دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
أثارت تصريحات ثعلب الديبلوماسية
العجوز هنري كيسنجر (99 عاماً ) في منتدى دافوس العالمي مؤخراً حول الحرب في
أوكرانيا ردود فعل متباينة بين منتقد لها ومسفه لمضمونها وداعم لرأيه الذي أعلنه
حول الطلب من أوكرانيا التنازل عن جزء من أراضيها لروسيا وخاصة جزيرة القرم سعياً
لإيقاف هذه الحرب خلال شهرين . ومن أكثر ردود الفعل إثارة للسخرية كانت تصريحات
الرئيس الأوكراني زيلينسكي المصاب ( بحالة إسهال ) لكثرة تصريحاته المستمرة منذ
بدء الحرب في أوكرانيا بشكل يومي تقريباً و لا يكاد المرء يتابع هذه التصريحات
المتباينة دائماً. لكن ما قاله عن كيسنجر يؤكد أن الرجل لا يعرف شيئاً عن
التاريخ ويكاد لا يعرف حتى تاريخ بلاده لأن ما ذكره كيسنجر عن ضرورة أن تعيد
أوكرانيا إقليمي الدونباس ولوغانسك وجزيرة القرم يشير إلى معرفته التامة بأن هذه
الأراضي كانت روسية عبر التاريخ وهي تعود الآن إلى أصحابها والتاريخ لديه الكثير
مما يقوله حول الصراعات والحروب التي دارت في هذه المنطقة منذ القرن الثامن عشر
بين القوى المتناحرة في ما يعرف اليوم بشرق أوربا حيث دارت حروب كثيرة وفي كل حرب
كان الأقوى يفرض نفسه ويضم إليه أراض يعتبرها حقاً له وهذا ما فعله ستالين وقيادة
الحزب الشيوعي ( أغلبهم من اليهود) بأن صنعوا دولة أسموها جمهورية أوكرانيا
الاشتراكية وضموا إليها أراض من بولونيا وهنغاريا وغيرها .. بل حتى من روسيا
( جزيرة القرم) وأقاموا دولة على حساب الآخرين ..وما يجري اليوم في أوكرانيا يبدو
وكأن التاريخ يصحح أخطاء الماضي ويعيد لكل ذي حق حقه. .و بناء على ذلك فإن المتوقع
أن تتابع بولونيا ما قامت به روسيا في استرداد أراضيها بالقوة وتضم إليها تلك
الأراضي الشاسعة التي سلبها إياها الآخرون خاصة وأن سكان المناطق غرب أوكرانيا
يتحدثون البولونية ومنهم كثيرون من أصول بولونية ويؤكد ذلك أن مدينة- لفوف-
الأوكرانية حاليا كانت عبر التاريخ مدينة بولونية حتى أن المطاعم فيها تقدم إليك
قائمة الطعام باللغات الثلاث الروسية والأوكرانية والبولونية . إذاً السؤال هنا
متى ستبدأ بولونيا بالمطالبة بحقوقها ؟؟؟ يبدو أن
الأمر لن يطول كثيراً و المؤشرات تدل على ذلك وأن مصير يوغوسلافيا سيتكرر من جديد
حيث تختفي دولة أوكرانيا وتسترد الدول المحيطة بها أراضيها كما حصل مع يوغسلافيا
من قبل .
إن استمرار
زيلينسكي المطالبة بالانضمام إلى المجموعة الأوربية يؤكد أيضاً ضحالة معلوماته عن
القواعد الموضوعة بين دول الاتحاد الأوربي لأن أوكرانيا لا تفي
بالمعايير الرئيسية لأعضاء الاتحاد الأوروبي الجدد ، بما في ذلك سيادة القانون ،
واستقلال القضاء ، واحترام حقوق الإنسان ، واقتصاد السوق المتقدم. ، سيتعين على
بروكسل في حال الرغبة بضم أوكرانيا إلى الاتحاد انتهاك عدد من هذه المعايير
أو تبسيطها بشكل خطير. و سيؤدي هذا إلى رد فعل عنيف من تركيا وصربيا والجبل الأسود
ودول أخرى كانت تسعى دون جدوى للانضمام إلى الاتحاد الأوربي منذ سنين عديدة ،
إن ضم أوكرانيا
إلى الاتحاد الأوروبي ينطوي على مخاطر كبيرة في المجال الاقتصادي. كييف في حالة
أزمة عميقة ، والتي تفاقمت على خلفية سياستها الخاطئة.و سيتعين على بروكسل إيجاد
أموال إضافية لاستعادة أوكرانيا ، ودعم الاقتصاد ، وتحسين الوضع الاجتماعي ،
وتحقيق الاستقرار في المجال النقدي والائتماني والمالية العامة. من حيث الحجم ،
ستتجاوز هذه المساعدات حجم المساعدة المقدمة لليونان عشية أزمة عام 2015 ،
عندما أصبحت وحدة الاتحاد الأوروبي موضع شك واضطرت أوربا إلى إنقاذ اليونان
اقتصاديا للمحافظة على وجود الاتحاد ككل ..وكان هذا في أيام العز فكيف سيكون الأمر
عليه الآن في ظل أزمة اقتصادية خانقة تلف العالم كله وليس أوربا لوحدها .
لقد أثبتت الحرب
في أوكرانيا من جديد أن المصالح الاقتصادية تعلو على كل شيء وأن مقولة تشرشل بأن
ما بين الدول " ليس هناك عداوات دائمة أو صداقات دائمة ولكن هناك مصالح
دائمة" يكاد يطبق حرفياً هذه الأيام فالسعودية والإمارات وغيرها من دول
الخليج التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات تاريخية هذه الدول غلبت مصالحها
الاقتصادية على علاقاتها التاريخية ولم "تنفذ" التعليمات الأمريكية
بزيادة ضخ النفط والغاز لتعويض النقص في الامدادات الروسية ولم تعوض قطر نقص الغاز
الروسي بل إن دولاً في الاتحاد الأوربي فضلت مصالحها الاقتصادية وقررت شراء الغاز
الروسي بالروبل مخالفة بذلك تعليمات الولايات المتحدة التي تخوض الحرب في أوكرانيا
حتى آخر أوكراني كما قلنا من قبل .
حتى الولايات
المتحدة التي تمد أوكرانيا بالمال والسلاح وتأمر الآخرين بدعم زيلينسكي
وجماعته وعصاباته النازية وتقديم أحدث الأسلحة لهم , بدأ أعضاء الكونغرس فيها
يوجهون النقد للإدارة الأمريكية على ما تطلبه من موافقات منهم لتقديم الدعم
لأوكرانيا يقول عضو كونغرس خلال مناقشة الخطة الجديدة لدعم أوكرانيا بأربعين
ملياراً من الدولارات وهو القانون الثاني الذي تطلبه الإدارة خلال شهرين
:" لا يمكننا إنقاذ أوكرانيا بتدمير الاقتصاد الأمريكي ,لقد وصل التضخم في
شهر آذار /مارس الماضي لأعلى مستوى في 40 عاماً والبنزين وحد ارتفع بمقدار 48%
ومصادر الطاقة الأخرى ارتفعت بـ 32% عن العام الماضي وارتفعت أسعار الغذاء بنسبة
9% حتى أن أسعار السيارات المستعملة صارت أغلى بـ 35 % هذا العام أما الجديدة فقد
ارتفعت بنسبة 12% " ويتابع عضو الكونغرس : " إن التضخم لا يأتي من العدم
لأن الولايات المتحدة أنفقت قرابة 5 ترليون دولار خلال جائحة كورونا " ويستمر
النائب قائلاً : الأمريكيون يشعرون بالألم ويبدو أن الكونغرس راض بزيادة هذا الألم
عبر إهدار المزيد من المال " ويؤكد النائب أن الولايات
المتحدة تدعم أوكرانيا منذ عام 2014 حيث قدمت لها مساعدات عسكرية بمبلغ 6
مليارات دولار إضافة إلى 14 مليار دولار أقرها الكونغرس خلال الشهر الماضي وإن مر
القانون الجديد فإن الولايات المتحدة ستكون قد قدمت ما يقرب من 60 مليار دولار
لأوكرانيا وهذا المبلغ هو أكثر مما تنفقه أي دولة في العالم عسكرياً " .
انتهت مداخلة عضو الكونغرس الذي طالب بصرف هذه الأموال على المواطنين الأمريكيين
ومتطلباتهم المعيشية التي تتراجع بشكل كبير. وطبعا لم يتطرق النائب المحترم إلى ما
أنفقته الإدارة الأمريكية سراً على مختبراتها للأسلحة البيولوجية ونشر الأمراض في
العالم والتي اكتشف الروس حسب ما أورده مندوبهم في مجلس الأمن,العشرات من هذه
المختبرات البيولوجية على الأراضي الأوكرانية والتي عملت على التحضير لنشر الأمراض
مثل كوفيد وغيرها من الأمراض في العالم كله . واليوم تتحدث الأخبار عن مطالبة
روسية بالتحقيق في نشاط 4 مختبرات بيولوجية أمريكية في نيجيريا حيث نشأ "
جدري القردة " ومثلها مختبرات كثيرة اكتشفت في أوكرانيا عند زيلينسكي وعصابته
.
وأخيرا نعود إلى
الثعلب الأمريكي كيسنجر الذي قال في دافوس إياكم وكسر روسيا لأن ذلك يعني كارثة
على أوربا والعالم فهل من مستمع ؟؟ام أن ما قاله هذا العجوز سيكون السلم الذي
ستنزل عليه الولايات المتحدة ودول أوربا عن الشجرة ؟؟ وتنتهي أوكرانيا تقسيما بين
الدول كما حدث مع يوغوسلافيا ؟؟ لننتظر ونر ....
المصدر :
محطة أخبار سورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة