دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بينما صد الجيش العربي السوري مع الطيران
الحربي هجوماً لمسلحي تنظيم داعش الإرهابي في البادية الشرقية وقضت وحدات منه على عدد
من الإرهابيين وجرحت عدداً منهم في منطقة «خفض الصعيد» شمال غرب البلاد، طفت ملامح
تأهب النظام التركي لارتدادات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على سطح المستنقع
الذي غاص به هذا النظام في إدلب من خلال إجراءات احترازية تجلت بتجميع نقاط مراقبته
غير الشرعية تحسباً لإجلائها عند الضرورة وتقليص عدد قواته وعتاده العسكري خارج المنطقة
المنتخبة للحرب المحتملة.
وبدا أن نظام الرئيس رجب طيب أردوغان متخوف
من تداعيات الحرب في أوكرانيا في إدلب وعموم منطقة «خفض التصعيد»، التي يتوقع لها أن
تكون مسرحاً للعمليات العسكرية الروسية بعد تجاهله تطبيق بنود «اتفاق موسكو» معها بخصوص
المنطقة على الرغم من منح موسكو له أكثر من سنتين لتنفيذه.
مصادر معارضة مقربة من التنظيمات الإرهابية
والميليشيات المسلحة التي يمولها النظام التركي في إدلب، رؤيتها متقاطعة مع تصريحات
خبراء عسكريين تحدثت إليهم «الوطن»، أكدت أن نظام أردوغان استبق النتائج المتوقعة التي
ستسفر عنها الحرب في أوكرانيا بوضع خطط بديلة تنقذ ماء وجهه للانسحاب من مناطق طريق
عام حلب اللاذقية المعروفة بـ«M4»،
كيلا يتكرر السيناريو المذل الذي فرضه الجيش العربي السوري إبان عملياته العسكرية التي
شنها مطلع العام ٢٠٢٠ بمساندة الحلفاء وقوات الجو الروسية وقادت إلى استعادة السيطرة
على طريق عام حلب حماة «M5»
ووضعها في الخدمة.
ورأت المصادر، أن النظام التركي استفاد
من درس حصار نقاط مراقبته غير الشرعية في مناطق «M5» داخل مناطق سيطرة الجيش العربي السوري، والتي
اضطر إلى سحبها بعد فقدانها لقيمتها العسكرية، وأنه غير راغب في تكرار السيناريو نفسه
في مناطق «M4» جنوب إدلب، ولاحقاً في سهل
الغاب الشمالي الغربي في حماة وريف اللاذقية الشمالي على تخوم الطريق الدولية.
وأعربت المصادر عن قناعتها، بأن أنقرة تدرك
جيداً أن موسكو تعدّ «M4»
وإدلب منطقة حيوية لربط شمال ووسط سورية بغربها ونظراً لمتاخمة ريفها الغربي لريف اللاذقية
الشمالي، حيث قاعدة «حميميم» التي يستهدفها الإرهابيون بالصواريخ والمسيّرات بين الحين
والآخر، ولذلك لا يضع النظام التركي في حسبانه مواجهة موسكو في إدلب في حال قررت الأخيرة
وضع مخرجات «اتفاق موسكو» لفتح الطريق الدولية في مقدمة أولوياتها.
وعدّت الإجراءات التي بدأ بها جيش الاحتلال
التركي خلال الأسبوعين الأخيرين في إدلب، مثل إعادة تموضع نقاط مراقبته ونقل جنود وعتاد
عسكري من جنوب الطريق الدولية إلى شماله وإرسال جنود من «خفض التصعيد» إلى العراق لقتال
«حزب العمال الكردستاني»، مقدمة لتنفيذ تفاهمات النظام التركي واتفاقاته الثنائية مع
روسيا ولإعادة النظر بوجوده العسكري في المنطقة.
وأضافت: إن «جيش الاحتلال التركي يعمل راهناً
على دمج نقاط مراقبته في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي وجنوب «M4» بغية تقليص عددها قدر الإمكان بدل أن تكون متناثرة
ليسهل سحبها عند اللزوم، وبدت بوادر ذلك في نقاط احسم والبارة والمغارة وإبلين ودير
سنبل وشنان، على أن يعزز بها نقاط نحليا وكورين ومعترم والقياسات وبسنقول ومحمبل وسهل
الروج شمال الطريق الدولي».
ويتوقع أن يتخذ نظام أردوغان قرارات تميل
لمصلحة النظام النازي في أوكرانيا، حسب قول المصادر، وذلك بعد طلب إدارة الرئيس الأميركي
جو بايدن إرسال صواريخ S400
الروسية إلى أوكرانيا، أو إرضاء الأميركيين بحلول وسط لدعم كييف،
ولذلك يمهد لقراراته في ساحة إدلب التي يرجح وبغض النظر عن نتائج الحرب في أوكرانيا،
أن تشهد تحركاً روسياً لفتح ملف إعادة فتح الطريق الدولية سلماً أو حرباً بعد أن تضع
الحرب في أوكرانيا أوزارها كجزء من ارتداداتها المتوقعة.
على الأرض، رد الجيش العربي السوري أمس
على خروقات إرهابيي نظام أردوغان لوقف إطلاق النار واستهدف نقاط تمركز وحداته في ريف
إدلب الجنوبي، بإطلاق وابل من القذائف والصواريخ على مصادر النيران في محيط بلدات فليفل
وسفوهن والفطيرة وبينين والبارة في جبل الزاوية، وحقق إصابات مباشرة في صفوف الإرهابيين
أدت إلى قتل وجرح عدد منهم وسط استمرار الطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو الروسي
برصد المنطقة على الدوام كعادتها خلال الأيام الماضية.
وفي البادية الشرقية، تابعت الوحدات المشتركة
من الجيش والقوات الرديفة تمشيط قطاعاتها، وبيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن» أن العمليات
البرية تسير كالمعتاد لتمشيط البادية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، الذي كبده الجيش
خسائر فادحة مؤخراً في بادية حمص الشرقية.
وفي السياق، ذكرت مصادر إعلامية معارضة،
أن الطيران الحربي السوري- الروسي، ووحدات الجيش العاملة على الأرض صدوا هجوماً شنه
مسلحو تنظيم داعش قرب قرية خربة المقمن في بادية الرصافة بريف الرقة الجنوبي.
المصدر :
الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة