتروني".
ويوضح
الدكتور دللول في حديثه، أن سورية تسير بخطى جيدة في إطار الاستراتيجية الوطنية
للتحول الرقمي، من خلال المشاريع التي نفذت والتي ستنفذها وزارة الاتصالات وصولاً
للعام 2030، منوهاً بما تم إنجازه من هذه المشاريع لا سيما ما يتعلق بالتجارة
الالكترونية والدفع الالكتروني الذي يعتبر ركن هام من أركان التحول الرقمي،
والجهود المبذولة لتذليل جميع العقبات التي تعترض عمل هذه المنظومة، ولفت إلى أن
كارثة الزلزال فرضت نفسها على هذه الاستراتيجية، لناحية التعامل مع الكوارث وأهمية
إدارة العمل الإغاثي الكترونياً.
ويشير
الدكتور عمار إلى الصعوبات التي تعترض رائد الأعمال وأهمها المكان الذي يمارس به
العمل، والإلمام بالتشريعات المتوافقة مع فكرته الجديدة، الأمر الذي يستدعي ضرورة
وجود بيئة حاضنة تدير عمله وترشده إلى الخطوات المطلوبة ليبصر مشروعه النور، إضافة
إلى التمويل الذي يتطلب دراسة جدوى اقتصادية، منوهاً إلى دور المكاتب المرنة التي
رخصتها وزارة التجارة الداخلية في تذليل جميع الصعوبات المذكورة والمساهمة في
تحويل مشاريع رواد الأعمال من الورق إلى الواقع، ومنها شركة شركة "كووركر للاستشارات".
وأخيراً
فإن الجدير قوله، أن الاتصالات وتقنية المعلومات تحظى بأهمية كبيرة في تنمية
الاقتصادات الحديثة، حيث تعد الأساس للعديد من الصناعات والقطاعات الأخرى. وبالنظر
إلى الدور الذي تلعبه هذه الصناعة في الاقتصاد العالمي، وقدرة الشباب السوري على
إثبات ذاته والتغلب على جميع الظروف من أجل مواكبة كل جديد في هذا الإطار... فإن دلول يمثل مثالًا يحتذى به في مجال ريادة
الأعمال التقنية في سورية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة