دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
نشر
موقع "روسيا اليوم"، تقريرا نقل فيه عن شبكة إن "بي سي نيوز" الأمريكية،
ما ورد في كتاب مايكل شميدت مراسل "نيويورك تايمز" في واشنطن، الذي تناول
سيرة دونالد ترامب الرئاسية، أنّ الرئيس الأمريكي السابق، اقترح خلال رئاسته لبلاده
توجيه ضربة نووية لكوريا الديمقراطية (الشمالية) واتهام دولة أخرى بالهجوم، وأن الجدل
حول عدد الأشخاص الذين يمكن أن يقتلوا لم يكن له تأثير على ترامب.
بالطبع،
هذا تفكير وسلوك إجرامي متغطرس ولا أخلاقي؛ إجرامي، لأنه يريد اقتراف جريمة بشعة بحق
شعب دولة أخرى لم تؤذ الولايات المتحدة أبداً، وذنبها أنها تمارس سياسة مستقلة ولا
تخضع لسياسات واشنطن وزغباتها؛ ومتغطرس لأنه يريد استخدام "فائض القوة" الذي
تشعر به بلاده لإذلال الآخرين دون وجه حق، وبشكل يتجاوز القانون الدولي وشرعة الأمم
المتحدة والمعاهدات الدولية؛ وغير أخلاقي لكل ما سبق، ولأنه أيضاً يريد اتهام جهة بريئة
لا علاقة لها بكل ما يقوم به من اعتداءات وجرائم حرب، فيما لم يُلق اهتماماً لعدد الأشخاص
الذين يمكن أن يقتلوا بسبب عدوانه.
ترامب
الذي خالف كل المواقف الأمريكية تجاه القضية الفلسطينية، والجولان العربي السوري المحتل
من قبل إسرائيل، ليس وحيداً؛ فالصفات المذكورة أعلاه، تنطبق على صديقه "الخائن"
له بنيامين نتنياهو رئيس وزراء كيان "إسرائيل"؛ هي قواسم مشتركة بين الرجلين،
إلى جانب قاسم آخر هو أنّ ترامب ونتنياهو وبعض القادة الآخرين ــ بحسب مقال آلين فراشون
في صحيفة لوموند الفرنسية ـ لا يحبون القضاة المستقلين – وخاصة قضاة المحاكم الدستورية،
ويتحدّون فكرة سيادة القانون، لأن دولة القانون تجعلهم غير مرتاحين، إذ تنص على أن
الأغلبية لا تملك كل الحقوق على وجه التحديد؛ ويجب أن تعمل ضمن إطار قانوني أعلى –
والذي تمت الموافقة عليه أيضًا من قبل غالبية الناخبين.
لم يبق
أحد لم يقرأ ويستشعر "الخطر" الذي يشكله نتنياهو وحكومته المتطرفة محلياً
وإقليمياً؛ على الفلسطينيين وحل الدولتين وفرص السلام في الأراضي الفلسطينية المحتلة؛
وعلى كيان "إسرائيل" نفسه، حيث ترتفع التحذيرات وباتت تُسمع في "إسرائيل"
بشكل جدي عبارات "الحرب الأهلية" و"زلزال شعبي" و"يشعلون
النار في البلاد" وأنّ "هذه فترة حساسة ومتفجرة في الرأي العام"؛ وعلى
إيران البعيدة التي كشف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي المنتهية ولايته الجنرال أفيف
كوخافي، عن أن جيشه "بلور" العام المنصرم ثلاثة برامج لشنّ هجوم على إيران،
فيما يعلم الجميع أنّ موضوع الضغط على إيران هو أحد أولويات نتنياهو الخارجية؛ لكنّ
الخطر الأكبر الذي يشكله نتنياهو وحكومته، هو على الحليف القريب القلق: المملكة الأردنية
الهاشمية.
الخطر
الصهيوني على عمّان، تراه الأخيرة بوضوح وتُعِدُّ العدة لمواجهته بما تستطيع. وقد أصدرت
مجموعة من الشخصيات السياسية والوطنية الأردنية بياناً الخميس 12/1/2023، استعرض المخاطر
الصهيونية على المملكة، وأكد على ضرورة مواجهة تحديات وتهديدات لا يمكن انكارها من
جهة رموز حكومة اليمين "الإسرائيلي" المتشدد ضد الأردن، مع التأكيد على أمن
واستقرار المملكة وثوابت عمّان.
البيان
الأردني ذكّر مراكز القرار السياسي في البلاد والرأي العام الأردني بأن المملكة ليست
حلقة ضعيفة أو خاصرة رخوة يمكن أن تُمارس عليها الضغوط أو تُفرض عليها المؤامرات والمشاريع
المشبوهة بما في ذلك ما يسمى "بالخيار الأردني"؛ وهو غطاء لمؤامرة التوطين
والوطن البديل وللترانسفير سواء كان ماديا أو سياسيا أو على شكل ترحيل عبء المشكلات
التي تواجه المقيمين في الضفة الغربية إلى الأردن. ورفض البيان أيضاً أي صيغ يُمكن
أن تُطرح مثل الفدرالية أو الكونفدرالية أو حتى التكامل الاقتصادي والإقليمي. كما نص
على أن دور الأردن في رعاية المقدسات والإشراف عليها دور أصيل وضروري ومهم لحمايتها
من المخططات الإسرائيلية.
لن نكون
ملكيين أكثر من الملك، والأردن الشقيق أدرى بمصالحه والمخاطر التي تحقيق به، ونحن نتفق
تماماً مع الأشقاء الأردنيين بأن نتنياهو وحكومته شرّ كبير وخطر محيق يجب التنبه له
والتحضر لمواجهته بكل السبل. وما ورد في البيان الأردني ليس تنجيماً ولا استباقياً؛
فتصريحات رموز حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة، بمن فيهم نتنياهو تلمّح إلى ضرب دور
المملكة في رعاية المقدسات في القدس المحتلة، وإلى انتفاء الحاجة أو تراجع دور عمّان
في حماية الخاصرة الشرقية للكيان، وإلى تفريغ الضفة الغربية من سكانها الأصليين ودفعهم
باتجاه الأراضي الأردنية... إلخ.
الأردن
ليس وحيداً ولديه عدد من أوراق القوة والمواجهة بالطبع، وإحدى أهم هذه الأوراق التفهم
الدولي لموقفه وتحميل حكومة نتنياهو المسؤولية عن أي تصعيد محتمل، ولكن ذلك لا يكفي.
كما أنّ حكومة المتطرفين الصهيونية تدرك نقاط الضعف الأردنية وستسعى بالتأكيد إلى استغلالها؛
فحكومة نتنياهو إجرامية ومتغطرسة ولا أخلاقية باعتراف الإسرائيليين أنفسهم، ولذلك يجب
الاستعداد لمواجهة مشاريعها ومخططاتها بكافة السبل..!!
المصدر :
بديع عفيف/موقع Syriafriends
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة