دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كتب
أبو إليسار الدمشقي.... أما
وقد غاب عن الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي موضوع إعادة
تأهيل ساحة السبع بحرات و توقف حملة التعليقات السلبية على مشروع إعادة
التأهيل .فإن الأمر يستحق أن يقدم نموذجا حقيقيا و عمليا عن مشكلة نواجهها كثيرا
في طريقة الإدارة الإعلامية لما يقدم للجمهور السوري , والشعور بالمفاجأة من ردود
فعل هذا الجمهور على كثير من المشاريع أو الأعمال التي تنفذها الإدارات الحكومية
لمصلحة البلد كما يجب أن تكون كل أعمال هذه الإدارات ومؤسسات السلطة التنفيذية ,
لأن ردة الفعل غالبا ما تكون سلبية في البدايات ثم تتغير بعد أن تتوضح الصورة وتصل
الفكرة إلى الناس بأن العمل أو المشروع سيحقق فوائد يستفيد منها الناس وتسهل
حياتهم .
ساحة
السبع بحرات لمن لا يعرفها واحدة من أهم ساحات مدينة دمشق وكتب عنها الكثير , خلال
فترة النقاش , وعن فائدة مشروع إعادة تأهيلها الذي فوجئ به الناس كما فوجئ
المعنيون بتنفيذه بردة فعل الشارع السلبية على مشروع إعادة التأهيل وبالمناسبة اسم
الساحة عند محافظة دمشق وفي وثائقها هو ( ساحة التجريدة المغربية) وذلك تخليدا
لشهداء أشقائنا المغاربة الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية . والساحة محور
لتقاطع عدد من الشوارع الهامة والرئيسية في قلب العاصمة ومن أهم معالم الساحة
حاليا مبنى مصرف سورية المركزي الذي يتميز ببنائه الضخم المطل على الساحة .
الشكل
المعماري للساحة تغير أكثر من مرة منذ إنشائها زمن الاستعمار الفرنسي وتوسع محيطها
في جميع الجهات وهي نقطة وصل هامة بين أحياء دمشق وقلة من سكان دمشق من لم يمر
بالساحة عابرا بها من شارع لآخر مستمتعا بمنظر نوافير بحراتها السبع الجميل
والمنعش, أما ما لم نكن ننتبه له خلال السنوات الماضية فهو توقف نوافير البحرات عن
العمل ووقوف صهريج ماء في المساء جانب البحرات ليملأها بالماء ...هذا الماء كما
تبين لاحقا من خلال سؤال المعنيين في "أمانة العاصمة " كان يتسرب إلى الأرض نظرا لاهتراء البنية الانشائية للبحرات ,
والتسرب صار خطرا على الأبنية المطلة على الساحة وأهمها كما قلنا مصرف سورية
المركزي , إضافة لمشاكل أخرى كثيرة منها مثلا أن مضخات النوافير التي تعرضت للتلف
نتيجة قدمها وغمر الماء لها ...هذه المعلومات جميعها لم تطرح أمام الجمهور كمبرر
لمشروع إعادة تأهيل الساحة ولم يقل أحد لهذا الجمهور ماهي طبيعة المشروع وكيف
سينعكس إيجابا على الساحة ومستخدميها ومنظرها العام , لذلك جاءت ردة الفعل السلبية
والتي غذاها البعض بالكثير من الأقاويل والشائعات مستغلين الأوضاع الصعبة التي تمر
بها البلد للحديث عن أن المشروع برمته جاء
في غير وقته وأن هناك حاجات أخرى أكثر ضرورة من إعادة تأهيل الساحة وغير ذلك من
ردود فعل سلبية .
طبعا
ليس مجالنا هنا أن نرد على ما أثير من ردود فعل ونقول أن الجميع له الحق بطرح وجهة
نظره وقول رأيه في موضوع يهم الجميع ولكن ما نود قوله هل إن ردود الفعل السلبية
بهذه الحدة كانت مبنية على معرفة بالموضوع وحيثياته ؟؟هل من أعطى رأيه في الأمر
عرف المعلومات التي أوردناها أعلاه عن اهتراء البنية الانشائية للبحرات ؟؟هل عرف
من شتم وعاب على المسؤولين اهتمامهم بقضايا لاتهم الناس أن الأبنية المحيطة بالساحة
كانت معرضة لمشاكل كبيرة نتيجة تسرب المياه من البحيرة لاهترائها ؟؟ نؤكد جازمين
أن لا أحد ممن قدم رأيا حول الموضوع على معرفة بالتفاصيل الحقيقية التي غابت عن
الجميع .
نعم
إن الظروف الحياتية والاقتصادية التي نعيشها صعبة على الجميع ولكن هذا لا يعني أن
نهمل الاهتمام بالبنية التحتية للمنشآت في بلدنا وأن نعرض أبنية ومنشآت للمخاطر
بحجة أن الوقت غير مناسب , صحيح أن الساحة تمثل جزءا من ذاكرة الناس وأن اسمها صار
مكملا لروح المكان في تلك المنطقة من دمشق ولكن الصحيح أيضا أنه لاضرر ولاضرار وأن
الأضرار التي يمكن أن تنشأ نتيجة قدم بنية الساحة وتسرب مياهها إلى المباني
المجاورة قد تكون كارثية إن لم تعالج الآن . وقد يقول قائل لماذا لا نرمم البنية
التحتية للساحة ونترك لها شكلها الحالي ؟؟ هذا كلام صحيح ولكن هل يمكن ذلك
؟؟المعنيون في محافظة دمشق قالوا بأن الاهتراء الحاصل على البنية التحتية المصنوعة
من الاسمنت والحديد جعل أي عملية ترميم مستحيلة والصور المرفقة تظهر كم كان حجم
الاهتراء كبيرا و غير قابل للإصلاح ,إضافة إلى أن الشكل الجديد للبحرات سيحافظ على
العدد الذي ارتبط بالاسم مع جماليات وتقنيات جديدة ستستفيد من تطور أدوات أبناء
والكهرباء وغيرها من لوازم الانشاء .
ونعود
إلى ما بدأنا به حول إيصال المعلومة إلى الجمهور وتعريفه بكل ما يحيط بالقضايا
التي تهمه عبر الاعلام قديمه من إذاعة وتلفزيون وجديده من وسائل التواصل الاجتماعي
. أليس المواطنون على حق في طلبهم الحصول على المعلومة الحقيقية عن كل ما يتعلق
بحياتهم ؟ أليس من واجب الإعلام الوطني
العمل على ذلك ؟ الأكيد أن إرضاء الناس غاية لا تدرك ولكن عندما نتيح لهم
المعلومة يصبح ما يقولونه رأي قد يصيب وقد يخطئ والفيصل في ذلك المصلحة العامة
التي تبقى فوق الجميع .
إنها دعوة لجميع مسؤولينا بأن يسعوا
للتواصل مع الناس وأن يعطوهم الحقائق والمعلومات الصحيحة فهم بذلك يضمنون أن يكون
رأي الناس منصفا ومبنيا على حقائق وليس على وجهات نظر وشائعات .
المصدر :
خاص الماسة السورية _أبو إليسار الدمشقي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة