دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
لليوم الثالث تحاصر قوات الاحتلال الإسرائيلي
150 ألف فلسطيني في مخيم شعفاط وبلدة عناتا شمال القدس المحتلة، حيث تنتشر بكثافة فيهما،
وتشن حملات مداهمات واعتقالات واسعة، فيما قطعت أوصال أحياء مدينة القدس، وقيدت حركة
الفلسطينيين فيها لتأمين اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والبلدة القديمة.
قوات الاحتلال تغلق مخيم شعفاط وبلدة عناتا
منذ مساء السبت الماضي، وتنفذ اقتحاماتها بمساندة الطائرات المروحية، وتنكل بالفلسطينيين
وتمنعهم من الدخول أو الخروج، بما فيهم المرضى والمصابون، إضافة لمنعها دخول المواد
الغذائية والأدوية وتقييدها وصول طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، كما أغلقت المدارس،
ومنعت الطلاب من التوجه إليها.
الخارجية الفلسطينية أكدت أن صمت المجتمع
الدولي عن جرائم الاحتلال يؤدي إلى تآكل ما تبقى من مصداقية الأمم المتحدة، لافتة إلى
أن عدم محاسبة الاحتلال والامتناع عن تنفيذ قرارات الشرعية يهدد بتحويل المنظمة إلى
منتدى عالمي غير فاعل.
وشددت الوزارة على أن اقتحامات المستوطنين
اليومية للمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس المحتلة، وما تتعرض له المقدسات المسيحية
والإسلامية جزء لا يتجزأ من حرب الاحتلال المفتوحة على القدس، وهويتها وواقعها الحضاري
التاريخي، والوجود الفلسطيني فيها لفرض واقع تهويدي جديد يخدم مخططات الاحتلال الاستعمارية.
مستشار ديوان الرئاسة الفلسطينية لشؤون
القدس أحمد الرويضي اعتبر أن ممارسات الاحتلال العدوانية في عناتا ومخيم شعفاط ترقى
إلى مستوى جرائم الحرب، مطالباً بتدخل دولي عاجل لرفع الحصار وتوفير الحماية للفلسطينيين.
وفي تصريح لمراسل سانا تحدث الباحث الحقوقي
معتز العجلوني من مخيم شعفاط عن معاناة الفلسطينيين قائلاً: إن المئات من قوات الاحتلال
تحاصر المخيم وبلدة عناتا، وتمنع دخول الدواء والغذاء، بالتزامن مع اقتحامات متواصلة
للمنازل وتخريب محتوياتها والاعتداء على أهلها، الأمر الذي أدى إلى إصابة واعتقال العشرات،
لافتاً إلى أنه لا البشر ولا الحجر يسلمون من ممارسات الاحتلال القمعية التي تعد انتهاكاً
صارخاً لكل القوانين والأعراف الدولية.
من جهته بين أحمد مصالحة من مخيم شعفاط
أن الوضع يزداد سوءاً بسبب تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال التي أجبرت اليوم عدداً من
العائلات على الخروج من منازلها، وقامت بتجميعها في العراء تمهيداً لهدم هذه المنازل.
حال الفلسطينيين في شعفاط وعناتا لا يختلف
كثيراً عنه في باقي أحياء القدس المحتلة، حيث كثفت قوات الاحتلال حواجزها في مداخل
المدينة وفي بلدة سلوان والبلدة القديمة وحي وادي الجوز في شمالها الشرقي ومحيط المسجد
الأقصى، وفرضت قيوداً مشددة على حركة الفلسطينيين لتوفير الحماية لمئات المستوطنين
لاقتحام الأقصى.
وزير الأوقاف الفلسطيني حاتم البكري أوضح
أن أكثر من ألف مستوطن اقتحموا الأقصى اليوم، إضافة إلى المئات خلال الأيام الماضية
بحماية قوات الاحتلال التي اعتدت على المرابطين في الأقصى والعاملين فيه، واعتقلت عدداً
منهم في اعتداء سافر على المقدسات وحرية العبادة، مشيراً إلى أن الاحتلال حول القدس
والطرق المؤدية إلى الأقصى إلى ثكنة عسكرية لمنع وصول الفلسطينيين إليه.
ولفت البكري إلى أن هذه الاقتحامات جزء
من مخططات الاحتلال لتهويد الأقصى وتغيير الوضع القانوني والتاريخي القائم فيه، وذلك
في إطار عملياته المستمرة لتهويد القدس، مشدداً على أنه رغم إجراءات الاحتلال التعسفية
والعدوانية يستمر الفلسطينيون بالدفاع عن أرضهم ومقدساتهم وسيفشلون مخططاته التهويدية.
بدوره بين رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس
المطران عطا الله حنا أن اعتداءات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس
وفي مقدمتها الأقصى مساس بحرمة دور العبادة، مؤكدا أن القدس ستبقى عربية والعاصمة الأبدية
لفلسطين، رغم محاولات الاحتلال الرامية لطمس معالمها وتزوير تاريخها والنيل من هويتها.
وقال المطران حنا: باسم الكنائس المسيحية
في القدس وسائر الأرض المقدسة ندين جريمة الاحتلال الإسرائيلي المستمرة في الأقصى،
فالاعتداء عليه اعتداء على كنيسة القيامة، مشيراً إلى أن الاكتفاء ببيانات الإدانة
وصيغ التعبير عن القلق غير كافية لوقف جرائم الاحتلال واعتداءاتها، وعلى المجتمع الدولي
الاضطلاع بمسؤولياته والتدخل العاجل لوقفها.
المصدر :
سانا
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة