#
  • فريق ماسة
  • 2022-02-12
  • 10642

أوكرانيا ..هل تنجح الولايات المتحدة في إشعال فتيل الحرب وتجر العالم إلى ما لا تحمد عقباه ؟؟؟

  يستمر تصاعد الحملة الهيستيرية الأمريكية حول المزاعم برغبة روسيا الاتحادية مهاجمة أوكرانيا , وقد وصلت الحملة إلى حدودها القصوى خلال اليومين الفائتين وأعلنت الولايات المتحدة وعدد من حلفائها مثل بريطانيا وإسرائيل... وغيرها الطلب إلى مواطنيهم مغادرة أوكرانيا , وهذا مؤشر خطير يدل على أن الاستعدادات الأمريكية مع دول الناتو صارت جاهزة لإشعال الحرب وتأمين المبرر لذلك. و نعرف جميعاً أن الولايات المتحدة وبقية دول الناتو لا تنقصها الحيلة لاختراع سبب للحرب فما زالت صورة وزير الخارجية الأمريكي كولن باول في مجلس الأمن ماثلة في الأذهان  وهو يستعرض زجاجة صغيرة قدمها دليلاً على امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وبعدها بدأ تدمير العراق... واليوم حدد أحد الناطقين الرسميين الأمريكيين أن روسيا ستهاجم أوكرانيا يوم الثلاثاء المقبل !!   العالم كله مشغول بأخبار المزاعم حول بدء روسيا حربها ضد أوكرانيا ولكن هل سأل أحد نفسه ماذا فعلت أوكرانيا ومجموعات النازيين الجدد الذين تدعمهم حكومة زيلينسكي ضد المواطنين الروس في  الدونباس ؟؟ لقد اختفت أمام الكم الهائل من الأكاذيب و " البروباغندا " الأمريكية الأوربية  الحقائق حول الجرائم المرتكبة هناك ضد المواطنين العزل والمذابح التي نفذت ضد النساء والأطفال و المدنيين ,  والتي تذكرنا بالمذابح المرتكبة في تسعينيات القرن الماضي في البوسنة والهرسك وصربيا والمذابح العنصرية التي ترتكبها إسرائيل كل يوم ضد الفلسطينيين  .   و كشفت السلطات المحلية في الدونباس مؤخراً الستار عن  10 مقابر جماعية ، وبينت الفحوصات الطبية وجود  بقايا 345  جثة هم ضحايا عمليات الإعدام  الجماعي الذي قامت به سلطات الأمن الأوكرانية,  مع الإشارة إلى  آثار التعذيب المكتشفة على جثث الضحايا الذين تم دفنهم في الأماكن ذاتها التي تمركزت فيها القوات المسلحة الأوكرانية وقطعان النازيين الجدد المدعومين من قبلها .   إن هذه الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها كتائب النازيين الأوكرانيين الجدد خلال عامي 2014 -2015 وممارساتهم غير الإنسانية ضد العزل ورغم أنها تشكل خرقا فاضحاً للأعراف الإنسانية والقانون الدولي إلا أنها بقيت دون حساب ولم يعاقب المجرمون على جرائمهم , بل يعمد المسؤولون في كييف إلى إعاقة عمل السلطات المحلية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك , في البحث عن ضحايا المجرمين الأوكرانيين وإعادة دفنهم.    يقال إن روسيا تريد مهاجمة أوكرانيا وأنها تحشد قواتها على الحدود استعداداً للهجوم .ولم تنفع جميع التصريحات التي أطلقها مسؤولون غربيون قابلوا نظراءهم الروس بأن روسيا لا تريد بدء الهجوم ,  وأنه ليس لدى الرئيس الروسي النية في مهاجمة أوكرانيا ..ذلك أن رئيس الجوقة بايدن بمساعدة بعض مؤيديه ,  مازال مصراً على أن الهجوم الروسي قريب وأن دولة مثل روسيا يمكن بكل استخفاف استفزازها لتبدأ حرباً , الجميع يعرف كيف تبدأ ولكن من المستحيل لأحد أن يعرف كيف تنتهي .   إن الشعب الروسي الذي ضحى مع غيره من شعوب الاتحاد السوفييتي السابق - بمن فيهم الشعب الأوكراني - بعشرين مليوناً من خيرة أبنائه , من أجل الدفاع عن أرضه وصد العدوان النازي في الحرب العالمية الثانية , من المستحيل أن يدخل حرباً جديدة تكون بهذه العبثية التي يتحدث بها مسؤولو الدول الغربية , إذ يتناسى هؤلاء محاولاتهم محاصرة روسيا الاتحادية ولحسهم كل تعهداتهم السابقة  بعدم توسيع حلف الناتو وعدم ضم الدول المجاورة لروسيا إلى هذا الحلف . ألم تحارب دول الحلفاء بمساندة بعضها بعضاً في الحرب ضد النازية وأفكارها غير الإنسانية والهدامة ؟؟ ولم تتوقف جيوشها إلا بعد القضاء على آخر معاقل هتلر في الرايخستاغ  في برلين ؟ فكيف تتغاضى هذه الدول اليوم عن الممارسات العنصرية التي يقوم بها النازيون الجدد في أوكرانيا ضد القوميات الأخرى التي تعيش في بلدهم , وهم يقومون بممارساتهم العنصرية ضد الأقليات العرقية بدعم واضح وجلي من حكومة زيلينسكي , وهذا قد ينشر مثل هذه الأفكار الهدامة في المجتمع الأوكراني وتكون بداية لردود أفعال لا تحمد عقباها في منطقة يعيش فيها خليط كبير من القوميات المختلفة التي عاشت لسنوات طوال في ظل الاتحاد السوفييتي بوئام وصداقة وتآخي. ألا تخاف دول الغرب أن تنتقل هذه النزعات العنصرية إليها وهي التي تضم مواطنين من قوميات شتى ؟؟؟   الجميع في الغرب يتحدث عن الاجتياح الروسي لأوكرانيا ,وبدأت دول الناتو رغم تباين مواقفها بالنسبة لهذه الأزمة الخطيرة بإرسال المعدات العسكرية على اختلاف أنواعها إلى أوكرانيا... حتى إردوغان الذي زعم بأنه يريد أن يكون حمامة سلام بين روسيا وأوكرانيا ( أعاقته الإصابة  بكوفيد 19 كما زعم الناطقون باسمه عن الاستمرار بالوساطة !!) فإن طائراته المسيرة  صارت جزءاً من ترسانة الأسلحة الأوكرانية إضافة إلى كم هائل من العتاد والسلاح من دول الناتو الأخرى .. وكل هذا الحشد للسلاح و البروباغندا المرافقة على وسائل إعلام غربية وغير غربية مبني على أن روسيا ستهاجم أوكرانيا . حسنا ولكن إذا لم تستطع كل هذه الاستفزازات والتوتر الذي يتم اصطناعه في المنطقة بين الدول المجاورة لروسيا ودولة روسيا الاتحادية ولم تقع الحرب التي يقرعون طبولها فما الذي سيحدث لكل هذه الأسلحة ؟؟؟ ومن أين ستستطيع أوكرانيا أن تسدد ثمن كل هذا السلاح والعتاد ؟؟ ألا يبدو الأمر  برمته توريطاً لهذه الدولة التي كانت تسمي نفسها يوما ما , دولة  شقيقة لروسيا وبيلاروسيا وغيرها من دول الاتحاد السوفييتي السابق وكانت تتكامل معهم في كل شيء ..حتى في الأسلحة النووية . أليس حراماً إشعال حرب سيكون وقودها شعوب لا ناقة لها  ولا جمل في صراعات الآخرين ومصالحهم على أرضها.    يبدو أن الأصوات المعارضة لهذه الحرب لا يمكن تحملها حتى لو قالت الحقيقة فها هو رئيس أركان الجيش الألماني تتم إقالته باستقالة قدمها بنفسه لأنه قال الحقيقة بأن روسيا لا تريد الحرب في أوكرانيا وغيره كثر .. إن الطبول الأمريكية وحدها  تقرع تمهيداً لهذه الحرب , والولايات المتحدة  وحلفاؤها ما زالوا يبحثون عن الشرارة التي توقد ليس فتيلاً واحداً لكن مئات الفتائل التي صنعوها لتوريط روسيا  في هذه الحرب ...  فهل ينجحون ؟؟؟ 


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة