دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
جاءت على لسان زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي
الروسي الراحل فلاديمير جيرينوفسكي خلال حياته السياسية الطويلة تنبؤات كثيرة التي
تحققت لاحقا بشأن مستقبل العلاقات بين موسكو وكييف.
وفي أوائل التسعينيات، انتقد جيرينوفسكي
بشدة الاتفاقية المبرمة في الثامن من ديسمبر 1991 بين زعماء روسيا وبيلاروس وأوكرانيا
بشأن تفكك الاتحاد السوفيتي، محذرا من أن ملايين المواطنين الروس نتيجة لهذا الاتفاق
وجدوا أنفسهم خارج حدود وطنهم.
وقال جيرينوفسكي حينئذ: "ما هي أوكرانيا؟
جنوبها وشرقها، بما في ذلك أوديسا وخاركوف ودنيبرو وخيرسون ونيقولايف، جزء من روسيا
ويقيم هناك 12 مليون روسي. نصف الأوكرانيين ينطقون اللغة الروسية ويريدون العيش مع
روسيا".
وأبرز جيرينوفسكي في ذلك التصريح خصوصا
قضيتي القرم ودونباس، متسائلا: "هل سيتعلمون البحارة الروس في سيفاستوبل اللغة
الأوكرانية؟ لا، ستظهر هناك المدمرة "بوتمكين" وستقصف ما يجب قصفه!".
وطالما حذر جيرينوفسكي من تنامي معاداة
روسيا في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، مبديا قناعته بأن التنازلات لن تساعد
في تحسين الوضع ولا بد من بناء دولة قوية.
وقال: "إنهم يشعرون بالكراهية تجاهنا!
وكان ذلك مستمرا في عهود القياصرة والبلاشفة والديمقراطيين وسيستمر في عهدي. أقحِمت
في ذهنكم فكرة الصداقة بين الشعوب، لكنها لم ولن تكون موجودة في الواقع، ونحتاج إلى
علاقات اقتصادية سليمة ودولة ديمقراطية قوية".
وفي عام 1999، عارض جيرينوفسكي بشدة إبرام
اتفاقية الصداقة والتعاون والشراكة بين موسكو وكييف، متهما المسؤولين في الخارجية الروسية
الذين عملوا على صياغة هذه الوثيقة بالخيانة.
وأوضح حينها أن كييف، بعد إبرام هذه الاتفاقية،
ستشرع في انتهاج سياسات معادية لروسيا وخصوصا ضد اللغة الروسية وستحاول الانضمام إلى
حلف الناتو، محملا دول الغرب المسؤولية عن محاولة الحيلولة دون بقاء أوكرانيا ضمن رابطة
الدول المستقلة.
وفي عام 2008، قال زعيم الحزب الليبرالي
الديمقراطي:"لدى الروس المقيمين في أوكرانيا الحق في العيش تحت علم روسيا، وإذا
رغبوا في ذلك فإننا سنضمن ذلك، ولن يوقفنا أحد، لا الولايات المتحدة ولا الناتو".
وفي عام 2010، تنبأ جيرينوفسكي بأن حدود
أوكرانيا ستتغير بعد خمس سنوات وأنها ستخسر مناطقها الناطقة باللغة الروسية.
وأعرب جيرينوفسكي حينئذ عن قناعته بأن غرب
أوكرانيا سيعود مستقبلا إلى الغرب، بينما سيعود شرقها ذو أغلبية الناطقين باللغة الروسية
إلى الحضن الروسي.
وفي عام 2012، قبل عامين من أحداث
"ميدان الاستقلال" في كييف، تنبأ جيرينوفسكي بوقوع ثورة في أوكرانيا، محذرا
من أن الرئيس الأوكراني حينئذ فيكتور يانوكوفيتش "لا يعلم إلى أي جهة يستطيع بيع
نفسه بسعر أكبر".
وفي يونيو 2014 صدرت على لسان جيرينوفسكي
نبوءة أخرى، حيث حذر من خطر إسقاط طائرة مدنية خلال الأعمال القتالية في دونباس (وهذا
ما حدث في الواقع بعد أقل من شهر إذا تحطمت "بوينغ" الماليزية المتوجهة من
أمستردام إلى كوالالومبور).
وقال جيرينوفسكي حينئذ: "نحو من ستتوجه
إجراءات الناقمين المتوحشين؟ لقد شبعوا من شرب الدم والآن ما يصبون إليه هي الأوسمة
والألقاب، ولذلك ستبدأ العمليات التخريبية في القرم وسيسقطون طائرة مدنية من نوع ما
وسيتوقف الجميع عن السفر جوا، أو سيفجرون سفينة ركاب وسيتخوف الجميع من السفر بحرا".
وقبل أربع سنوات، تنبأ جيرينوفسكي بالتصعيد
العسكري الحالي، قائلا: "بإمكانهم العيش بهدوء، ولن يأتي إليهم أحد، لكن إذا ما
ظهر في كييف مجانين وحاولوا بدء الأعمال القتالية ومهاجمة لوغانسك ودونيتسك، فإنهم
سيخسرون بذلك أغلبية أوكرانيا".
وجاءت آخر نبوءة من جيرينوفسكي بخصوص أوكرانيا
في أواخر ديسمبر 2021، إذ قال: "وددت لو أن عام 2022 سيكون سلميا، لكن ذلك لن
يحصل. أحب الحقيقة ولا أقول إلا الحقيقة طيلة كل هذه السنوات. كان الغرب قد اختبر كل
الأساليب المتاحة ولم يبق له إلا المراهنة على العنف المباشر في دونباس، لكن ذلك لن
ينقذهم".
وتنبأ زعيم الحزب في ذلك التصريح بالضبط
تقريبا موعد بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي انطلقت فجر 24 فبراير،
حيث رجح أن موسكو ستتبنى نهجا مختلفا إزاء كييف والغرب، مضيفا:" ستشعرون بذلك
في الساعة الرابعة فجرا من يوم 22 فبراير".
وأعلن رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيلسلاف فولودين يوم الأربعاء أن جيرينوفسكي البالغ من العمر 75 عاما فارق الحياة بعد صراع طويل مع
المرض
المصدر :
rt
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة