دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
توفي الشاعر الغنائي الكبير، صفوح شغالة،
مساء الثلاثاء، محاطاً بأسرته ومحبّيه وفي مدينته التي أحبّها وتغنّى بها في أشعار
لا تعد ولا تحصى.
ودون سابق إشارة أو أي عارض مرضيّ طارئ،
ودّع شاعر حلب مدينته ومحبيّه على عجل، عن عمر ناهز 66 عام، ليطوي معه صفحة من صفحات
تاريخ سوريا الفني والتي كانت تسجلت باسمه على مدى عقود طويلة قدم خلالها أعمالاً خالدة
في مسامع الحلبيين خصوصاً والسوريين عموماً.
وكان شاعر حلب الراحل جسداً والباق بأعماله
الوافرة، يتشارك تحضيرات فعالية فنية، مع الفنان القدير صفوان العابد، الذي رافقه بمحطات
فنية عديدة حتى ساعاته الأخيرة، إذ كان الفقيد مكلفاً بالإشراف العام على فعالية من
المقرر إقامتها في 20 الشهر الجاري بمناسبة ذكرى انتصار حلب.
ونعى “العابد” في حديثه لتلفزيون الخبر،
صديقه الصدوق على حد تعبيره، معتبراً وفاته خسارة كبيرة، ومشيراً إلى أن الراحل كان
يرافقهم في البروفات التحضيرية حتى الساعات الأخيرة، وبدورهم سيقدمون ما يليق بفقيد
حلب، في الفعالية التي كان يجري تحضيرها بإشرافه.
ورغم أن شاعر حلب ليس عضواً في نقابة الفنانين
إلا أن نقيب فناني حلب المايسترو عبد الحليم حريري، نعى فقيد حلب بكلماته الخاصة مؤكداً
في حديثه لتلفزيون الخبر: “أن حلب ظلت محور حياة الراحل وهمّه الأكبر، طوال حياته الشخصية
والفنية”.
ويعد صفوح شغالة من أبرز شعراء الأغنية
السورية الذين قدموا أعمالاً باللهجات السورية المتنوعة ومختلف لهجات الوطن العربي،
فيما غنى له كبار مطربي الوطن العربي، أمثال، نجوى كرم (الحبيّب)، جورج وسوف (طبيب
جراح – تخسر رهانك)، عاصي الحلاني (فرصة عمر)، وائل كفوري (ليلي ويا للي)، نوال الزغبي
(ماندم عليك)، فلّة الجزائرية (تشكرات – أهل المغنى – ولا حتى ثانية)، إليسا (إرجع
للشوق) وغيرهم الكثير.
وحمل الشاعر السوري الكبير، مدينته حلب
في قلبه وشعره وكتاباته، فكان حريصاً على الكتابة باللهجة الحلبية المحكية ونقلها بقصائد
غنائية، غناها كبار مطربي حلب وبعضها بات جزءاً من الفلكلور السوري الشفهي، أمثال
“طول البنية – قوموا لنرقص عربية، وغيرها.
وكانت “تسلميلي يا حلب” أول أغنية كتبها
الراحل، عام 1992 وغناها المطرب الحلبي القدير سمير جركس، وليس آخرها، خلال الحرب،
أغنية “شهبا وش عملوا فيكِ” التي غناها المطرب القدير شادي جميل، فيما تجاوز رصيده
الغنائي الألف وستمئة أغنية.
وحظي الشاعر باستقبال وتكريم السيد الرئيس
بشار الأسد والسيدة الأولى، مرات عدّة خلال مسيرته الفنية، وكان آخرها دعوته للمشاركة
في حضور مراسم تقليد الدكتورة نجاح العطار وسام أميّة الوطني ذا الرصيعة.
ونال شاعر حلب تكريمات رفيعة المستوى من
جهات محليّة وعربية عدّة، تقديراً لما قدّمه من أعمال غنائية ووطنية على مدى عقود طويلة.
ومن المقرر تشييع فقيد حلب وشاعرها الكبير،
الأربعاء، عقب صلاة الظهر في جامع التوحيد، ليوارى الثرى في مقبرة الشيخ جاكير بحلب.
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة