#
  • فريق ماسة
  • 2022-10-08
  • 9225

بريطانيا على خطى دول العالم الثالث تستعدّ لقطْع مبرمج للكهرباء

رغم أن المملكة المتحدة أقل اعتمادا على الغاز الروسي، مقارنة بألمانيا، تبقى في حاجة إلى استمرار تشغيل مصادر التوريد الأخرى.   لندن – لم يستبعد خبراء أن تلجأ بريطانيا إلى خيار القطع المبرمج لمواجهة خطر انقطاع التيار الكهربائي هذا الشتاء، ولو لساعات محدودة، في مشهد يجعلها تسير على خطى دول العالم الثالث التي لا تستطيع تأمين الكهرباء بشكل دائم.   وأحدث تقرير صدر الخميس عن National Grid مشغل شبكة الكهرباء البريطانية صدمة كبيرة في البلاد بعد أن صرّح بأنه في أسوأ سيناريو لتوقف واردات الغاز من أوروبا مع إنتاج محلي غير كاف، فإن انقطاع التيار الكهربائي لثلاث ساعات متتالية يمكن أن يطبق. وكانت جميع الصحف البريطانية الصادرة الجمعة أوردت في صفحاتها الأولى عنوان “عتمة معممة”.   ولا تزال البلاد تتذكر أيام التقنين والأعطال والمرسوم الذي قيّد استهلاك الشركات للكهرباء بثلاثة أيام في الأسبوع وسط إضراب عمال المناجم في السبعينات.   بسبب الحرب الأوكرانية والقيود المفروضة على إمدادات الغاز الروسي، سيتضمن هذا الشتاء مخاطر أكثر من الفصول السابقة   وسعى وزير الدولة لشؤون المناخ غراهام ستيوارت الجمعة إلى بث الشعور بالطمأنينة في حديث لقناة سكاي نيوز، حيث قال “كل شيء سيكون على ما يرام، لكننا نستعد لكل الاحتمالات”.   وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كان يتعين حث البريطانيين على التقشف في استهلاك الطاقة، قال إن الحكومة “لا تبعث بهذه الرسالة”.   وأضاف “قد يفضل أشخاص الاستحمام السريع لأن ذلك قد يخفض كلفة فواتيرهم (…) لكن لا تأثير لذلك على أمننا في مجال الطاقة”.   وتؤكد رئيسة الوزراء المحافظة ليز تراس وفريقها باستمرار أن إمدادات الطاقة في المملكة المتحدة كافية.   وأعلن ستيوارت “نحن في وضع جيد مقارنة بجيراننا الأوروبيين الآخرين. لا نعتمد على الغاز الروسي”. وتنتج المملكة المتحدة ما يقارب نصف استهلاكها من الغاز، وهي تصريحات مماثلة لتلك التي أدلت بها رئيسة الحكومة في قمة براغ الخميس.   لكنه أقر بأنه بسبب الحرب في أوكرانيا والقيود المفروضة على إمدادات الغاز الروسي جراء ذلك “سيتضمن هذا الشتاء مخاطر أكثر من فصول الشتاء السابقة”.   ولم يؤكد ستيوارت التقارير الواردة من صحيفة تايمز الجمعة، والتي تزعم أن حملة التحفيز على توفير الطاقة أعدها وزير الأعمال والطاقة جايكوب ريس موغ ورفضتها تراس في اللحظة الأخيرة.   وكانت الحملة ستقترح على البريطانيين خفض درجة حرارة الغلايات أو المشعات في الغرف الفارغة أو المساكن في حالة الغياب عنها، مع احتمال خفض الفواتير.   وتؤمن تراس بتقليد محافظ يفيد بتدخل الدولة في الحد الأدنى. وقالت خلال مؤتمر لحزبها في برمنغهام قبل أيام “لن أقول لكم ما عليكم فعله أو التفكير فيه أو أملي عليكم الطريقة التي يجب بها أن تعيشوا حياتكم”. وأضاف ستيوارت لقناة أل بي سي الجمعة “لسنا دولة تلعب دور الوصاية”.   ويتناقض هذا الخطاب مع خطاب الحكومة الفرنسية التي تشجع على التوفير وخفض درجات حرارة أحواض السباحة العامة والشقق وحتى صنابير المباني الإدارية.   وفي أماكن أخرى، من بلجيكا إلى اليونان مرورا بألمانيا، خططت الحكومات لإطفاء الأنوار على الطرقات السريعة أو اللوحات والإعلانات المضاءة ليلًا هذا الشتاء.   وفي إطار تراجع شحنات الغاز من روسيا نتيجة الحرب في أوكرانيا، أشارت الوكالة الدولية للطاقة مؤخرا إلى أن تدابير توفير الغاز في أوروبا ستكون “حاسمة” هذا الشتاء.   ورغم أن المملكة المتحدة أقل اعتمادا على الغاز الروسي، مقارنة بالدول الأخرى في أوروبا مثل ألمانيا، “نحتاج إلى استمرار تشغيل مصادر التوريد الأخرى -الترابط مع الاتحاد الأوروبي وتسلّم الغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة أو قطر- وشتاء معتدل حتى لا نضطر إلى تقنين أو تكرار قطع الكهرباء في السبعينات”، كما يؤكد جون أندرهيل مدير مركز انتقال الطاقة بجامعة أبردين.   كما أشار إلى أن البلاد لديها سعة تخزين محدودة للغاز في حال كان الشتاء باردا وقليل الرياح مما سيؤثر على إنتاج طاقة الرياح.


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة