#
  • فريق ماسة
  • 2023-01-29
  • 7172

روسيا تربط الشرق والغرب في مطار “الجراح” وسط سورية

بعد سنوات من توقف مطار “الجراح” العسكري بريف حلب الشرقي عن العمل، أعادت موسكو إحياءه قبل أيام، حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في 24 من كانون الثاني، إعادة ترميم القاعدة الجوية، للاستخدام المشترك مع قوات الجيش السوري.   ويقع مطار “الجراح” أو “الجيرة” العسكري شرق قرية المهدوم في منطقة منبج على بعد 60 كيلومترًا من مدينة حلب، ويحتوي على 12 حظيرة ومدرج واحد بطول 3.1 كيلومترًا، ويحظى بأهمية استراتيجية، إذ يعتبر نقطة وصل بين الشرق والغرب في المنطقة. إعادة تأهيل لمطار خارج عن العمل منذ 2017، فتحت الباب أمام تساؤلات عن أهمية هذا المطار ودلالات التوقيت، وتأثيره على المنطقة ككل، خاصة مع قربه لمناطق سيطرة المعارضة و”قوات سوريا الديمقراطية”.   يتوسط المطار مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وقوات فصائل المعارضة وقوات الجيش السوري، حيث يبعد عن أقرب نقطة لسيطرة “قسد” عشرة كيلومترات، وعن مركز منبج (الخاضعة لـ”قسد”) 47 كيلومترًا، ويبعد عن أقرب نقطة لسيطرة فصائل المعارضة في شمال غربي سوريا نحو 40 كيلومترًا.   ومنذ اندلاع الازمة في سوريا عام 2011، تبدلت الجهة المسيطرة على مطار “الجراح” مرات عديدة، إذ تمكنت فصائل المعارضة من السيطرة عليه عام 2013، بعد أن حاصرت الفصائل قوات الجيش السوري نحو شهرين، وفي عام 2014 سيطر تنظيم “الدولة الإسلامية” على المطار بعد طرد فصائل المعارضة.   وبقي المطار تحت سيطرة التنظيم حتى تمكنت قوات الجيش السوري بدعم جوي روسي من استعادته، بعد معارك بين الطرفين، في أيار عام 2017.   وحول سبب اختيار المنطقة يرى المحلل في الشأن الروسي نصر اليوسف، أن روسيا كان باستطاعتها اختيار التمركز في مطارات أخرى، ولكن اختارت مطار الجراح لمضايقة أمريكا، ولأن النقاط الأمريكية توجد على مسافات قريبة من المطار، مضيفًا أن المطار قادر على استقبال الطائرات الاستراتيجية “TU-122” وهذا يدل على أن روسيا لا تريد إضعاف أو التقليل من التواجد العسكري في سوريا.   واتفق المحلل والخبير العسكري بشأن سبب اختيار التوقيت لترميم المطار، وهو عدم السماح لتركيا بتنفيذ عمليات في العمق السوري، بالإضافة إلى استخدام المنطقة كورقة ضغط ضد الدول الأخرى في المنطقة.   وتزامن ترميم المطار مع تسارع الحديث عن تقارب تركي مع دمشق، تمثل بلقاءات على مستوى وزراء الدفاع لكل من تركيا وسوريا وروسيا في موسكو، وذلك في 28 من كانون الأول 2022، وحديث عن لقاء على مستوى رؤساء تركيا وسوريا، لكنه لم يبصر النور بعد، ومع اعتزام تركيا تنفيذ عملية عسكرية ضد مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وهجوم بري شمالي سوريا تلوّح به أنقرة منذ تشرين الأول 2022.   وبحسب تقرير صادر عن مركز “جسور للدراسات” في نيسان 2022، فإن القوات الروسية تسيطر على العديد من المطارات العسكرية في سوريا، وهي أكثر القوى تحكمًا في بحركة الطيران والدفاعات الجوية، وتستخدم القوات الروسية 24 مطارًا في سوريا منها مطارات تستخدمها موسكو وحدها.   تخوف إسرائيلي نقلت وسائل إعلام إسرائيلية التخوف الإسرائيلي من نشاط روسيا والجيش السوري المشترك في مطار “الجراح”، إذ تخشى المؤسسة الأمنية من أن يستخدم الإيرانيون المجال لشحن أسلحتهم، إذ ستجد إسرائيل صعوبة في التصرف عسكريًا خوفًا من إلحاق الضرر بالمعدات أو الطائرات الروسية.   إسرائيل وباستمرار تستهدف المطارات العسكرية والمدينة السورية بغارات جوية، وشكلت الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف الدفاعات الجوية السورية 12% من مجمل الهجمات الإسرائيلية في عموم سوريا، بحسب دراسة لمركز “حرمون للدراسات” الصادرة في 23 تشرين الثاني 2022.   وبحسب الدراسة، فإن الضربات الإسرائيلية على المطارات المدنية والعسكرية السورية في اتجاه تصاعدي منذ عام 2013، تزامنًا مع تطورات الصراع السوري.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة