دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في السنوات السابقة، تربّعت مجموعة «FAANG»
على عرش سوق الأسهم. تتألف من خمس شركات هي: «Facebook»
و«Amazon» و«Apple» و«Netflix» و«Alphabet» (الشركة الأم لـ غوغل).
تعاظمت تلك الشركات خلال فترة الجائحة إلى أن انحسر الوباء، وبدأ البنك الفيدرالي الأميركي
برفع سعر الفائدة من أجل تجفيف الكتلة المالية الهائلة التي طبعها لتمويل الإعانات
ومصاريف الحكومة، فارتفعت قيمة الدولار مقابل انخفاض أسعار الأسهم والسندات والعملات
المشفّرة أيضاً.
كانت «ميتا» (فايسبوك سابقاً) الأكثر تأثراً. فقد انخفض سعر سهمها بنحو
72% مقارنة مع ما كان عليه قبل 12 شهراً (من 353 دولاراً مطلع العام إلى نحو 89 دولاراً
حالياً). في شباط من العام الحالي، عانت الشركة من أسوأ انخفاض في يوم واحد في تاريخ
سوق الأسهم الأميركية، إذ تبخّر أكثر من 251 مليار دولار من مجموع قيمة أسهمها، وذلك
بعد صدور بيانات أشارت إلى انخفاض عدد المستخدمين الناشطين يومياً على منصة «فايسبوك».
أما العامل المحفّز لانهيار أسهمها مجدداً في تشرين الأول الماضي، فهو بيان الأرباح
والخسائر الذي أظهر تقلصاً في الإيرادات.
ألقى المستثمرون اللوم على مصاريف «ميتا» الهائلة في مشروع «ميتافيرس».
وحاول مؤسّس الشركة، مارك زاكربيرغ، لملمة الجراح وتعهد بالمضي قدماً في إنفاق المزيد
على الاستثمارات في الأجهزة التكنولوجية لتسهيل تحولها نحو «ميتافيرس». كما حاول الرجل
تنفيس غضب حَمَلة الأسهم، عبر القول إنه من الطبيعي أن لا تظهر نتيجة كل تلك الأموال
سريعاً، فالـ«ميتافيرس» ما زال في بدايته، ويحتاج هذا العالم الرقمي الموازي إلى بعض
الوقت من أجل أن يصبح حياً. لكن ذلك كله، لم يمنع فقدان ثقة المستثمرين في «ميتا».
لكن بمعزل عن نفقات الـ«ميتافيرس»، وعن رفع سعر الفائدة، وعن انتشار
«تيك توك» بين جيل الألفية والـ«Gen Z»
بشكل تخطّى كل التقديرات وفقدان «فايسبوك» ميزته مع الفئات الأصغر سناً، هناك سبب آخر،
يعلمه حملة أسهم «ميتا»، وهو أن شركة «آبل» قتلت عملاق منصات التواصل الاجتماعي. فقد
قامت «آبل» بتغيير شامل للخصوصية «Privacy»
في نظامها التشغيلي «iOS»
لأجهزة «آيفون»، والمسمى «App Tracking Transparency».
هذه الميزة الجديدة، تُتيح للمستخدمين تحديد إذا كانوا يريدون أن تتبعهم التطبيقات
مثل «فايسبوك» عبر الويب. يمكن فهم تأثير ذلك على «ميتا» على النحو الآتي: هناك مستخدم
لديه تطبيق «فايبسوك» على هاتفه الذكي، وأراد هذا الشخص شراء منتجٍ معيّن، فدخل إلى
متصفح «سفاري» على هاتفه الـ«آيفون»، كتب اسم المنتج، بحث عن سعره وأماكن تواجده وربما
قرأ تجارب من اشتروه قبله. سيذهب هذا المستخدم إلى تطبيق «فايسبوك» خلال النهار، وهو
يتصفح المنصة، سيظهر له إعلان عن ذات المنتج الذي كان يبحث عنه عبر تطبيق آخر. هذه
هي آلية عمل النظام الإعلاني في «ميتا».
قامت «آبل» بتغيير شامل للخصوصية
في نظامها التشغيلي لأجهزة «آيفون»
لكن هذا الأمر، لم يعد ممكناً اليوم على أجهزة «آيفون»، إذا اختار المستخدم
عدم السماح للتطبيق بتتبع ما يقوم به. عملياً، نسفت «آبل» آلية جني المال التابعة لـ«ميتا»
بأكملها. وبحسب «بلومبيرغ»، سيخفض هذا الأمر عائدات «ميتا» بقيمة 10 مليارات دولار
مع نهاية السنة الحالية. وبالإضافة إلى ذلك، حالياً، «ميتا» متهمة بمحاولة التحايل
على ميزة «آيفون» الجديدة، ومن ضمنه تهمة انتهاك قوانين جمع البيانات الفيدرالية في
دعوى قضائية جماعية مقدمة ضدّها في كاليفورنيا.
من هنا، يتضح لمَ يحاول زاكربيرغ الدفع بكل طاقة الشركة نحو الـ«ميتافيرس»،
إذ هو حالياً يقدّم خدمة موجودة على أجهزة لا يملكها، وبالتالي لا يملك السيطرة على
ما يمكن أن يجمعه من بيانات. وعندما يجهز الـ«ميتافيرس» وتصبح أجهزة الدخول إليه، والتي
يقوم بالعمل على تطويرها وتصنيعها، سيصبح مارك زاكربيرغ مالكاً للخدمة والجهاز.
المصدر :
الأخبار
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة