دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
يجمع منتجع سوتشي الروسي الأربعاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره
التركي رجب طيب أردوغان في قمة يعوّل عليها أن تجد حلاً للعديد من المشكلات
والأزمات بين البلدين لوضعها على سكتها الصحيحة، وفي مقدمتها الأزمة السورية التي
ستتصدر إدلب المباحثات الخاصة بها.
ويرى مراقبون لمجريات القمة المرتقبة
في تصريحات لـ«الوطن»، أن مباحثات الرئيسين ستكون حاسمة لجهة حل بعض الإشكالات
العالقة في الملف السوري سواء من خلال اجتراح حلول جذرية لبعضها أو إيجاد تصورات
مستقبلية لبعضها الآخر، كما هي حال منطقة «خفض التصعيد» في محافظة إدلب التي
استعصت حلولها جراء تهرب الضامن التركي من استحقاقات الاتفاقات الثنائية الخاصة
بها بين البلدين، وكذلك تعقيدات المشهد في مناطق الشمال الشرقي من البلاد التي
سببها وجود قوات الاحتلال الأجنبية الأميركية والتركية في مناطقها.
وتوقع المراقبون أن تأخذ إدلب حيزاً
واسعاً من المفاوضات بين بوتين وأردوغان، نظراً لتأثر العلاقات بين البلدين بها،
لكونها الملف الساخن الذي قد يؤثر في المنطقة برمتها نتيجة لاحتوائها على أعداد
كبيرة من إرهابيي تنظيم القاعدة وتحت جناح الفرع السوري للتنظيم بقيادة «جبهة
النصرة» وواجهته «هيئة تحرير الشام»، التي تسيطر على معظم مساحة المحافظة، وفي ظل
مماطلة النظام التركي في الوفاء بالتزاماته التي نص عليها «اتفاق موسكو» الذي مضى
على توقيعه أكثر من عام ونصف العام، و«اتفاق سوتشي» الذي مضى أكثر من ثلاثة أعوام
على دخوله حيز التنفيذ من دون تطبيقه من ضامنه التركي.
ورأت المصادر أن اتفاقي «موسكو»
و«سوتشي» سيوضعان على طاولة المباحثات للخروج بـ«تفاهمات» ملزمة للجانب التركي
ووفق جدول زمني جديد قصير الأمد ولا يقبل التأويل، وينص على وضع طريق عام حلب
اللاذقية أو ما يعرف بطريق
«M4» في
الخدمة مع خلق منطقة آمنة على طول ضفتيه ومساره الذي يصل إلى ٧٠ كيلو متراً مع فصل
إرهابيي «القاعدة» عن الميليشيات الممولة من تركيا في ريف إدلب الجنوبي، ولاسيما
من غرفة العمليات المسماة «الفتح المبين»، التي يقودها «النصرة» وتنشط بشكل خاص في
جبل الزاوية جنوب إدلب وجنوب
«M4».
الخبراء لفتوا لـ«الوطن» إلى أن النظام
التركي، وكما يبدو، رافض للاستكانة والنزول عند رغبة موسكو بتقديم تنازلات، إذ
واجه التصعيد الجوي الروسي بحشده المزيد من جيش احتلاله في إدلب، وخاصة في جبل
الزاوية قريباً من خطوط التماس مع الجيش العربي السوري، لتأمين خطوط دفاعه مع خطوط
دفاع إرهابييه في المنطقة بغية توجيه رسالة بأنه قادر على صد أي تقدم للجيش السوري
وبدعم من القوات الجوية الروسية في حال شن الجيش عملاً عسكرياً محتملاً ومرتقباً
للسيطرة على جبل الزاوية وعلى المناطق الواقعة في سهل الغاب الشمالي الغربي، جنوب
الطريق السريع بين حلب واللاذقية في المنطقة الممتدة بين سراقب وجسر الشغور.
وذكرت المصادر أن ما يزيد على خمسة أرتال عسكرية
لجيش الاحتلال التركي اجتازت معبر كفرلوسين شمال إدلب منذ مطلع أيلول الجاري،
آخرها دخل الحدود السورية مساء أول من أمس ويحتوي على مجنزرات ودبابات حديثة
وتمركز في نقطة المراقبة بقرية بليون في جبل الزاوية، كما رفع جيش الاحتلال التركي
من تعداد جنوده ليناهز ١٣ ألف عسكري يتمترس معظمهم في نقاط المراقبة الـ١٤ في جبل
الزاوية، والذي يتوقع أن تنطلق العملية العسكرية للجيش السوري باتجاهه عقب مباحثات
«سوتشي» غداً، ما لم تحرز تقدماً ملموساً باتجاه حلحلة الوضع في «خفض التصعيد»
وفتح «M4» أمام حركة المرور والترانزيت
المصدر :
الوطن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة