دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
اعتاد
الرجل المهذب والمحنك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استخدام عبارة "
شركاؤنا في الغرب " قاصدًا بذلك دول أوربا والولايات المتحدة وغيرها من
الدول الغربية , وهي عبارة من أدبيات السياسة الخارجية الروسية يتم
استخدامها حتى من الرئيس بوتين , على اعتبار أن مرحلة الحرب الباردة
والصراع بين دول الاتحاد السوفييتي السابق والمعسكر الغربي ممثلا بحلف
الناتو قد ولت إلى غير رجعة وصارت العلاقة بين روسيا وهذه الدول علاقة
شراكة من أجل التنمية والسلام على الأرض .ولكن هل طيبة القلب الروسية وصلت
إلى هذه الدرجة ؟؟ هل التمسك بالمبادئ والأخلاقيات السياسية المبنية على
الإيمان بالشراكة بين جميع دول العالم لمواجهة التحديات التي تواجه كوكب
الأرض هي لأصحاب القلوب البيضاء فقط ؟؟ ما يدفع إلى هذا التساؤل هو
التصريحات "الفضيحة " التي أدلت بها المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا
ميركل إلى صحيفة "تسايت " الألمانية . حيث أكدت ميركل بأن الهدف الحقيقي
لاتفاقيات مينسك 2014 كان منح كييف الوقت الكافي لتعزيز قدراتها العسكرية
في مواجهة روسيا .
نعم
هذا هو الهدف الحقيقي لاتفاقيات مينسك التي رافقها حملات ضخمة من التضليل
الإعلامي المبني على الخبرات الغربية في الكذب والبروباغاندا للتغطية على
ما أرادته دول الغرب من توقيع هذه الاتفاقيات . وهذا التضليل المبرمج استمر
مع بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا ,حيث تجندت وسائل إعلامية
ضخمة لتزوير الحقائق عما يحدث هناك من عمليات إبادة ممنهجة قامت بها عصابات
النازيين الجدد ضد السكان المدنيين في دانيتسك ولوغانسك وغيرها من
الأقاليم التي يسكنها المواطنون من أصول روسية . عمليات الإبادة هذه والتي
دعمتها حكومة زيلينسكي لم يتمكن الإعلام الروسي من إيصالها إلى العالم لأن
الآلة الإعلامية الغربية عملت ومنذ توقيع اتفاقيات مينسك على فبركة
الأكاذيب عن أوكرانيا ودعمت وصول الممثل المسرحي إلى السلطة بجميع الوسائل
.وكانت الصورة التي يروج لها بأن زيلينسكي هو حمامة سلام جاءت به
الانتخابات الديموقراطية ليكون رئيسا لبلد مسالم يواجه تهديدات روسيا
العسكرية . كل هذه الأكاذيب تم ضخها للتغطية على الفظائع التي ارتكبتها
العصابات النازية الأوكرانية ضد مواطنين أبرياء , كل ذنبهم أنهم من أصول
روسية ولغتهم الأم هي اللغة الروسية وهم يعيشون على هذه الأرض من مئات
السنين .
إذا
فإن العمل على نشوب حرب بين أوكرانيا وروسيا لم يخطط لها من قبل الروس فقط
وهذا التباكي على أوكرانيا وشعبها من قبل الدول الغربية لا يشبه إلا بكاء
التماسيح لأن الفترة الممتدة بين 2014 و2022 كانت فرصة زمنية منحت
لأوكرانيا لتعزيز قوتها العسكرية أمام الروس وهذا يعني بأن توريدات السلاح
والكرم الغربي في تزويد أوكرانيا بالسلاح لم يبدأ مع بدء العمليات العسكرية
الروسية بداية العام الحالي إنما كانت عملية مستمرة طيلة السنوات الماضية
قدمت فيها دول الغرب كميات كبيرة من الأسلحة ولكن ذلك لم يظهر في الإعلام
ولم يتحدث عنه أحد وتم تأجيج الموضوع وإظهاره على العالم بعد بدء الحرب في
أوكرانيا بحجة دعم أوكرانيا للدفاع عن نفسها . أما الآن فقد توضحت الصورة
وصرنا نعرف من أين جاءت القوات الأوكرانية بتلك الأسلحة منذ الساعات الأولى
للحرب .
أما
اليوم ومع دخول الحرب شهرها العاشر فإن الدول الغربية بزعامة الولايات
المتحدة مازالت تزعم استمرار دعمها لأوكرانيا هذا الدعم الذي يهدف حقيقة
إلى عدم السماح بخسارة الحرب وفي الوقت ذاته عدم السماح لأوكرانيا تحقيق
نجاح عسكري سريع وإطالة أمد الحرب لأطول فترة ممكنة بهدف إضعاف روسيا
والقضاء على الطموحات السياسية للكرملين كقوة عالمية وحرمان موسكو من
مكانتها كقوة دولية والسعي إلى تغيير النظام السياسي في روسيا وحرمانها من
امتلاك أسلحة نووية , نعم هذه هي الأهداف الحقيقية للحرب في أوكرانيا وكل
ما يعانيه العالم من أزمات سببه أطماع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات
المتحدة ورغبتها في السيطرة على مقدرات العالم ونهب خيراته كما كانت تفعل
من مئات السنين .
إن
الأطماع الغربية في خيرات شعوب العالم والرغبة في الهيمنة يغلف دائما
بمقولات عن الحرية والديمقراطية والحقوق الإنسانية وكلها مقولات حق يراد
بها باطل لأن الولايات المتحدة الأمريكية شكلت بالتعاون مع بريطانيا ( التي
كانت عظمى ) نظاما متعدد المستويات للسيطرة على الرأي العام العالمي عبر
شبكة واسعة من وكالات العلاقات العامة ووسائل الإعلام العالمية وجميعها تم
استخدامها بفعالية ضد روسيا فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية .. وعلى سبيل
المثال فقط وظفت دول الغرب ما يسمى جمعية العلاقات العامة والاتصالات
ومقرها الرئيس في لندن ولها أكثر من 30 ألف موظف حول العالم من أجل الترويج
المنسق لمعلومات غير صحيحة ومناهضة لروسيا . هذه المؤسسة واحدة من مجموعة
كبيرة من الجمعيات والمؤسسات التي تهدف إلى التستر على نشاطات وكالات
المخابرات البريطانية والأمريكية ضد روسيا ودول العالم الأخرى مثل الصين
وإيران وسورية ... والنشاط المذكور لهذه المؤسسات هو الرديف الفعلي للجيوش
في الحرب ضد روسيا في أوكرانيا . فأولا يتم التغطية على النشاطات
المخابراتية للدول الغربية في أوكرانيا وثانيا يتم ضخ مجموعة كبيرة من
الأكاذيب عن عمليات الجيش الروسي واتهامه بارتكاب عمليات عسكرية ضد
المدنيين . وللأسف فإن روح غوبلز وزير إعلام هتلر ما زالت تهيمن على
المسؤولين الغربيين فالكذب حول الحرب الروسية في أوكرانيا مستمر على أمل أن
يصدق أحد ما هذه الأكاذيب ...
وإذا
عدنا للتاريخ قريبه وبعيده نجد أن روسيا تعرضت دائما للغزو من قبل جيرانها
وكانت دائما مطمعا ( لشركائها الغربيين) من أجل احتلالها والسيطرة على
خيراتها , ويذكر لنا التاريخ معارك كثيرة خاضها الروس دفاعا عن أرضهم ضد
الأتراك والفرنسيين والألمان وغيرهم ( علينا أن نذكر هنا أن العرب هم
الوحيدون الذين لم يخوضوا حربا ضد روسيا ) وهذه الحروب كانت تنتهي دائما
بانتصار الروس مع تضحيات هائلة قدمها الشعب الروسي دفاعا عن أرضه , صحيح أن
الجنرال صقيع أو الجنرال ثلج كان له دور في كسر إرادة نابوليون وهتلر
وغيرهما من الطامعين وإرجاعهم عن موسكو التي بقيت عبر تاريخها عصية على
المحتلين إلا أن إرادة الروس وصبرهم وتضحياتهم كانت السبب الأساس للنصر
والذي سيتكرر قريبا في أوكرانيا .
وعود
على بدء نقول للمحترم لافروف : نرجوك.. الغرب بأغلب دوله والولايات
المتحدة لم يكونوا يوما شركاء لروسيا والذهنية التي تحكم سياسات الهيمنة
التي تقودهم لن تجعلهم يوما شركاء لروسيا وعبثا تستخدم عبارة شركاؤنا معهم
.. ويبدو أن شركاء روسيا هم في مكان آخر هناك في الصين أو إيران أو سورية
أو دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية ...وأنت والقيادة الروسية أدرى على ما
نرى ونعتقد .
المصدر :
محطة اخبار سورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة