#
  • فريق ماسة
  • 2023-03-22
  • 7159

روسيا والصين كتفا بكتف.. الخطوة التالية تشكيل هلال حتى إيران والسعودية

لن أسرد جميع الاتفاقيات والبيانات التي تم الإدلاء بها خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى موسكو، وسأركّز على الأمور الرئيسية:   ردا على عزل الغرب لروسيا، نرى أوسع تعاون بين الصين وروسيا في الاقتصاد وجميع المجالات الأخرى. ردا على محاولات الغرب فتح قضية جنائية ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصيا، تمنى شي جين بينغ أن يفوز بوتين في الانتخابات المقبلة. وردا على رهان الغرب على هزيمة روسيا وتدميرها، صدر بيان للعلاقات الاستراتيجية والخطط لعقود قادمة، ما يفترض أنه انتصار لروسيا. أثيرت القضية الأوكرانية ولكن بخمول وبطريقة لا تناسب الغرب على الإطلاق.   علاوة على ذلك، انضمت الصين إلى الإنذار الروسي للولايات المتحدة الأمريكية في ديسمبر 2021، والذي يطالب جميع القوى النووية بسحب أسلحتها النووية إلى أراضيها، وهو ما يطرد الولايات المتحدة من أوروبا.   وكانت الصين، حتى قبل الزيارة، قد دعمت روسيا بشكل غير مباشر من خلال رفع مستوى التعاون الاقتصادي معها.   لقد اتخذت بكين كل هذه الخطوات، وهي تعلم العواقب. ورأينا في موسكو بلا أدنى شك الصين تدخل المعركة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وإذا ما رسمنا أوجه التشابه، فإن الصين قد قامت بما يشبه "استعادة شبه جزيرة القرم"، أي تحدّي الولايات المتحدة، وتجاوز الخط الذي بعده سوف يزداد عدوان الغرب ضدها بسرعة، حتى ينتهي بصدام عسكري.   بشكل عام، وفي بداية الزيارة الصينية إلى روسيا، كانت هناك ثلاث قضايا رئيسية عالقة:   1- هل ستساعد الصين روسيا في مجال التسلح، إلى أي مدى وبماذا؟ أعتقد أننا لن نعرف إجابة هذا السؤال قريبا.   2- متى ستفتح الصين جبهة ثانية؟   ربما يكون هذا هو البند الأصعب على جدول الأعمال الثنائي. ومن الواضح أن بوتين ليس في عجلة من أمره لتوسيع نطاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا. على الأرجح، أن الهزيمة السريعة لأوكرانيا سيعقبها مشاركة أعضاء حلف "الناتو" من أوروبا الشرقية على أقل تقدير في الصراع. أي أن الحرب، بعد أوكرانيا، لن تنتهي فحسب بالنسبة لروسيا، بل ستتوسع، وسيتعين عليها محاربة "الناتو" بآفاق غير واضحة. ومن المحتمل أن يكون السبب الرئيسي لبطء بوتين هو عدم وجود اتفاق مع بكين على التوزيع العادل للأعباء والمجهود في المواجهة المشتركة مع الغرب. لو كنت بوتين، كنت سأجعل هذه النقطة هي القضية الرئيسية للمحادثات، لأن الصين هي المستفيد الرئيسي من النظام العالمي الجديد.   لا أعرف ما إذا كانت افتراضاتي صحيحة، ولكن إذا ما كان قد تم التوصل إلى بعض الاتفاقات خلال المحادثات وجها لوجه التي استمرت أربع ساعات ونصف الساعة، فربما نرى قريبا تغييرا في تكتيكات القوات الروسية.   3- بعد دخول الصين في مواجهة عسكرية، ما هي طبيعة تصرفات روسيا؟   هنا يبدو مستوى اليقين أعلى بكثير، وهذا نقلا عن بيان القادة:   "سيحمي الطرفان بشكل مشترك أمن الطاقة العالمي (بما في ذلك البنية التحتية الحيوية عبر الحدود)، واستقرار سلاسل الإنتاج والإمداد لمنتجات الطاقة".   في رأيي المتواضع، أنه لا يمكن النظر في هذه القضية دون مراعاة اتفاقية السلام السعودية الإيرانية الموقعة بوساطة صينية، والتي من خلالها وضعت الصين لنفسها موطئ قدم على سواحل البحر الأحمر والخليج. حيث أنه من الواضح أنه خلال السنوات الخمس المقبلة، وربما لن تتمكن روسيا أبدا من توفير عبور جميع صادرات الصين من السلع ووارداتها من المواد الخام عبر الممرات البرية، حيث أن إمكانيات العبور الآن محدودة للغاية. أي أن الحفاظ على إمكانية التجارة البحرية للصين على أي حال هو عامل بقاء في الحرب القادمة. وسيصل العدوان الأمريكي حتما، بعد استنفاد العقوبات، إلى محاولة إكمال الحصار البحري للصين. وبشكل حتمي أيضا، ستكون ساحة المعركة الرئيسية بين الصين وكتلة "أوكوس" هي الطريق من الصين إلى الخليج، وربما دول الخليج أو حتى الشرق الأوسط بأكمله.   وقد جرت، قبل أيام فقط، مناورات بحرية مشتركة بين روسيا والصين وإيران في خليج عمان. أعتقد أن تلك هي الإجابة على السؤال الثالث، ومع ذلك، فإن مدى المشاركة الروسية ستعتمد بالتأكيد على مدى نجاح روسيا في أوكرانيا وأوروبا.   ستظل المملكة العربية السعودية والإمارات ودول الخليج بشكل عام، بما في ذلك إيران، حتى بعد زيادة صادرات النفط الروسية إلى الصين، المصدر الرئيسي الذي لا غنى عنه للطاقة بالنسبة لبكين.   وبعد أن اتخذت المملكة العربية السعودية خطوة جريئة وغير متوقعة نحو المصالحة مع إيران، غادرت المعسكر الأمريكي، إلا أنها لم تدخل رسميا بعد إلى المعسكر الصيني. إلا أنني أعتقد أنها مسألة وقت، ذلك أن محاولات الولايات المتحدة المستقبلية لحرمان الصين من النفط الخليجي لن تترك للرياض والخليج بأسره الحرية في اختيار الجانب الذي سينضم إليه.   وتجدر الإشارة هنا إلى أنه من الممكن إضافة زيارة الرئيس  بشار الأسد الأخيرة إلى الإمارات إلى نفس السياق.    فالسلام بين المملكة العربية السعودية وإيران هو فقط أول الأمور المدهشة التي كانت حتى عهد قريب تبدو من الأمور المستحيلة والتي لم نرها بعد. ربما سنرى في غضون أعوام قليلة مقبلة قوات مشتركة بين الحوثيين والسعودية في شبه جزيرة سيناء، تواجه المحاولات الأمريكية الإسرائيلية لقطع العبور الصيني لقناة السويس.

المصدر : ألكسندر نازاروف_rt


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة