#
  • فريق ماسة
  • 2022-07-18
  • 10047

لقاء مع نجم الدين الخريط الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد وزير دولة سابق لشؤون تنمية المنطقة الشمالية الشرقية

        لقاء مع نجم الدين الخريط الأمين العام للحزب الشيوعي السوري الموحد وزير دولة سابق لشؤون تنمية المنطقة الشمالية الشرقية                                                          1-            بداية لنبدأ بتعريف المنطقة الشمالية الشرقية من سورية وكيف كان الوضع في هذه المنطقة قبل 2011؟ .. كانت المنطقة الشمالية الشرقية تُعد من أغنى المناطق الطبيعية ليس في سورية فحسب بل بمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام وذلك لكثرة مواردها المائية وثرواتها الحيوانية إضافة إلى الثروات الباطنية والخامات الأولية.  تمثل مساحة المنطقة الشرقية 41% من مساحة سورية، وتعتبر سلة سورية الغذائية وخزانها المائي والنفطي حيث بلغت المساحة المزروعة فيها 42% من إجمالي المساحات المزروعة في سورية، كما بلغت نسبة المراعي والمروج 38 % ونسب الأحراج والغابات 25% من إجمالي مساحة البلاد وتمثل الموارد المائية للمنطقة 58% من إجمالي موارد سورية ونسبة إنتاج الموارد الزراعية من القطن والقمح هي 42% من إنتاج سورية – وساهمت بقدر كبير من الإنتاج الحيواني. المنطقة مكونة من ثلاث محافظات هي: 1- محافظة دير الزور:   تقع محافظة دير الزور في الجزء الشرقي من سورية لتشكل بوابتها إلى العراق وتتميز المحافظة بتاريخها العريق الذي تعاقبت عليه الحضارات البابلية والأشورية والتدمرية والإسلامية، تمتد المحافظة على نهر الفرات بطول يزيد عن 200 كم أما مساحتها فتبلغ نحو 34 ألف كم2. وتتميز المحافظة بالثروات الاستخراجية التالية:   -النفط الثقيل والخفيف – غاز منزلي – غاز حر – غاز مرافق – سوائل هيدروكربونية – الملح الصخري – السيليكون - الزفت – الكلس – الرمل والجص الفراتي، و تتميز بزراعتها وذلك بسبب خصوبة أراضيها وتوافر مياه نهري الفرات والخابور فيها. 2- محافظة الحسكة: .. تقع محافظة الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية، وتمتد على مساحة 23000 كم2. تُعد المحافظة الزراعية الأولى في سورية من حيث المساحات المزروعة ومن حيث الإنتاج وبخاصة القمح والشعير والعدس حيث تنتج المحافظة 45% تقريبا من إجمالي إنتاج القمح في سورية، إضافة إلى وجود عدد من حقول النفط والغاز في منطقتي رميلان والجبسة . 3- محافظة الرقة : تقع محافظة الرقة في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية لها حدود مع تركيا بطول 78كم، مساحتها حوالي 20000كم2 يعتمد اقتصادها بشكل أساسي على الزراعة حيث تتميز المحافظة بتنوع تُربها الزراعية حيث تحتوي خمسة أنواع (الأتربة الحمراء – والبنية الداكنة – والصفراء – الجبسية والصحراوية). وتتميز كذلك بتنوع مواردها المائية حيث يمر عبرها (الفرات – البليخ – الجلاب.) تتوافر في المحافظة مجموعة من الثروات الباطنية الجيولوجية وأهمها الرمل والجص الفراتي، الحجر الكلسي الطف البركاني – النفط الخام وتمتلك المحافظة كل المقومات التي يمكن أن تجعل منها مدينة سياحية، حيث تكثر فيها المواقع والتلال الأثرية والكهوف إضافة لوجود قلعة جعبر وقلعة الرصافة. وفيها بحيرة مائية كبيرة ((بحيرة الأسد)) وسد الفرات. ..إن حوض الفرات كان مهداً لعدد من أعمق الحضارات التي شهدت خطوات الإنسان الأولى في ميادين عديدة – ميدان التعدين – والزراعة – واستعمال الآلة – واستخدام وسائل النقل و الكتابة . لقد كانت هذه المنطقة تشكل نبع العطاء لشلالات الخير وخزان سورية المائي والغذائي والاقتصادي. 2- ما هي الأعمال التخريبية التي قامت بها المجموعات الإرهابية ومن خلفها الولايات المتحدة من تدمير وتخريب في هذه المنطقة:  .. لقد تعرضت هذه المنطقة، كغيرها بل ربما أكثر من غيرها من مناطق سورية خلال السنوات العشر الماضية إلى حرب جنونية شرسة , أُستخدمت فيها أساليب تدميرية استهدفت الإنسان و الحجر و الشجر ,المنطقة الشرقية من سورية - أرض الحضارة و الثقافة والتاريخ العريق ,بلاد مابين النهرين – موطن الإنسان الأول ,تحولت إلى أرض وكأن زلزالاً مريعاً ضربها ,فقوّض بُناها وشتت قاطنيها . لقد دمرت البنى التحتية، والأملاك الخاصة والعامة، وجميع المنشآت والمعامل والمباني والجسور والمدارس والمشافي التي بُنيت بعرق وأموال أبناء الشعب السوري وتعب وكد وجهود أبناء هذه المنطقة خلال عصور وعقود . فأُحرقت آبار النفط والمصافي، ودُمرت صوامع الحبوب ومحطات توليد الطاقة، وأستبيحت المساجد والكنائس والأديرة ونبشت القبور ,وفككت المصانع وتم سرقتها . وارتكب إرهابيو  "داعش" في هذه المناطق التي كانت تحت سيطرة ما يُسمى ( الدولة الإسلامية بالعراق والشام- داعش ) ما لا يمكن وصف بشاعته من الجرائم فذبحوا البشر في الرقة وأرياف دير الزور ذبح النعاج ,وقتلوا الكُتاب والأدباء والشعراء ,وقطعوا الرؤوس , حتى رؤوس تماثيل هارون الرشيد ومحمد الفراتي ومنحوتات (ماري) و ( حوريات الفرات ) .   3- لنقارن بين ما كان يُنتج من نفط وغاز وقمح ويدخل ضمن إيرادات الحكومة السورية ما قبل عام 2011 وبين ما يُنتج حالياً وما يدخل في إيرادات الحكومة السورية . أ‌-             بالنسبة للنفط : بلغ إنتاج النفط في عام 2011 , 385000 برميل يومياً وكان يدخل بالكامل في إيرادات الدولة وفي بعض السنوات قبل عام 2011 وصل حجم الإنتاج إلى 600000 برميل , واعتبر النفط كمورد له دور في الاقتصاد السوري  حيث بلغت مساهمته في تلك السنوات أكثر من 20% من مجموع إيرادات الحكومة السورية ,كما وصلت مساهمته بالتصدير إلى 30% من مجموع الصادرات السورية . أما في عام 2021 فقد انخفض الإنتاج الإجمالي في حقول الحسكة و دير الزور (منطقة شرق الفرات) إلى 100000 برميل يومياً – ليصل للحكومة السورية منها حوالي 4000 برميل فقط ويُسرق الباقي ويُهرب إلى شمال العراق وإلى تركيا حوالي 96000 برميل يومياً . لقد ربطت الولايات المتحدة الأميركية وجود قواتها في سورية بحماية حقول النفط شمال شرق سورية وهذا كلام كاذب فأمريكا ومن تحميهم هم الذين يقومون بسرقة  النفط وتهريبه . أي تحميه لمصلحتها وليس لمصلحة الشعب السوري . وهذا ما يُفسر لنا الوجود الأميركي وعملائه في شرق الفرات إن الهدف من الوجود الأميركي واضح تماماً ألا وهو الاستحواذ على ثروات سورية النفطية و الغازية . ب- الغاز : بلغ إنتاج سورية من الغاز قبل عام 2011 , 30 مليون متر مكعب، ولكون الكمية الكبيرة من الغاز الطبيعي موجودة في منطقة القلمون ( دير عطية – أبو رباح – قارة – البريج ) وفي المنطقة الوسطى (حمص – حماة – البادية) وجميع هذه المناطق تحت سيطرة الدولة وهذا يُغطي حوالي 25% من احتياجات البلاد التي تحتاج إلى 1200طن يومياً وبقى الغاز الموجود في محافظتي دير الزور ( حقل كونيكو ) والحسكة ( الجبسة ) تحت سيطرة ميليشيات قسد التي تقوم بسرقته أيضاً تحت حماية ورعاية أمريكية . -              لقد دمرت الحرب على سورية القطاع النفطي إلى أن وصل إلى هذا الحد المتدني من الإنتاج، كما أن ما يُنتج حالياً يسرق القسم الأكبر منه – كما ذكرنا – ويهرب لخارج سورية وهذا أدى ومازال يؤدي إلى أزمة وقود ومشتقات نفطية مستمرة يُعاني منها الشعب السوري على مدار كل هذه السنوات إضافة إلى الحصار الاقتصادي والعقوبات الجائرة التي فرضتها الإدارات الأمريكية والدول الأوربية . ج- القمح – غذاء السوريين الأساسي لطالما كان القمح سلاحاً استخدمته سورية في الحفاظ على استقلالية قرارها السياسي ,ولطالما حُوربت بهذا السلاح وهذا ما يحدث اليوم ,فعلى مدى أعوام الحرب الإحدى عشرة ,لم يسلم خبز السوريين من الاستهداف , إذ سيطرت ميليشيات قسد على سلة سورية الغذائية عبر ترهيب الفلاحين وإجبارهم على عدم تسليم المحصول للدولة ,كما لم يتردد الاحتلال الأميركي وعملائه في إشعال حرائق هائلة في حقول القمح بشكل ممنهج في الأعوام 2018-2019-2020-2021 كما قامت الولايات المتحدة بإدخال بذور مسمومة بشكل غير شرعي تحت حجة مساعدة الشعب السوري، ما سبب ضرراً في التربة لا يمكن تجاوز أثاره لسنوات عدة .  لقد شجعت الدولة السورية قبل الأزمة زراعة وإنتاج القمح واعتبرته محصولاً استراتيجياً وأمناً غذائياً فتجاوز الإنتاج السنوي الثلاث ملايين طن نتيجة سياسة التشجيع ,وصار لدى سورية في تلك السنوات مخزون احتياطي من القمح يكفي كما قدر بعض الخبراء لأكثر من ثلاث سنوات إضافة إلى ما كانت تصدره سورية للبلدان الأخرى على مبدأ التبادل = تعطي سورية للدول الأوربية كمية من القمح القاسي (للمعجنات) وتأخذ بدلاً منه ضعف الكمية من القمح الطري لصناعة الخبز وهذه السياسة أدت إلى وفرة مادة القمح ومشتقاته ,لكن هذا المحصول الاستراتيجي الهام و المصيري انخفض خلال سنوات الحرب إلى مادون  2 طن سنوياً – يدخل منها صوامع الدولة حوالي طن واحد . علماً أن حاجة الشعب السوري تقدر ما بين 2 إلى 2,5 طن من القمح سنوياً ما جعل الحكومة السورية تعتمد على الاستيراد لتغطية هذا النقص ,فتحولت سورية من بلد مصدر للقمح إلى بلد مستورد، وذلك بفعل سيطرة مجموعات قسد على أهم مناطق زراعة القمح ,وهذا أدى إلى تهريب كميات كبيرة من إنتاج الأراضي السورية إلى شمال العراق وبواسطة شاحنات كبيرة وتحت رعاية أمريكية والهدف واضح – هو إذلال الشعب السوري بهدف تركيعه عبر محاربته بلقمة عيشه من خلال تجويعه ,لكن هذا الشعب الأبي الذي صبر وصمد كل هذه السنوات لن يذل ولن يركع وسيقاوم حتى النصر ,وتحرير كل شبر من الأراضي السورية والحفاظ على وحدتها واستقلالها وبعد التحرير لابد من صياغة رؤية تنموية شاملة وواقعية لإعادة الإعمار ولتطوير هذه المنطقة المهمة والنهوض بها كي ترقى إلى أهميتها التاريخية كأحد أهم مراكز الحضارة البشرية. أجرى الحوار رامي جحجاح      

المصدر : خاص الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة